لم افاجئ بما اقدمت عليه قناة الشيخة موزة من تطاول على العراق واهله ,فهذا التصرف هو حلقة من مسلسل مستمر يقوم به الاعلام العربي متمثلا بهذه القناة الطائفية, ولكن الذي لفت نظري هو ذلك الكم الهائل من الغباء الذي تجسد بالتوقيت,فواضح جدا ان القائميين على القناة ارادوا بمقفهم الاخير هذا عشية الانتخابات ان يكون ورقة  ضغط سلبية على قائمة الائتلاف العراقي الموحد  لاعتبارها القائمة التي تمثل الشيعة كما يصر الاعلام العربي عليى ذلك.

ولكن هذا الموقف ,كما هو واضح, اعطى مردودا عكسيا لما ارادته القناة واصبح ورقة رابحة في جعبة الاتلاف ,وقد تلقفها مسؤلوا الاتلاف بذكاء واستخدموها بما اشبه بالمبايعة لهم قبل موعد اعطاء البيعة الرسمي في يوم الانتخابات وذلك بالتاكيد على اذاعة الخبر وبالطبع شجبه واستنكاره مما حدا بالجماهير العراقية للخروج بالتظاهرات المؤيدة لمقام المرجعية  وبالتالي لقائمة الائتلاف من خلال رفع صور رموزه فيها, وشخصيا اخبرني اربعة ممن اعرف انهم قرروا ان يكون صوتهم للاتلاف بعد ان كانت نيتهم التصويت لغيرهم , وذلك لشعورهم انهم مستهدفون كشيعة.

المشكلة بالجزيرة ليست فقط انها تحرشت بمقام المرجعية بشكل عام وهو المقام الذي له ماله من اهمية في العراق,ولكنها تطاولت على المرجعية بشخص مرجعها الاعلى السيد علي السيستاني, هذا الرجل الذي اعطى للعراق اجمل ما يمكن ان يعطى في اصعب ظرف.

علي السيستاني ابعد شبح الحرب الاهلية بلجم ضحايا العراق من الانتقام من جلاديهم بعد سقوط الجلاد الاكبر, وعلمهم ان للقانون دولة, وهو الذي لولاه لكان قانون ادارة الدولة حبر على ورق ولكانت العملية السياسية كلها ريشة في يوم عاصف ,وهو الذي كان ولازال صمام الامان لكل امان.

ولي هنا ان اعبر عن راي شاذ عن كل ماقيل عن الجزيرة في واقعتهاالاخيرة,واعلن سروري لما جرى وااكد شكري لهذه القناة الواضحة الحقد  والغباء وخاصة في عملتها الاخيرة لانها صوتت لقائمة الاتلاف ودعت المترددين للتصويت لها.

وكذلك اعلن عن عدم تايدي لكل الهتافات والصيحات في كل تظاهرة خرجت في العراق ضد الجزيرة لانها بصراحة ليست في مكانها, فالمكان الصحيح والطبيعي لكل صرخة هو ليست القناة بل دولة القناة .. وشيخ دولة القناة.