نفحات رضوية
جعفر عبد العزيز الصفار / تاروت
jajs9@hotmail.com
تألقت سماء المدينة بصفاء عفوي ..ورتلت الشمس تراتيلها الولائيه بعد أن بزغت أشعتها الذهبية على أرجاء المدينة في يوم الحادي عشر من ذي القعدة لعام 148هـ مستبشرة بولادة غريب طوس الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام ..
فبُورك مولودٌ وبورك مولدُ ** أبوه عليّ الخير والجَدُّ أحمدُ
وبهذه المناسبة العظيمة والسعيدة نرفع أسمي آيات التهاني والتبريكات.... إلى مقام صاحب العصر والزمان الإمام الحجة بن الحسن ((عج))..... والى علماء شيعة آل محمد في مشارق الأرض ومغاربها.... والى كافة المؤمنين والمؤمنات....بمناسبة ذكرى الولادة المباركة... ولادة شمس الشموس.... وأنيس النفوس.... ( غريب طوس ) إمامنا الإمام علي بن موسى الرضا ((ع)) ...راجين من الله العلي القدير ان يرزقنا وإياكم ..زيارته في الدنيا.. وشفاعته لنا بالآخرة ..
ولابدّ لنا من لمحة موجزة من حياته عليه السلام فقد ولد في بيت يملؤه العلم.. ويحوطه الحلم..
وتتفجر منه الأخلاق والفضيلة كما الينابيع في الربيع تتفجر.. كما الشمس تعطي الدفء والغذاء..
كما البدر ينشر نوره والضياء دون عناء.. كما الروح ترفرف في السماء.. وكما الرحمة تنزل من السماء إلى الأكوان والخلائق جميعاً دون أي استحقاق.. هكذا ولد ذاك المولود المبارك..
فجدّه: هو الذي ملأ الدين والدنيا وشغل الأنام إلى اليوم والى قيام القائم من أبنائه الكرام (عليهم السلام) الإمام جعفر الصادق أكرم به وأنعم..
أبوه: هو الكاظم المظلوم الذي قضى أكثر من أربعة عشر عاماً في السجون العباسية المظلمة.. موسى الكاظم (عليه السّلام).
أما أمه فيقال "اسمها “تكتم"..
نشأته الطيبة كانت في مهبط الوحي ومنازل الآيات.. في تلك المنازل التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه.. ويسبح لله فيها بالغدوّ والآصال.. الرجال الذين ﻻ تلهيهم عن ذكر الله لا بيع ولا تجارة ولا أي شيء في الحياة الدنيا.
فذكر الله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة هو دائم وكأنه نبع ﻻ ينضب من تلك البيوت المباركة.. بيوت آل محمد الأطهار الذين أراد الله تعالى لهم أن يكونوا قدوة البشرية في الكمال وأسوة لهم في الأعمال..
وذلك بجعل من الله وحصر كذلك.. فقال عز من قائل: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً)
فقد ُعرف الإمام الرضا (ع) بملازمة كتاب الله فكان يختمه في ثلاثة أيام، وكان دائم التهجد والدعاء كسيرة إبائه الكرام، ورغم وفرة الأموال التي كانت تحت يده فقد جسّد في حياته العامة والخاصة المثال الأعلى والنموذج الفريد في الزهد والتواضع والإخلاص كما كان يشارك الضعفاء والمساكين طعامهم ويقيم لهم الموائد ويعطف على الفقراء. وبالإضافة إلى ذلك كان الإمام (ع) مفزعاً يأوي إليه العلماء وملجأ يقصده رواد العلم والمعرفة وحصناً يردّ عن الدين شبهات الزنادقة وأضاليل الغلاة كما كانت له مناظرات ومحاورات مع علماء الفقه والكلام تركت أثراً طيباً في تدعيم الدين وتثبيت قواعد الشريعة وأصول التوحيد.
هذا الذي قال فيه الإمام الكاظم عليه السلام موصيّاً أولاده :
كما أوصى ولده: (هذا أخوكم علي بن موسى - عالم آل محمّد - فسلوه عن أديانكم واحفظوا ما يقول لكم..)
أخلاقهم ممن كان خلقه القرآن.. وأما علمهم.. فهم أصحاب الولاية.. وعلمهم رباني، وكان من ذلك إرثا مباركا من جدهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) هكذا هم أهل البيت عليهم السلام ..
