الجزيرة، الزرقاوي والضاري وآخرون

    د. وليد سعيد البياتي

المملكة – المتحدة لندن

albayatiws@hotmail.com

لا شك ان حركة التاريخ تأبى الا ان تكشف لنا عن سننها، فالطواغيت عاصروا النبوات، والظلاميون حاولوا حجب نور الحق بأكوام العفن، التي حاولوا اقناعنا بانهاعقائد اصيلة فساخت بهم، وكما لكل عصر فرعونه، فلكل جلاد ابواقه ومهرجيه، ومن مهازل التاريخ ان يصبح الاعلام عبئا على الاعلام نفسه، وقناة الجزيرة لاتخرج عن هذا الاطار، وبالتاكيد كما نوه بعض كتابنا المخلصين "فلا شيء يجري فيها بالصدفة "، وثمة منهجية تدميرية لمحاربة العراق بشتى الاساليب ولعل اكثرها استعمالا تلك التي يتعامل بها حفنة من اشباه مقدمي البرامج، والمهرجين من موظفي قناة الجزيرة ممن يسمون انفسهم تجاوزا اعلاميين وكتابا وسياسيين والى آخره من سلسلة الالقاب، وقد لا يعجب البعض من العودة بالحديث الى نظرية المؤآمرة التي تحاول الجزيرة الطعن فيها على الدوام اذ ان كشف الحقائق ليس في مصلحة فيصل القاسم، ولا من مصلحة تلك الفئة ممن يواظب الحضور على الشاشة السوداء، ويتلقون مكافئاتهم من رغد صدام حيث يتم الاتفاق على كل شيء حتى مراحل الانفعال، وحجم درجة الصوت والتعابير التي تكشف عن كومة من المهرجين لا غير، وفي كل لحظة وعندما يصاب الفكر الظلامي بالانتكاس، وعندما تفرغ جماجم الحاضرين من ايجاد بذاءآت جديدة، لا يجدوا ما يشفي غليل الحقد المتراكم، قرونا والمتأصل في النفوس الا من خلال الطعن بشيعة أهل البيت الاطهار عليهم السلام، والطعن في مراجعهم الاشراف، والتعرض لمعتقدات وفكر أهل البيت بكل ما تجود به قرائحهم المتدنية، وافكارهم المنحطة من عفن الكلمات، ولو ان الموقف يسمح لوضع فيصل القاسم بيد فاضل الربيعي رشاشا ولامره ان ينقض على سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني بالرصاص بدلا من الكلمات، لا شك انه ذلك الحقد التاريخي منذ عصر التحكيم، فمعاوية هو معاوية، وابن العاص هو ابن العاص وان تلبس في كل عصر بثياب فيصل القاسم وفاضل الربيعي والبعض ممن يحسبون على الشيعة ظلما وبهتانا وغيرهم من خوارج العصر، ولن اعجب اذا خرج علينا فيصل القاسم او احد موظفي الجزيرة بمقابلة تلفزيونية حية مع الزرقاوي، تحت مسميات مثل المجاهد الاعظم، ونبي العصر والى غير ذلك من الترهات، فالجزيرة والزرقاوي والضاري من مدرسة واحدة، تربطهم عوامل مشتركة تتمثل بحقد لانهائي على شيعة أهل البيت الاطهار عليهم السلام، وحيث ان الشيعة ومنذ النصف الاول من القرن الهجري الاول مثلوا العنصر الاقوى في البناء العراقي، فقد انصبت احقاد الامويين والخوارج على العراق في مختلف العصور بعد ان صار العراق عنوانا للهوية الشيعية، وموئلا تهفو اليه قلوب ونفوس شيعة ومحبي أهل البيت في كل انحاء المعمورة.

