|
لهذه الاسباب خسرت ياعلاوي
احمد مهدي الياسري قد تكون الخسارة قاسية , وقد يكون الفشل مر , ولكن الاسوياء هم من يبحثون عن اسباب الفشل ويعالجوه , والاسوياء هم من يعترفون بالاخطاء فيعتذرون عنها فالاعتراف بالخطأ فضيلة, والاسوياء هم من يبدأون من جديد من حيث الشطب على تلك الاخطاء. دخل الجميع العملية الانتخابية وكل له فكرته واسانيده ومشروعه الضاهر والباطن وفي الكثير من النقاشات كنت اصف كل من يفكر في هذه المرحلة بافق ضيق وبمصلحته الخاصة بانه يمتلك غباءاً سياسيا مع احترامي لهم ذلك لان الوضع السياسي في العراق هو ليس بوضع ملائم لخوض الطموحات الخاصة لان الوطن والانسان العراقي ينتظر و يحتاج اليوم الى الايثار والتعاون والجهد المثابر والجمعي لبناء الاسس المتينة لعراق ارهقته سنين الطغيان والجبروت السادي . علاوي هو واحد من الذين توقعت خسارته في هذه الملحمة الانتخابية وكتبت اكثر من مقال في ذلك قبل الانتخابات, واسميها ملحمة لان الآخر حينما دخلها لم يدخلها كجزء مكمل للآخر بل دخلها كند محارب بكل صنوف الاسلحة الغير مشروعه و يريد ان يمر ولو على حساب اتعاب وتضحيات الملايين وباي ثمن كان. خسر علاوي وخسر غيره ولم تكن خسارته ببعيدة عن واقع التفكير البسط فهي كانت متوقعة وبقوة والاسباب كثيرة ولكن العجب كل العجب هو ذلك الغباء في التفكير وعدم حساب عواقب التصرفات بدقة مما ادى الى تلك الخسارة الساحقة مقارنة بضخامة الدعاية الاعلامية والدولية لقائمة علاوي وحتى لو حصل على تلك ال14% فان ذلك لايتناسب مع ثقل الدعم الكبير الذي قدم لعلاوي. الاسباب لخسارة علاوي كثيرة واوجزها بالنقاط المهمة التالية: اولا: تجاوزات ازلام علاوي الوقحة على احد ائمة اهل البيت وهو الامام الحجة عجل الله فرجه عند زيارته الى مدينة النجف وعدم اعتذار علاوي او تقديم عقوبة لمن اطلق تلك الكلمات النابية مما فسرها الكثير من العراقيين والشرفاء وشيعة العالم بانه قبول بما قاله احد المقربين من علاوي مهما كان موقعه وان علاوي اخذته العزة بالاثم ولم يتطرق لهذه التجاوزات ظنا منه انها ستخسره الكثير اذا تطرق اليها واذا اعتذر, في حين ان العكس كان هو الاصح فلو اعتذر علاوي لكان الامر على غير ماجرى من قسوة التنديد به وبمن معه. ثانيا: اعتماد علاوي على البوق العروبي والتاييد العربي في الدعم وهذا الامر بحد ذاته يعتبر من اهم اسباب فشل علاوي لان غالبية شعب العراق عانت ولازالت من قذارة الطرح العروبي تجاه شعب العراق ولم ينسى العراقيون من ادام وساند الجرذ صدام ابن العوجة ومن امد ذلك الطاغية بالمال والسلاح وذات البوق الاعلامي القذر وذات الطرح التسقيطي المستأصل لغالبية عظمى في الشارع العراقي وهم الشيعة والكرد ايضا والثمن ملايين الشباب اليانعة والنفوس الطاهرة . واعتماد علاوي على اهم عدويين لشعب العراق وهما الفكر السلفي التكفيري الذي يفتي وعاظ السلطان العروبي في السعودية لهم بقتل واستباحة دم اي شيعي لانه كافر وقتله يدخل القاتل الى الجنة وبين منفذ هذا الفكر ابناء اللقطاء في الاردن وشراذم دعاة الذبح الزرقاويين والقاعديين وايضا ما افرزته قريحة حكام هذين البلدين من صفيق القول فهذا قزم الاردن يحذر من هلال شيعي وذلك العاهة سعود الفيصل يقول انه ساند صدام من اجل عدم حصول المظلومين شيعة العراق وكوردهم على حقهم في الحياة وممارسة السلطة , هذا الامرجعل من علاوي في نظر الكثير من شعب العراق بانه عضيد لاقذر قتلة الشعب العراق . هؤلاء وغيرهم الذين