وقد ورث الإمام الرضا الخصال جميعها من أبائه وأجداده وتبلورت في شخصيته
فحياته (عليه السلام) كانت فاتحة مرحلة جديدة من حياة الشيعة حيث خرجت بصائرهم وأفكارهم من مرحلة الكتمان إلى الظهور والإعلان، ولم يعد الشيعة من بعد ذلك العهد طائفة معارضة في مناطق خاصة، بل أصبحوا ظاهرين في كل بلاد، ولقب (الرضا) أطلق على الإمام علي بن موسى (عليه السلام) منذ نعومة أظفاره، وكان الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) قد منحه إياه كما أعطاه كنية أبو الحسن فكان كثير الحب له .
---
ذكر في كتاب عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق ..
• قال محمد بن سليمان النوفلي: (إن المأمون لما جعل علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ولي عهده، وإن الشعراء قصدوا المأمون ووصلهم بأموال جمة حين مدحوا الرضا (عليه السلام) وصوبوا رأي المأمون في الأشعار دون أبي نواس، فإنه لم يقصده ولم يمدحه ودخل على المأمون، فقال له: يا أبا نواس قد علمت مكان علي بن موسى الرضا منّي وما أكرمته به، فلماذا أخرت مدحه وأنت شاعر زمانك وقريع دهرك ؟ فأنشد يقول:
قيــل لي أنت أفصح الناس طـرا *** في المعاني وفي الكـــلام النبــيهِ
لك من جيد القريـض مديـــح *** ينثر الــــــدر من يدي مجتبــيهِ
فلماذا لم تمتـــدح ابن موســـى *** فالصفــات التي تحكمّـن فــيه
قلــت لا أستطيـع وصف إمــامٍ *** كـان جبريــل خادما لأبيـــهِ
فقال المأمون: أحسنت ووصله من المال بمثل الذي وصل به كافة الشعراء وفضله عليهم
مولد ضامن الجنان " عليه السلام "
في اليوم الحادي عشر من شهر ذي القعدة عام 148هـ وفي بيت الإمام موسى بن جعفر في المدينة المنورة حل وليد طاهر وقمر زاهر صاغته يد العصمة والولاية العلوية ألا وهو علي بن موسى الرضا (ع) من أم اسمها (نجمة أو تكتم) من أفضل النساء حلما وإيمانا في زمانها..
وقد سُمِّي الإمام عليه أفضل الصلاة والسلام بالرضا ، لأنه كانَ رِضَى لله تَعَالى في سَمَائِه وَ رِضَى لِرسُوله والأئمة (ع) بعده في أرضه ..وفي هذه الولادة المباركة والمناسبة السعيدة نقف بكلمات قصيرة في حق الإمام الرضا (ع) .. لكي نعيش مع كلماته التي تبقى في مدى الزمن ،، فهناك كلمة حدّث الناس بها عن رسول الله(ص) عن الله تعالى ،، وهناك كلمة انطلق بها من خلال ما يريده الناس من فهم للحياة ومن مسؤولية الإنسان للحياة،، ومن تفسير معنى أن يحيا الإنسان حياته..
إن إمامنا الإمام الرضا عليه أفضل الصلاة والسلام الذي عاش مدرسة آبائه وأجداده بكل ظروفها وأساليبها لم يتجاوزها ،، بل كان مطبقاً لبنودها أميناً على أسرارها ناشراً لآرائها وأفكارها...
وكان في عصره أمثولة الحياة وأنشودة الزمن إليه يرجع العالم والمتعلم والسياسي والطبيب والمهندس وهلم جراً،، حتى هز العباقرة بما أعطى من علوم وحكمة، وكأنه يفيض هذه العلوم إفاضة دون تكلف...