بعد العديد من المقالات التي خصصتها لكشف العلاقة بين الضاري والارهاب المنظم في العراق والذي نفذه الزرقاوي باموال جمعت من عناصر سنية، ومن قبائل سنية سكنت المثلث الغربي، والتي جعلت همها الوحيد القضاء على شيعة أهل بيت النبوة تحت حجة مقاومة الاحتلال، جاء الدور لتوثيق العلاقة بين الارهاب وجزيرة قطر العظمى، فالفساد الاعلامي مثل كومة من العفن يجتمع اليها كل ما هو على شاكلتها ولا ادري هل ان السيد السيستاني اعلى الله مقامه من رجال الاحتلال، ام ان شهداء جسر الكاظمية، والاطفال الذين يذبحون كل يوم، والنساء اللواتي تهتك اعراضهن من عملاء الاحتلال؟  ثم تاتي الطامة بلقاء بشار الاسد والضاري، ولا ادري اية صفة رسمية وقانونية يتمتع بها الضاري ساعة اللقاء، فهو ليس ممثلا عن الحكومة العراقية المنتخبة قانونيا، وهو لايمتلك صفة دستورية، او حكومية قانونية توجب مثل هذا اللقاء ثم ما هي الضوابط البروتوكولية التي تسمح بلقاء من مثل هذا النوع، وهل الضاري يتجول هنا وهناك ممثلا لحكومة العراق ومن خوله هذا التمثيل وهو الملطخة يديه بالدماء الشيعية؟ ان المبرر الوحيد لمثل هذا اللقاء هو اعادة ترتيب الملف الارهابي لممارسة المزيد من العمل اللاشرعي لاحباط العملية السياسية في العراق والتي اكتسبت شرعيتها من الانتخابات، وكالعادة فالضاري مستعد للضرب بعرض الحائط كل التعهدات التي قطعها على نفسه في مؤتمر القاهرة، والتي حذرت الحكومة العراقية من الذهاب اليه، فالضاري حفيد معاوية وهو سيضع تحت قدمية كل المواثيق والعهود التي قطعها على نفسه كما وضعها جده بعد صلح الامام الحسن بن علي عليهما السلام، وهم بالتاكيد لن يجدوا افضل من قناة هزيلة، تصدر التفاهة والعقم الفكري تحت شعارات لا تتجاوز اصواتها طنين الذباب، فالجزيرة او قطر لافرق، لاتزال تلك البقعة من الارض، والتي يحتاج احدنا الى عدسة مكبرة من القوة العالية ليجدها على خارطة الاطلس المدرسي، وحتى وان حكم هذه البقعة فيلا فأنها تبقى مجرد صفر زائد لاحاجة له، فدولة قطر العظمى لاتتجاوز مساحتها مساحة اصغر محافظات العراق العظيم تاريخا وحضارة وفكرا انسانيا، قطر تشعر بذاك الاحساس المدمر بالنقص، فدولة بحجم اثر قدم طفل في الرمال تشعر بالحرج الشديد عندما يحكمها فيل مترهل يمتلك عقلا بحجم حبة عدس، فماذا تفعل غير ان تنفخ نفسها كبالون يرفقعه طفل صغير بشكة دبوس، واذا ارادت ان تترك اثرا فليس غير تلك الرائحة العفنة لهواء فاسد، وبوق محشرج الاصوات لايتمكن من ايقاف هدير بركان عملاق مثل العراق، وما تاثير حبة رمل في جبل، وهؤلاء النكرات، الجزيرة والزرقاوي والضاري وغيرهم مثلهم كمثل البعوضة إذ قالت للنخلة: " تماسكي فاني تاركتك، فقالت النخلة: وهل شعرت بك حين وقفت علي كي اشعر بك وانت تتركيني".

منذ البدء راهنت الجزيرة، على فشل العملية الديمقراطية في العراق خوفا من ان تتحرك رياح التغيير باتجاه امبراطورية قطر العظمى، ويسقط الفيل المترهل في بركة الوحل بعد ان خسر حليفه العتيد صدام، والا فكيف اصبحت قطر العظمى ملاذا لكل البعثيين والصداميين، فعائلة الطاغية تجتر في قصور الفيل المترهل مليارات الدولارات الملوثة بدماء الشعب العراقي وبالذات شيعة اهل البيت،  والاموال تخرج من هناك لتمويل عمليات الزرقاوي الارهابية عبر الوسيط الضاري، الاموال تخرج من هناك لتصبح رصاصا ومتفجرات تمزق اجساد اطفال العراق، وتهتك اعراض النساء التي تباكى عليها الطاغية بدموع التماسيح يوم دخل الكويت، ثمة خوف ينمو في صدور اشباه الرجال اصبح يصدر أزيزا كصوت قدر يغلي، فالدولة التي بحجم اثر قدم طفل على الرمل يقلقها ذاك التحول الجبار في الواقع العراقي، وهي الدولة القزم التي يحكمها فيل مترهل تحاول ان تلعب لعبة الكبار ولما تبلغ الادراك بعد، بالتاكيد لا شيء يثير الاطفال اكثر من التشبه بالكبار، فما بالك بطفل بحجم فيل مترهل يملك قناة للبذاءة في امبراطورية قطر العظمى.  

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com