هل المقاومة في العراق مزيفة؟؟!!! وهل نضالها زيف؟؟؟!!! (الحلقة الثامنة)

 

هلال ال فخر الدين

hilal.fakhreddin@gmail.com

وهل تفخيخ السيارات وتفجيرها وسط الابرياء والمصلين في المساجد والكنائس جهاد؟؟؟!!! وهل تكفير المسلمين دين؟؟؟!!! وهل ذبح المسلمين والمستأمنين وقطع الرؤوس من سنة سيدالمرسلين؟؟؟!!!

 

زيف (الذات) من زيف(المعنى)

هناك مثل شائع يقول (اذا كنت لا تستحي فافعل ما شئت) وهذا ينطبق حقيقة على ما تقوم به (هيئة علماء الإرهاب) المتحالفه مع باقي الزمر والتجمعات والتنظيمات الإرهابية في العراق التي تدعي الإسلام زوراً وباطلاً ورفع صوتها عاليًا منادياً وهاتفاً بشعارات ومباديء لاتعرف معناها ولاتعي مداها ولا تتعامل بها وفق مبتغاها من المقاومة وعدالة التمثيل ورعاية الوحدة الوطنية. ولو انها رفعت صوتها وخرجت تنادي بتغليظ عقوبة الارهاب وتتسامى على نفسها وتكون هي ذات الجهة التي تطالب بالإقتصاص من القتله والارهابيين والقضاء على هذه الظاهرة البربرية المنحطة التي نهشت –وما نهشت غير- لحمنا ومواردنا ومسيرة تطلعاتنا نحو المستقبل ولطخت سمعتنا كمسلمين أمام العالم كله، ولكن لم تفعل هذا السبيل وبالعكس تماماً وتفضح بجهالة حقيقة وجهها الكالح القبيح من كونها بؤرة الارهاب والمتشنجين والفوضويين ومأوى لكل مجرم طريد وارهابي دخيل.

و لكان اولى لها وأجدر في رجوعها الى طريق الصواب وحظيرة الشعب. بل بالعكس تماما تواطئت جميعاً مع اعداء العراق وشعب العراق وتفضح بجهالة حقيقة أن من يلهثون في فلكها هم مجموعة من القتلة العابثين والمتأسلمين المتشنجين الذين يتخذون من الإرهاب سبيلاً للوصول إلى السلطة ولو تحولت بلادنا السمحة والعريقة الى خراب كامل ويباباً شامل و(يقعدون هم على تلتها )كسيدهم صدام.

وكان يمكن ان نبرر لهؤلاء سلوكهم هذا ومناداتهم بنزاهة الانتخابات وإتاحة الفرصة للمشاركة والترشيح لو لم يزمع الاخرون ويؤكدون على اشراك الجميع وان الباب مفتوح امام الجميع. وكان يمكن ان نجد لهم مبرراً لو لم يكن قادة الاحزاب والتنظيمات قد اعلنوا أكثر من مرة انه من حق كل العراقين الإدلاء بدلوهم والمشاركة في الحياة السياسية ولو لم تكن اجهزة الدولة باكملها لا شغل لها ولا شلغل في الآونة الاخيرة إلا تحقيق هذه المبادىء وتوفير الضمانات القانونية اللازمة من خلال حوار ديمقراطي غير مسبوق مع جميع الاحزاب والتيارات السياسية السلميةلكفى.

إن هذه الجماعات التي تدعي الاسلامية والوطنية والمقاومة وتستعرض قواها وعبثها في الساحة جاء متاخراً لاكثر من عقدين من الزمن عندما كان هؤلاء خدم وعبيد يمتثلون أوامر سيدهم الرجس صدام ينافحون عنه وان منابر صلاة الجمعه شاهدة عليهم ..

واذا سكتنا تجاوزاً عن ماضيهم وسلمنا بمواطنتهم فرضاً، فاين كانت مواقفهم وبطولاتهم وقوتهم زمن الطاغوت الذي حكم العراق بالحديد والنار والدماء وإعدام كل مناضل شريف لمدة ربع قرن من الزمن ولم يحدثنا التاريخ أن أحدهم نبس ببنت شفة وأمر بمعروف ونهى عن منكر ولو تحت الدثار.. ؟؟؟

أليس كانوا يتعرضون للتنكيل والتعذيب حتى الموت؟؟ فكان ان لاذوا بالاختفاء تحت الارض وفي كل مناكبها، لم يخرج احد منهم ليستعرض عضلاته وحتى يعلن عن وجوده في الحياة!!! لكنهم الان ومن غير حياء ولا خجل يخرجون من جحورهم للاعلان عن وجودهم ويستعرضوا إجرامهم مع ابناء العراق الشرفاء غير مدركين –كعادتهم – انهم بذلك يقدمون شهادة ناصعة للحكومة القائمة بأنها نظام حريات إن لم يكن في مثل هذه الحالة –افراطاً في الحريات!!

وكان يمكن ان نسامح أولئك وكل من خرج عن الصف العام في هذا التوقيت الحرج وذلك لو لم تكن هناك ضغوط خارجية واضحه تمارس ضد الأخرين ولصالح أطراف أخرى ترضيتا وتصيدا في الماء العكر على حساب القيم والمبادىء وتنظر الى العراق على انه (النسيج المهلهل) الذي يسهل العبث به في تمشية مخططهم هنا وهناك في إفشال تجربته الوليدة الرائدة!!!

