لنتعرّف على الديمقراطية الأمريكية مع العراق

 

الكاتب شوقي العيسى

shoki_113@hotmail.com 

لمفهوم الديمقراطية طبيعة خاصة لدى المتلقي لها أو المستمع اليها أو المتعرّف عليها وعندما نواجه هذا المفهوم ينتاب الفكر لحظات النغماس في طريق حرية البشر وحرية الفكر والتحرر من القيود والعبودية ونيل الإستقلال والإعتماد على الذات ورفض كافة أنواع التسلط والدكتاتورية والنغماس في كثير من التعابير التي يرغب أو يطمح اليها السامع أو المتلقي لهكذا مفهوم حيث يدخل في طمأنت النفس بعدم الإكتراث من السلوكيات الفردية التي تؤدي بذلك الى نوع من أنواع الديكتاتورية التي تكون نقيض لمفهوم الديمقراطية.....

 ولو دخلنا أرض الواقع السياسي والحديث هنا عن العراق لأنه المحور الرئيسي الذي دخل عليه هذا المفهوم ونرى تطبيقاته الفعلية والعملية من الجانب الأمريكي ولكي نتعرّف على مفهوم الديمقراطية من خلال القراءة الأمريكية وهل أنها فعلاً ديمقراطية؟؟؟؟؟ أم إنها فقط مفهوم يتداول بين الساسة خارج نطاق التطبيق .

 فلو عدنا أدراجنا الى الإنتخابات الماضية في 31 /كانون الثاني عام 2005 والتي كانت على أنتخاب الجمعية الوطنية فنرى مباشرةً بعد أن أعلنت النتائج بفوز كتلة الإئتلاف العراقي الموحد وصل دونالد رامسفيلد الى العراق وبزيارة مفاجئة حتى يعطي التوجيهات والضغوطات الأمريكية على كتلة الإئتلاف العراقي الموحد الذي كان ينوي تشكيل حكومة بأن يكون تمثيل السنة العرب بالحكومة ممكن رغم عدم مشاركتهم في العملية الإنتخابية ورفضهم ومقاطعتهم في الإنتخابات والعملية السياسية وبالفعل كانت هناك إستجابة لهذا المطلب وهذا الضغط وتشكلت الحكومة الإنتقالية وتم إعطاء سبع حقائب وزارية الى السنة العرب وتعيـين رئيس الجمعية الوطنية الدكتور حاجم الحسني وهذا كله خارج نطاق الإستحقاق الإنتخابي فهنا لابد أن تكون رؤية لهذا الواقع وهذا الحدث الذي مر كسحابة وبعد أن جاد وصرّح زعماء الكتلة الشيعية بتمثيل السنة العرب وعلى مشاركتهم في العملية السياسية حتى لاتكون هناك تفرّد في الحكومة العراقية الإنتقالية فهل كان الدافع الإمريكي من هذا كله وضغوطاتهم على الشيعة هو من مفاهيم الديمقراطية الإمريكية أم أن خوفهم من السنة العرب الذين يتخذون الجانب المسلح بمايسمى بالمقاومة ضد الإحتلال وضرب عصفرين في حجر واحد مازالت العملية ليست على الأراضي الأمريكية ولنظرتهم الى شعوب المنطقة والشرق الأوسط بأنهم عرات عن التفكير وعدم معرفة اللعبة السياسية......

وقد تكرر هذا المشهد بعد الإنتخابات الأخيرة التي جرت في 15/ من كانون الأول لنفس السنة 2005 عندما فوجيء العراق والساسة العراقيون بزيارة ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي وزيارته التي أستغرقت ثمان ساعات بعد أن أطلع على نتائج الكتل الفائزة بالإنتخابات يتكرر الشهد ذاته ونعود الى مرحلة المحاصصة والتمثيل لكل الأطراف بغض النظر عما تؤول الية الإستحقاقات الإنتخابية وهذه المرحلة هي الأخطر لأنها تمثل حكومة لمدة أربع سنوات ولكي يستقر الوضع وتكون أمريكا قد أتمت مهمتها بأحسن وجه يجب أن يكون التمثيل لكل الذين شاركوا في الأنتخابات سواء فازت هذه الكيانات أم لم تفز وحتى على مستوى ترجيح أشخاص معينين يتم ترشيحهم من قبل الإدارة الإمريكية لتسلّم الحقائب الوزارية فهل هذه الديمقراطية الإمريكية؟؟؟؟؟؟؟؟ التي تمارسها داخل العراق ومع الساسة العراقيـين الذين يجب أن يفهموا اللعبة السياسية وعدم فسح المجال أمام الجهات الإمريكية بالتدخل في مثل هكذا أستحقاقات لأنها بالتالي سوف تؤثر على القادة العراقيـين أنفسهم الذين أنتخبهم الشعب العراقي وهو على علم أن هذه الشخصية أو تلك الجهة هي التي سوف تقوده وتمثله فعندما يفاجيء الناخب العراقي بتمثيل أشخاص آخرين سيحتقر الجهة التي أنتخبها والتي لم تدافع عن أصوات الناخبين فكيف يمكن لها أن تقود العراق لمدة أربع سنوات.....

أما بشأن المعتقلين والمتهمين الموجودين لدى القوات الأمريكية من أزلام النظام البائد والذي نوه الى إطلاق سراحهم والذين متهمين بجرائم حرب وإبادة ضد الشعب العراقي والإنسانية وأن المحكمة الجنائية العليا هي الجهة المسؤولة عن هؤولاء والتحقيق بجرائمهم، فهل أطلاق سراح هؤولاء هي ممارسة الديمقراطية الحديثة من الجهات الأمريكية داخل العراق وهل السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية بيد القوات الإمريكية حتى تمارس حقها بإطلاق سراحهم من جانب تطبيق الديمقراطية ؟؟؟؟؟ أسئلة كثيرة ومحيرة للغاية والوضع يندي بخفايا أكبر ومجهولات تتدفق على الساحة العراقية ......

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com