خرج علينا صالح المطلك وهو يستنجد بالرئيس الأميركي" رئيس الأحتلال" ,ويحثه على أن لا يقبل نتائج الأنتخابات , ليس في كل العراق , وانما في مناطق الشيعة , ضاربا مثالا بالبصرة الفيحاء . المدينة العائمة على بحار من النفط , لكن في الوقت نفسه , المدينة الأكثر مظلومية على الصعد المختلفة .
صالح المطلك في خطابه الى المستر بوش , حاول ان يتقمص صدام في حركاته ونبرات صوته , ليثبت تقارب الى حد يقترب من المطابقة مع صدام في الصفات الفكرية والانفعالية , على قاعدة النسق الموحد لنوعه في التفكير السياسي التي أملته عليه عوامل التماثل التضاريسي والتطابق في اللهجة المحلية , وتاريخ التسلط الذي يمتد لعقود , بل قرون .
فبدلا ان يتخذ موقفا شجاعا بقبول معادلة العراق الجديد التي ثبتت صحتها لتتكرس أكثر فأكثر في محطات الأنتخابات والتصويت الأيجابي على الدستور .
يرفض تنفس هواء التعددية النقي والمشاركة الأيجابية مع بقية الطيف العراقي في بناء الوطن , وتجاوز الطائفية والعنصرية , بالأنفتاح على ألأنسان العراقي , بصفته العراقية الجامعة والحاوية على كل مفردات التنوع في شتى الأبعاد.
نسأله , باللة عليك اين كنت من أنتخابات صدام ونسبة المئة بالمئة التي أصبحت حدا , تقاس الأنظمة الدكتاتورية عليه.
ان تصريحات المطلك تزيدنا يقينا أضافية على " مقاومتهم" لم تكن الا لأرجاع هيمنتهم التاريخية التي كانت قائمة على ماهو منحرف .
فلا أحتلال ولا هم يحزنون , بل سعي لأعادة " المجد الضائع " . أما تعابير " ظهور الدبابات " و " التعاون مع الأحتلال " لم تكن الا أعادة لأنتاج منهجهم القائم على رمي الآخرين بكل ماعندهم من تشوهات مبدئية وخلقية وانسانية , لتبرير العقلية الجاهلية المنحطة المسيطرة عليهم كلعنة أبدية .
والا بماذا تفسر توجهك بالخطاب الى بوش " رئيس دولة الأحتلال التي رفعتم شعار مقاومته بالسلاح " ؟
ثم يلمح المطلك بعدم أمكانية دخوله مع الشيعة في حكومة وحدة وطنية , التي تعتبر الوسيلة الوحيدة للأبحار بسفينة الوطن بسلام لترسوا عند شواطئ المحبة والحرية منقذه شعب العراق بما فيهم أحبائنا وأخواننا واصدقائنا من السنة العرب الذين أثبتوا في الأنتخابات , توجههم المسالم بعيدا عن الصداميين والتكفيريين .