من فضائل الإمام الرضا عليه السلام
العلم - مر عن إبراهيم بن العباس الصولي أنه قال: ما رأيت الرضا عليهالسلام سئل عن شيء إلا علمه و لا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقته و عصره و أن المأمون كان يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيب عنه و أن جوابه كله كان انتزاعات من القرآن المجيد
الحلم- و كفى في حلمه تشفعه إلى المأمون في الجلودي الذي كان ذهب إلى المدينة بأمر الرشيد ليسلب نساء آل أبي طالب و لا يدع على واحدة منهن إلا ثوبا واحدا و نقم بيعة الرضا عليهالسلام فحبسه المأمون ثم دعا به من الحبس بعد ما قتل اثنين قبله فقال الرضا يا أمير المؤمنين هب لي هذا الشيخ فظن الجلودي أنه يعين عليه فأقسم على المأمون أن لا يقبل قوله فيه فقال و الله لا أقبل قوله فيك و أمر بضرب عنقه، و سيأتي ذلك مفصلا في خبر عزم المأمون على الخروج من مرو . )
التواضع- مر في صفته عليهالسلام عن إبراهيم بن العباس أنه كان إذا خلا و نصبت الموائد أجلس على مائدته مماليكه و مواليه حتى البواب و السائس
مكارم الأخلاق -روى الكليني في الكافي بسنده أنه نزل بأبي الحسن الرضا عليهالسلام ضيف و كان جالسا عنده يحدثه في بعض الليل فتغير السراج فمد الرجل يده ليصلحه فزبره أبو الحسن عليهالسلام ثم بادره بنفسه فأصلحه ثم قال إنا قوم لا نستخدم أضيافنا
الكرم و السخاء - في المناقب عن يعقوب بن إسحاق النوبختي قال: مر رجل بأبي الحسن الرضا عليهالسلام فقال له أعطني على قدر مروءتك قال لا يسعني ذلك فقال على قدر مروءتي قال أما هذا فنعم.ثم قال يا غلام أعطه مائتي دينار. قال و فرق عليهالسلام بخراسان ماله كله في يوم عرفة فقال له الفضل بن سهل أن هذا لمغرم فقال بل هو المغنم لا تعدن مغرما ما ابتعت به أجرا و كرما.
كثرة الصدقات- مر عن إبراهيم بن العباس أنه عليهالسلام كان كثير المعروف و الصدقة في السر و أكثر ذلك منه لا يكون إلا في الليالي المظلمة. )
اللهم ارزقنا في الدنيا زيارته ..
عن الكاظم (عليه السلام) : " من زار قبر ولدي علي كان عند الله كسبعين حجة مبرورة "
وعن الرضا (عليه السلام)نفسه قال :" من زارني على بعد داري ومزاري أتيته يوم القيامة في ثلاث مواطن حتى أخلصه من أهوالها : اذا تطايرت الكتب يميناً وشمالاً ، وعند الصراط ، وعند الميزان "
وعن الإمام الهادي (عليه السلام) "من كانت له الى الله عز وجل لحاجة فليزر قبر جدي الرضا بطوس وهو على غسل وليصل عند رأسه ركعتين وليسأل الله تعالى حاجته في قنوته فإنّه يستجيب له ما لم يسأل في مأثم أو قطيعة رحم فإنّ موضع قبره لبقعة من بقاع الجنة لا يزورها مؤمن إلاّ أعتقه الله تعالى من النار وأحلّه دار القرار "
زيارة غريب طوس " عليه السلام "
إن الكثيرون الذين يقطعون المسافات لزيارة الإمام الرضا(ع) في غربته وعندما تذهبون إليه سيسألكم في عليائه، هل أنتم ممن حسُن معاش الناس في معاشهم، أو أنتم من أسوأ الناس معاشاً؟! قبل أن تقرأوا الزيارة وقبل أن تقوموا بكل الطقوس، زوروه في عقولكم، زوروا كلماته، زوروا مواعظه، زوروا مفاهيمه، فقيمة الزيارات كلها، للأئمة والأنبياء والأولياء، ليس أن تحدّق في القفص أو حتى أن تحدق في الجسد، حدّق في معنى النبوة في النبي، ومعنى الإمامة في الإمام، ومعنى الولاية في الولي، حتى تستفيد من ذلك ليكون فيك جزء من رسالية الرسول، ومن إمامة الإمام، ومن ولاية الولي، وعند ذلك يمكن أن تكون مقبول الزيارة، لا أن تزور بكلمات ترددها دون وعي وبفكرٍ بارد بعيداً عن الجو الروحي، فإن الزيارة هي من أجل أن نعيش من نزوره في كل مواقع العظمة فيه، وذلك هو ما نريد أن نثيره في ذكرى مولد الإمام الرضا (ع)
السلام عليك يا شمس الشموس، وأنيس النفوس، المدفون بأرض طوس، السلطان أبي الحسن، الإمام علي بن موسى الرضا، الراضي بالقدر والقضاء ، السلام عليك وعلى أهل بيتك الأطهار عليهم أفضل الصلاة والتحية والسلام .. رزقنا الله في الدنيا زيارتكم وفي الآخرة شفاعتكم والثبات على ولايتكم برحمتك يا أرحم الراحمين ..
اللهم صل على علي بن موسى الذي ارتضيته ورضيت به من شئت من خلقك ،، اللهم وكما جعلته حجة على خلقك وقائما بأمرك وناصرا لدينك وشاهدا على عبادك ،، وكما نصح لهم في السر والعلانية ودعا إلى سبيلك بالحكمة والموعظة الحسنة ،، فصل عليه أفضل ما صليت على أحد من أوليائك وخيرتك من خلقك إنك جواد كريم
فضل زيارة الإمام الرضا " عليه السلام " ..
ان بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة، فلا يزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد، الى أن ينفخ في الصور.
فقيل له: يابن رسول الله وأية بقعة هذه؟
قال: هي بأرض طوس وهي والله روضة من رياض الجنة، من زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكتب الله تبارك وتعالى له بذلك ثواب ألف حجة مبرورة وألف عمرة مقبولة وكنت أنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة.
أبلغ شيعتي أنّ زيارتي تعدل عند الله عزّ وجلّ ألف حجة .. قال: فقلت لأبي جعفر (عليه السّلام): ألف حجة؟
قال (عليه السّلام): أي والله وألف وألف حجة لمن زاره عارفاً بحقه ..
يقول الإمام الرضا عليه السلام
ما زارني أحد من أوليائي عارفاً بحقي إلاّ تشفعت فيه يوم القيامة.
من زارني على بعد داري، أتيته يوم القيامة في ثلاث مواطن حتى اخلّصه من أهوالها: إذا تطايرت الكتب يميناً وشمالاً، وعند الصراط، وعند الميزان.
إنّي مقتول ومسموم ومدفون بأرض غربة أعلم ذلك بعهد عهده اليّ أبي، عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) الا فمن زارني في غربتي كنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة ومن كنّا شفعاءه نجى ولو كان عليه مثل وزر الثقلين.
وروى حمدان الديواني عن الرضا (عليه السلام) أنه قال: من زارني على بعد داري، أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن، حتى أخلصه من أهوالها، إذا تطايرت الكتب يميناً وشمالاً، وعند الصراط وعند الميزان
السلام عليك يا شمس الشموس، وأنيس النفوس، المدفون بأرض طوس، السلطان أبي الحسن، الإمام علي بن موسى الرضا، الراضي بالقدر والقضاء اللهم صل على علي بن موسى الرضا المرتضي الإمام التقي النقي وحجتك على من فوق الأرض ومن تحت الثرى الصديق الشهيد صلاة كثيرة تامة زاكية، متواصلة، متواترة، مترادفة كأفضل ما صليت على أحد من أوليائك ..
السلام على ذي النفس الزاكية.. دليل الفرقة الناجية.. ومفزع العباد في كل داهية..مصباح الدجى.. ومنار التقى.. سيدنا أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا..
فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى الكاظم ..
هي فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم بن جعفر بن محمَّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (ع)، أمّها أم ولد يُقال لها تكتم، ولدت في المدينة المنورة سنة 183هـ، وتوفيت مسمومة، وقيل توفيت على أثر مرض ألـمّ بها في مدينة قم بإيران سنة 201هـ.
مولد السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى الكاظم
وُلِدَت بضعةُ موسى فاطمة *** آيةٌ من أمرِ ربي قائمة
آيةٌ من مصحفِ الزهرا أَتت *** زهرةٌ في رَوضِ ياسينَ بَدَت
منبتٌ زاكٍ ومنهُ قد زَكَت *** رحمةٌ من أهلِ بيت المرحمة
إننا استقبلنا في الأوّل من ذي القعدة الذكرى السنوية لميلاد فاطمة المعصومة (عليها السلام) بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام), كريمة أهل البيت (ع), التي نزلت وحلّت في بلدة (قم) فأعطت بذلك حياة جديدة لتلك البلدة ممّا جعلتها تتمثل عشّاً لآل محمد (صلى الله عليه وآله)، وصارت بذلك مزاراً ومراداً ومقصداً لمحبيهم ومواليهم، بل كتب الله لها أن تحتضن في نفسها ثاني أعظم حوزة علمية تابعة لمذهب أهل البيت (ع) في تاريخ الإسلام، وأن تكون ثاني أكبر حاضرة علمية ثقافية مذهبية بعد مدينة (النجف الأشراف)، وهذا التوفيق والشرف العظيم الذي حصل لبلدة (قم) دليل على عظمة مقام فاطمة المعصومة (ع) التي حلّت بها، فصارت مورداً لعناية الله ومشمولاً لرعاية ولي الله الأعظم صاحب العصر والزمان (عج).