كان يمكن أن نسامحهم لو كانوا كما يزعمون، ان المقاومه الجهاديه تقصد الامريكان وغيرهم من قوات التحالف. بل يقصدون متعمدين أبناء العراق بالذات واحياناً بعض قوى التحالف لذر الرماد في العيون خدعة. هذا الارهاب الذي نزع حجاب الحياء من فوق وجهه القبيح واصبح يعلن صراحة وبلا أدنى خجل انه يستهدف المسلمين المستضعفين المحرومين والحقيقة ان من يدعي انهم ضد الاحتلال، هم انفسهم الان يعملون لصالح تنفيذ أهداف الاحتلال. فضلا عن ان يقومون بهذه العمليات يقتلون شعبهم ونحن لا نعرف مقاومة في التاريخ تستهدف شعبها وملتها.. فقد سقط 4 الاف عراقي فيما يسمى بعمليات المقاومه خلال 3 اشهرمقابل مصرع 30 جندي امريكي لاغير!!!

وهذه الكوارث تمثل عدواناً على الإسلام الذي يجرم الارهاب والتخريب والتدمير وسوف يظل العراق مهما مرت به الأحداث الفجة والظروف العجاف، بلد التكاتف والمحبة والسلام والمتصدر الحقيقي لضرب على كل هذه الأيادي الإرهابية. وأن كل دعاواهم زائفة وتشدقاتهم كاذبه ..كزيف وكذب ابواق الابالسه التي تحرضهم من على منابر الفضائيات (المستعربه) .. اليست القوات الامريكيه موجودة في كل دول الخليج وتركيا والاردن ومصر واليمن والمغرب وان عددهم في قطر اكثر من نفوس مواطني هذه الاماره، دون أن يهاجمهم احد بالضراوة ..وان المستهدف بالجرائم الارهابيه المروعه الشيعةوالمسيحين والتركمان بالعراق. الامريكان ليسوا الغرض.. والجهاد ليس الغرض، فهو لم يحقق للمسلمين شيئا حتى الان، سوى المزيد من الخراب واحتقار الامم.

وكان يمكن ان نسامحهم لولا تجيش جيوشهم شن الحرب الدعائيه الكاذبه واسناد (الطابور الخامس )لهم في اروقة جامعة الدول العربيه من التشدق بالشعارات (المصالحه والمشاركه والوحده)الى ماهنالك من التخرصات والاكاذيب الفاضحه ..حتى خرجت علينا اخيرا (هيئة علماء الارهاب )من عدم المشاركه في الانتخابات ..ونقول الهم ماقاله الرسول الاعظم (ص) لفلول (المنافقين) المنسحبين من الجيش الاسلامي في احرج اللحظات في المسير لغزوة( تبوك )الكبرى ..(لوكان فيهم خير للحقوا بكم ) ونزل القران وفق ذلك قال سبحانه (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولآوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنه وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين )التوبه 47وهؤلاء لايستطيعون العمل في الفضاء الواسع وفي اجواء الحوار النافع بل مكرهم في الظلام الدامس وارهابهم حيال الشعب الصامد ..وينكثون على انفسهم (اتخذوا أيمانهم جنه فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كان يعملون ) فقد اماط القران الكريم اللثام عن هؤلاء وصورهم احسن تصوير قال سبحانه (وإذا أنزلت سورة أن ءامنوا بالله وجهدوا مع رسوله استذنك أولو الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين * رضوا بان يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لايفقهون )التوبه 86-87

كان يمكن ان نسامحهم لو كان الموقف مختلفاً، أما وأن الموقف على ما هو عليه الان من استعمال لغة العنف والولوغ في دماء الابرياءوتحكيم (الارهاب)، فلا سماح ولا شفقة ولا تعاطف ولا مشاركة من اي نوع. هكذا ينبغي ان يكون موقفنا جميعاً شعباً واحزاب ودولةاسوة بدول العالم التي تلفض وترفض الحوار مع(الارهاب). شعباً بكل فئاته وشرائحه وقطاعاته واحزاب بكل ثقلها وتنظيماتها ومريديها ودوله بكل إمكانياتها ومؤسساتها وأجهزتها. نقف جميعاً وقفة رجل واحد لنقول لهم (لا) و(نلفظهم). ويقوم كل منا بعمله كما ينبغي في نطاق تخصصه حتى يمكن(للدرب الحضاري) والعلمي والثقافي والاقتصادي والسياسي ان يكتسح امامه دروب (الردة) والتخلف والارهاب. هكذا ننتصر على هذا التيار في ذات الوقت الذي ندعم البناء الديمقراطي الذي يقوم اساساً على فرض أراء الأغلبيه. يجب علينا جميعا ان نتحرك للعمل ونؤدي ونقول وقبل كل هذا ان نتجنب تماماً الصمت والسكون لان)الساكت عن الحق شيطان اخرس)على مثل هذه الممارسات والجرائم التي تهدد الجميع وللرئيس الامريكي الراحل جون كندي مقوله بليغه (إن اكثر بؤر جهنم لهيبا واشتعالاً قد تم حجزها مقدما وتخصيصها لاولئك الذين يصرون على حيادهم وعدم مشاركتهم في وقت اندلعت فيه أزمه اخلاقية في البلاد) والذي نراه امام اعيننا الان ما هو إلا ازمه اخلاقية في المقام الاول! والمثل يقول (اذا كنت لاتستحي فافعل ما شئت)!

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com