ساندوا علاوي جعلوني وغيري يستميتون من اجل ان نوجعهم ضربا باصبع حنائه البنفسج وخلاصة تحريك الانامل هو النعم الكبرى لشمعة العراق 555. ثالثا: خسر علاوي لانه كان يوما ما في سدة السلطة فماذا قدم لغالبية العراقيين غير التوجه لارضاء الجوار الذباح والبعث الساقط وتسويقه في جسد الوطن واطلاق ايادي السراق لكي ينهبوا ما خف حمله وغلى ثمنه وتقديم الخزينة للحكومة الحالية بارقام تحت الصفر من المديونية والعجز, وايضا حكومة فوضى واستهتار وعدم تجانس . اما في مرحلة البرلمان العراق الحالي فلم نجد اي اثر من الخدمات التي قدمها علاوي وزمرته لا بل انهم في غياب متواصل من علاوي الى الشعلان وغيرهم ممن تمتعوا برواتب كان الاحق بها هو فقراء العراق والمحرومين وهم بعيدون في لندن وغيرها من عواصم العرب ومنتجعات الاستجمام . لم يقدم علاوي اي مشروع يخدم العراق وهو الذي يمتلك اربعين مقعدا لا بل كان اغلب عملاء علاوي هو سكين خاصرة وضيفتهم عرقلة اي مشروع يتقدم به الشرفاء في الجمعية الوطنية ووضع اي جهد من اجل افشال الحكومة لكي يكون الطريق لهم سالكا في تسويق انفسهم في الانتخابات الحالية, ولكن اين كيد الاقزام امام كيد الله جل في علاه فخاب كيد الكائدين وانتصرت الشمعة على ظلام الخفافيش. رابعا: خسر علاوي لانه استخدم اسلوب الكذب والتدليس والتسقيط لحكومة اعطاها الملايين ثقتهم وهو بهذه الاسائات والتسقيط والادعائات الكاذبة كان يكيل التنكيل بجروح تلك الملايين, فكيف سيعطي احدنا صوته لمن يتهم الحكومة الحالية بانها اسوء من صدام المجرم وهو لم يبرز اي دليل على منطقه السخيف والذي قدموه هو اكذوبة ساهمت بترويجها في حملة متناسقة الابواق العروبية السافلة مع مساندة واضحة من قبل القوى الكبرى الداخلة في لعبة السياسة في العراق ورغم ذلك عض الشرفاء على جراحاتهم واصروا على اعطاء صوتهم وبقوة الى الشمعة 555. خامسا: اعتماد علاوي في تحالفه على شخوص بعضها لايمتلك اي ثقل في الساحة العراقية واعتماده هؤلاء لكي يصور لنا انه يمتلك تاييد كل الاطياف العراقية متناسيا اننا نفهم ان هؤلاء انما هم مطية تركب للوصول وتركن بعدها في مربط خارج البيت وهذا الاسلوب الذي لايمكن لشعب ذكي ان يمر عليه هكذا مرور الكرام , والاغرب هو وضوح صورة النفاق في الدمج بين الاضداد في كتلة واحدة بينما في كل ديمقراطيات العالم لايتحد الى ذوي الفكر والهدف والغاية والمنطق الواحد , ولهذا برز بكل الوضوح مدى النفاق الذي يحتوي هذه التحالف المشبوه والذي من المؤكد انه لن يكون متجانسا في ما اذا استلم السلطة لان الاتفاق الوحيد هو على العلمانية اما بقية الامور غض الطرف و النظر عنها , فكيف لعمة ان تتجانس مع ايدلوجية الشيوعي وغيرها من ايدلوجيات يحملها الاخرون وهم مقدمون على قيادة بلد غالبيته من الصعب تقبل اي فكر طارئ فضلا عن فكر لايتناسب مع عقيدتهم التي خاض حاملوها اشرس الحروب ونكل بهم اشد التنكيل ولم تتزحزح تلك العقيدة قيد انملة لا بل ازدادت رصانة واتقاد وحيوية. سادسا: خسر علاوي لانه والبوق المساند له استخدم في اهم نقد او تسقيط قدمه اتهام تلك الملايين التي انتخبت هذه القيادات بالولاء لايران والصفوية وانها اتت لكي تسوق ولاية الفقيه في العراق وما شاكل ذلك من القذر من الطرح الذي قرف واشمأز منه شعب العراق, وجاء هذا الطرح لان من دعم علاوي كان شرطه الوحيد هو هذا الامر ومحاربة الغالبية الشيعية التي ضرجت تراب العراق بدمائها الزاكية, وهذا الشعب هو الذي اتى بهم