وقد ورد في الحديث: أن عدةً من أهل الرّي دخلوا على أبي عبد الله (عليه السلام) وقالوا: نحن من أهل الرّي، فقال (عليه السلام): (مرحباً بإخواننا من أهل قم)، فقالوا: نحن من أهل الري، فأعاد الكلام، قالوا ذلك مراراً وأجابهم بمثل ما أجابهم به أولاً، فقال (عليه السلام): (إن لله حرماً وهو مكة، وإن للرسول حرماً وهو المدينة، وإنّ لأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة، وإن لنا حرماً وهو بلدة قم، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمّى فاطمة، فمن زارها وجبت له الجنّة).
قال الراوي: وكان هذا الكلام منه (عليه السلام) قبل أن يولد الكاظم. (بحار الأنوار102/266).
وما روي عنه (ع) أيضاً أنه قال: (إنّ زيارتها تعدل الجنّة).
عن الصادق(ع) قال: «ستخلو كوفة من المؤمنين و يأزر عنها العلم كما تأزر الحية في جحرها، ثم يظهر العلم ببلدة يقال لها قم. و تصير معدنا للعلم و الفضل حتى لا يبقى في الأرض مستضعف في الدين حتى المخدرات في الجبال. و ذلك عند قرب ظهور قائمنا، فيجعل الله قم و أهله قائمين مقام الحجة، و لولا ذلك لساخت الأرض بأهلها و لم يبق في الأرض حجة، فيفيض العلم منه إلى سائر البلاد في المشرق و المغرب، فيتم حجة الله على الخلق حتى لا يبقى أحد على الأرض لم يبلغ إليه الدين و العلم». «بحار الأنوار»، ج 57، ص .213
و ما رواه الصدوق بسنده عن سعد بن سعد، قال: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن فاطمة بنت موسى بن جعفر (عليهم السلام)، فقال (عليه السلام): من زارها فله الجنّة .
السلام عليك يا بنت رسول الله، السلام عليك يا بنت فاطمة وخديجة، السلام عليك يا بنت أمير المؤمنين، السلام عليك يا بنت الحسن والحسين، السلام عليك يا بنت ولي الله السلام عليك يا أخت ولي الله السلام عليك يا عمّة ولي الله السلام عليك يا بنت موسى بن جعفر ورحمة الله وبركاته.
السلام عليك، عرّف الله بيننا وبينكم في الجنّة وحشرنا في زمرتكم وأوردنا حوض نبيّكم وسقانا بكأس جدّكم من يد علي بن أبي طالب صلوات الله عليكم أسأل الله أن يرينا فيكم السرور والفرج وأن يجمعنا وإيّاكم في زمرة جدّكم محمد (صلّى الله عليه وآله)، وأن لا يسلبنا معرفتكم إنّه وليّ قدير.
سلام الله عليكِ وعلى أبائك الأطهار رزقنا الله زيارتكِ والوصول لضريحكِ الطاهر ..
وأخيرا نسأل الله تعالى أن يعيد علينا هذه المناسبات باليمن والبركات وأسأل الله تعالى أن يحقق أمنياتكم بحق مولود هذه الليلة .. وأن يفرج عن جميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها .. وخصوصا فرج مولانا بقية الله في أرضه المهدي المنتظر أرواح العالمين له الفداء و نسأل الله تعالى التوفيق لزيارتهم في الدنيا وشفاعتهم في الآخرة، اللهم أجعلنا لهم ومعهم وفي خدمتهم ومورداً لعنايتهم ومشمولين لدعواتهم الصالحة .. وكل عام وانتم بخير