|
هل تقبل أميركا بأفرازات الأنتخابات؟
المهندس صارم الفيلي ونحن في مرحلة فرز الأصوات الأنتخابية، التي من المقرر ان تظهر نتائجها النهائية بعد أسبوعين، وهي مدة طويلة، حتى لو أخذنا مسألة الشكاوى والطعون المقدمة من قبل الكثير من الكيانات السياسية الى المفوضية العليا للأنتخابات. ان مدة الأسبوعين تعزز من المخاوف بالتلاعب بنتائج الأنتخابات، أكثر من كونها تهدف الى تحري الدقة قبل المصادقة النهائية عليها. لماذا ؟ قبل الأجابة، أود أن أبين حقيقة وجود خروقات أنتخابية، لكن حجم هذه الخروقات لايمكن التكهن بها، على أنها بالتأكيد لن تغير المعادلة الكلية. ماهي المعادلة الكلية، وهل تلقى رضى الجانب الأمريكي؟ الجواب: المعادلة معروفة بخطوطها العامة، تتعلق بأغلبية طالما كانت أميركا تتوجس منها بسبب مصالح أقليمية معروفة، وقد أشرنا لها في سلسلة مقالات سابقة. لذلك لا أعتقد انها مقبولة أميركيا، رغم أنهم لا يستطيعون القفز عليها بشكل مباشر. ماهي الرغبة الأميركية؟ الجواب واضح: أنهم كانوا يعولون على معادلة طالما كرروها سابقا بتشكيل أئتلاف عريض يبعد أو يهمش الأطراف المختلفة الممثلة للأغلبية المستضعفة. لم يتحقق ما كانوا يرمون له في السابق لضعف مشاركة الأخوة السنة العرب. الآن مشاركتهم أقوى بكثير، فهل تعيد أميركا أحياء مشروعها السابق، وكيف؟ من حيث المبدأ لا يوجد أنسان يرفض القبول بأفرازات الديمقراطية، وبالتالي لو أستطاع من تريده أميركا ان يكون رئيسا للوزراء لفترة الأربعة أعوام القادمة عبر الآليات الديمقراطية النزيهة, فهنيئا له مع تمنياتنا الصادقة لنجاحه، وان كنا معارضين له، فلن نكون تسقيطيين، أو مزايدين على حساب مصالح الوطن،بل ربما يذهب من يعارضوه الى موقع التعضيد له في مقاعد المعارضة, بأبداء النصح وتقديم البرامج التي تخدم العراق، كل العراق، ولو كانت الخدمة تأتي من خلال المنافس السياسي أو حتى الخصم السياسي. الخوف هو من سيناريوهات الألتفاف الأميركية على العملية الديمقراطية، لأن ذلك سيولد أحباطا شعبيا، وربما نتائج غير مسيطرة عليها، كونه يخلق عندهم أنطباعا بعدم جدوى العملية الديمقراطية، ليذهبوا الى أختيارات أخرى. ونكتفي ألآن بهذا.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |