ماذا وراء تصريحات زلماي زادة الطائفية؟

 

المهندس صارم الفيلي
sarimrs@hotmail.com

تثير تصريحات زلماي بخصوص ما أسماه " بطائفية " وزير الداخلية مخاوف جدية , لا  أعتقد انها ستمر على قادة الشيعة السياسيين بدون تحليل كل جوانبها وابعادها, خصوصا انها أتت متأخرة عن  سياقها " موضوع سجن الجادرية " .

  لكن متزامنة مع حدثين سياسيين, الأول الزيارة المفاجئة لنائب الرئيس الأمريكي  الى العراق , الثاني تهديدات الدليمي والهاشمي , باللعب بالنار , تلويحا بأن  أشعال الوضع الأمني يعتمد على قرارات تصدر منهم , أذا لم تعدل نتيجة أنتخابات  بغداد لصالح نوعهم .

  علما ان النتيجة أذا قيست وفق المعيار الطائفي الذي ينطلقون منه , فهي طبيعية ,  أن لم نقل أقل من طبيعية , لجهة عدم خدمة مقدماتهم الموهومة .

 مع عدم رغبتي في  الدخول في موضوعة التضاريس المذهبية لمدينتي , بغداد الحبيبة , لكن أجد نفسي  مضطرا لأعلام من لا يعرفون عن بغداد قدرا كافيا , أو يتجاهلون ما يعرفونه ,  خدمة لأغراضهم السياسية غير المقبولة والمعقولة .

  فبغداد مقسمة الى قاطعين , الرصافة والكرخ .

 وان الرصافة تشكل حوالي 60% من  سكان المدينة , بسبب الثقل السكاني لمناطقها المكتظة .

 أما التواجد السني  الكثيف فيها مختصر على مناطق معينة كالأعظمية مثلا , رغم كونها مختلطة في بعض  أطرافها كشارع عمر بن عبد العزيز .

  أما الكرخ التي تشكل 40% من سكان العاصمة , فهي متوازنة مذهبيا ,أن لم نقل تميل  لصالح الشيعة , حتى لو أخذنا من نزح من الفلوجة ليسكن بطريقة أو أخرى الدورة  والعامرية , وبعض مناطق حي الجهاد في الأعتبار.

  لنعود الى تصريحات الطائفي زلماي خليلزادة ضد وزير الداخلية , لنقول له ان كان  قصدكم عمليات تعذيب محددة" ان حصلت" فهي لا يمكن ان نحملها على عاتق وزير  الداخلية , فهذه الوزارة قد تمت خرقها بالكامل في الفترة النقيبية , من قبل  أزلام صدام ولم نسمع عن طائفيتها في تلك الحقبة من الجانب الأميركي , بل العكس  كانت المناغمة معها واضحة , خاصة عندما كان فلاح النقيب يهدد المحرومين  بألقائهم خارج الحدود , تلويحا بنهج جرذ العوجة وعمليات التهجير القسرية في  الثمانينيات , التي أعتبرت من الجرائم التي تنتظر دورها في مسلسل محاكمة صدام .

  ثم هل نسى سعادة السفير الأميركي تحذيرات رامسفيلد بعدم أحداث تغييرات في  الأجهزة الأمنية , رغم عرفتهم المؤكدة , وأعترافاتهم بأختراقها من قبل مجرمي  البعث .

  هل نسى زلماي زادة الجثث المحروقة بعد تعذيبها في فترة النقيب , لأناس لاذنب  لهم سوى مقارعة النظام العفلقي .

  نسأله وماذا عن تعذيباتكم في سجن أبي غريب لبعض العراقيين" مع تقاطعنا الشديد  معهم " .

  هل كانت أميركا حينها طائفية؟  ثم ما مغزى تصريحاتكم الآن , وقد خرج الشعب العراقي منتصرا في يوم الأنتخابات ,  وهو في طريق تشكيل حكومة وحدة وطنية .

الا يعتبر كل ذلك محاولة لأعاقة الجهود  والألتفاف على أفرازات العملية الديمقراطية , كما أشرنا لذلك في مقالة سابقة  لنا , بعد يومين من أنتهاء الأنتخابات ؟ .

  أم أنها تأتي لدعم مطالب توافق الدليمي بوزارتي الداخلية والدفاع , حيث أنه  الشخص المعصوم من داء الطائفية!!!!

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com