الى حيث هم جميعا الان ينعمون بالسلطةوهؤلاء جميعا كانوا ينادون باسقاط الطاغية لانه قتل الشيعة والكورد, ونسي علاوي انه يكذب ويفجر هو وبوقه العروبي القذر والدليل على ذلك الكذب هو ان هذه القائمة ورجالات وقيادات العراق هم من جلس مع اخوته في التحالف الحكومي الذي تشكل بكل ايثار واحساس بالمسؤولية في دمج واشراك الجميع في الحكم وكتابة الدستور وهذا الستور الذي وقع الجميع عليه ووقع عليه غالبية الشعب العراقي بالنعم الملحمية وحيث انه دستور فان اول من ارتاضاه هو قيادات العراق الشريفة وفي المقدمة المرجعية الابوية المباركة وعلى رأسها المرجع الكبير السيد علي السيستاني رعاه الله وهذا القبول يعني ان من قبل الجميع بحكمه هو الدستور وليس اجندة اي حزب مهما كان حجمه , فاين ياعلاوي تلك الولاية الفقيه او الدولة الاسلامية التي ترعبك ومن دعمك , فلهذا نلت منا الرفض والاستهجان والسخط لانك بوق لمن يسوقك حيث حقده ولم تكن ابدا في خدمة المحرومين وابناء المقابر الجماعية وشعبك الذي انهكته سنين البطش لتاتي متسلقا على آهاته لكي تصل الى حيث ما تنفر منه كرام القوم وهو كرسي الذلة والعبودية الذي يستخدمه امثالك لتمرير مصالحهم فقط بينما امتطاه الاخرين لاحساسهم بمسؤولية خدمة الانسان قبل اي شئ اخر وايصال هؤلاء المستحقين للخدمة الى حيث بر الامان. سابعا: خسر علاوي لانه هناك الكثير ممن اراد التصويت له ولكن تلك العقول المدركة ادركت ان علاوي اصبح ورقة خاسرة وان تلك التصرفات المستندة على ما ذكرت سابقا هي ستؤدي بهذه الغالبية الى رفضه وبالتالي اذا ما وصل هو للحكم فان هذه الغالبية سيكون حالها من الهيجان والغضب مما يضع العراق على شفير الانهيار والحرب الاهلية بالاضافة الى عدم النضوج في تسويق المبررات والاتهامات للآخر من دون اي دليل بل اعتماد الكذب اهم وسيلة وهذا مالايرتضيه شعب العراق وخصوصا الشرائح المثقفة او العلمانيين ولانهم ابناء واخوة متجانسين مع اخوتهم في الايدلوجيات الاخرى لا بل ان كل بيت فيه تلك التناقضات الفكرية وهي تتفق على الكثير من الاخلاقيات وتختلف حبيا في الفكر والايدلوجية. ثامنا: اسائة تصرف الكثير من رجال علاوي في طرحهم وتسويقهم لعلاوي وعدم انسجام تصريحاتهم فاياد جمال الدين يقول ان علاوي هو الرجل المقبول عربيا ودوليا ولم يقل عراقيا وعلاوي يقول في دعايته انه لايهمه العرب ولا الدول الاخرى وما يهمه شعب العراق فايهم نصدق؟؟؟ لهذه الاسباب وغيرها الكثير مما طرح من افكار علاوي المتضاربة مع مصالح الشعب العراقي والمسفزة لشريحة كبيرة ومنها ترحمه على اقذر شخصية قرف منها شعب العراق وهو المقبور عفلق والبكر القاتل وتسويقه لبقايا البعث الاجرامية خسر علاوي وان حصل على فتات الاصوات المشترات بالمال الارهابي العروبي. لم اكتب هذا للتشفي بعلاوي ولكن هي عبرة يجب ان يتعلمها كل سياسي يبني طموحاته على حساب شعبه ويتكل على الآخر القاتل في تسويق نفسه وهي تذكرة لاولي الالباب في ان من يريد الوصول في بلد يمتلك ابنائه الذكاء الفطري والرهافة في التحسس من كل ما هو مريب عليه ان يقدم الخدمة تلو الاخرى لهذا الوطن لكي يستحق من ذلك الشعب النعم الحنائية بالبنفسج . الديمقراطية لاتعني انك تكذب بل الديمقراطية هي القبول براي الاغلبية وعلى الاغلبية ان لاتعطي صوتها الا لمن يعطي هذا الوطن والانسان والانسانية من جهده وفكره وعطائه ودمه وراحته وكما قال ذلك الشهيد الخالد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |