الثورة البنفسجية

 

احمد حسيب الرفاعي

الثورة البنفسجية التي ثار فيها العراقيين جمعيا بمختلف أطيافهم ومذاهبهم وقومياتهم ليقولوا نعم للحق.. نعم للسلام.. نعم للديمقراطية.. نعم للوحدة الوطنية00 نعم لبناء عراق حر ديمقراطي... تلك الثورة التي طالما انتظرها العراقيين وحاربوا وصارعوا كل من أراد النيل من وحدة هذا الشعب العراقي الجريح لكن إصرار العراقيين على إنجاح هذا الحدث التاريخي العظيم الذي سيخلده التاريخ والذي أكد فيه العراقيين من الشمال الى الجنوب بأنهم بلد الحضارات والعلم والثقافة انه بالفعل يوم تاريخي عاشه العراق ونحن نرى الملايين يسيرون وهم يحملون الأعلام العراقية وتعلوا أصواتهم بالأناشيد والأهازيج التي تدعوا الى الوحدة الوطنية والتلاحم من اجل القضاء على كل أنواع الإرهاب التي مورست بحق أبناء هذا الشعب البطل الغيور وهنا لابد الإشارة الى دور المرجعية الرشيدة البارز في وصول العراق الى هكذا تحول سياسي وشاهدنا من المظاهر الجميلة التي لم تحصل في أي بلد في العالم يدعي بانه آهل للديمقراطية وانه من صنع الديمقراطية فهل يوجد في بلد شخص مصاب بالشلل ولايقدر على الحركة ياتي الى مركز الاقتراع ليدلي بصوته وهل شاهدنا في بلد من بلدان العالم شخص يبلغ من العمر اكثر من 80 عاما مصاب بالعمى والشلل جاء الى مركز الاقتراع ويحمله أهل وذويه والكثير من المشاهد التي لم نراها ونشاهدها في أي بلد من بلدان العالم المتحضرة والتي تعتبر في قمه الهرم الديمقراطي ومن المفارقات الجميلة والتي تستحق الوقوف وهي اصطحاب العوائل لاطفالهم للمشاركة في هذا العرس الانتخابي واصرار هؤلاء الاطفال على تزيين اصابعهم بالحبر البنفسجي الذي يفتخر كل عراقي بان يكون قد سبق الاخر بالانتخابات وتزيين اصبعه بالحبر البنفسجي الذي يعتبر شرف لكل عراقي ان يزين اصبعه بهذا الحبر البراق  وهذا ان دل على شيء انما يدل على وحدة وتماسك الشعب العراقي لتقرير مصيره لبناء العراق الجديد ودحر كل قوى الارهاب المتمثلة بالبعثيين والزرقاوين الذين ارادوا ان يحرموا العراقيين من فرحتهم العظيمة التي اصر العراقييون على انجاحها رغم كل التهديدات التي اطلقت والوعود التي توعدوا بها لكن هذه التهديدات ذهبت بمهب الريح مادام العراقيين متمسكين بعراقيتهم ورفضوا الخضوع لمثل هكذا تهديدات فاعلن الجميع الحرب على الارهاب من رجال ونساء وشيوخ وحتى الاطفال تحدوا بل حاربوا الارهاب ليس بالسلاح انما بكلمة واحدة صرخ العراقيين جميعهم وقالوا ( نعم للعراق ) هذه الكلمة التي اسقطت جميع محاولات الارهاب وافعالهم الجبانة التي عجزت كبار الدول عن محاربة الارهاب الوحشي نحن لاننكر اننا قدمنا تضحيات جسام منذ سقوط النظام الدكتاتوري وفقدنا اعز ما نملك في حياتنا فقدنا الكثير من الشباب والرجال والنساء والاطفال الابرياء الذين لاذنب لهم ولاجرم سوى انهم عراقيين ارادوا ان ينعموا بالحياة الكريمة والهانئة بعيدا عن الظلم والجور والحكم الدكتاتوري الذي سلط على رقابنا لاكثر من ثلاثين عاما ان هذه الانتخابات تعتبر انتقالة كبيرة لاكمال العملية السياسية التي ابتداها العراقيين من درجة الصفر بعد سقوط النظام حيث ان النظام الدكتاتوري ترك لنا ورثة ثقيلة جدا من الامور السلبية طبعا ولعل احد هذه الامور التي خلفها لنا النظام المقبور هي عدم معرفة غالبية الشعب العراقي بالأمور السياسية التي تعتبر ألان وفي العراق خصوصا عصب الحياة والتي لابد على العراقيين اليوم ان يتسحلوا بالسياسة لانها تعتبر السلاح والدرع الحصين والواقي لمواجهة كل التحديات التي نتعرض لها يوميا والتي تهدف الى التفرقة بين مكونات الشعب العراقي والنيل من ارادته فاغلبية الشعب العراقي وبعد سقوط النظام البائد تبلور سياسيا من حيث لايشعر ولهذا نرى ان الشخص العراقي المتعلم والغير متعلم يتكلم عن السياسة ويدخل في نقاشات مع اهله وأصدقائه نفس مستواه العلمي او ربما اكثر محاولة منه لنقل صورة عن واقع العراق وماتجري من احداث في الشارع العراقي وهذا دليل واضح على ان الشعب العراقي تسلح بالسياسة ما افرزته الانتخابات التي شاهدها العالم باسره وراى كيف ان العراقيين هم اهلا لصنع عراق جديد ينعم بالامن والامان وسيكون العراق هو البلد الذي سيصدر الديمقراطية الى دول الجوار التي تدعي بانها صاحبة الديمقراطية وهذا ماكان يدعيه صدام واعوانه لكن السؤال الذي يطرح نفسه علينا ويدور في مخيلتنا هل شاهد صدام ومن يدافع عن صدام كيف ان العراقيين انتفضوا وشاركوا في العرس الانتخابي في داخل العراق وخارجه وماهو الفرق بين انتخابات صدام وانتخابات العراق الجديد.

 العودة الى الصفحة الرئيسية 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com