|
هل يحتاج من يصف الشاهد بالمتهم الى محاكمة؟
المهندس صارم الفيلي وقف صدام مرة أخرى أمام المحكمة متهما بقضية هي من أصغر قضايا أجرامه ’ مع مساواتنا المطلقة للأنفس العراقية التي أزهقت. لكن يحق لنا أن نثير سؤال. وهو لماذا قضية الدجيل، وهل يستحق صدام فعلا كل هذا الوقت والجهد المبذول لمحاكمته ؟ وهو الذي الحق محاكم العدل بثرامات الأستخبارات العسكرية، وبأديم المقابر الجماعية، حيث كانت الأحكام تصدر هناك بعد سنين من أعدام الضحايا ؟. ان المحكمة تحولت لدعاية للمجرمين، الذين لو أعطوا الى الشعب، لما وجدت لهم أثرا يذكر. تكلم لا شعور صدام ثلاثة مرات ليصف المشتكي بالمتهم. نعم كذلك وهو في قفص الأتهام. فكيف في سنين حكمة العجاف الطويلة؟ التي كانت كالطوفان الجارف الذي يقتلع الأخضر واليابس. كان ينشر الموت بأهداء ضحاياه رصاصاته، ليشيع ثقافة القبور الجماعية تحت الأرض وفوقها. هل يستحق المحاكمة من أرتقى سلم السادية مجدا مخصبا بالدماء التي لم تتوقف حتى وهو في الاعتقال ؟. من سجل سابقة تاريخية بأستخدام الأسلحة الكيميائية وصواريخ أرض -أرض ضد شعبه لمرات متعددة. من شرد أكثر من ثلاثة ملايين عراقي توزعوا على كل أركان الأرض، منهم من غرق في هربه الى دول المهاجر البعيدة. من كان يجبر أهالي المعدومين السياسيين أو المشتبه بهم على توقيع ورقة يشهدون بها على فلذات أكبادهم بالخيانة ودفع أثمان الرصاص. من شوه خلق اللة سبحانه في قطع الأذن والألسن. ومن كان يأمر بين فترة وأخرى " بتنظيف السجون " بأعدام ألآلاف من السجناء بجرة قلم. من هجر مئات الآلاف، ويخرج مفتخرا في التلفزيون " بألقائهم حفاة خلف الحدود " وحجز شبابهم وتغييبهم في المقابر الجماعية. من قتل الأنفس الزكية من العلماء، الصدر الأول وآل الحكيم والصدر الثاني وآل الشيرازي وبحر العلوم وغيرهم. من ألحق بالعراق خسائر بشرية تتعدى المليون، ومادية تقترب من ألف مليار دولار. من فعل وفعل وفعل... أن محاكمة من بيض وجوه عتاة التاريخ، بجرائم أصبحت مسلة جامعة لجرائمهم، ترتقي بصعوبتها الى من يحاول ان يوضح الواضحات ويبرهن على البديهيات. انسان معروف بجرائمه ولا يحتاج الى استجواب. ولا يحتاج الى محاكمة بدعوة أثبات شفافية، لتجير سياسيا، لصالح القائمين عليها، قبل ان تتحول الى مهزلة تديننا كعراقيين كلنا أمام العالم، لسخريتها، وتحولها الى منبر أعلامي لطغاة العصر أمام ضعف القاضي والأدعاء العام وكذلك بعض الشهود. ان خفاش الكهوف، وجرذ الجحور، وحفار القبور، متقمص ثوب المتوفر على العناية الألهية، وهو الذي أتى في قطار أميركي وحضي برعاية ومساندة أميركية، لحد هذه اللحظة بعدم تسليمه الى السلطات العراقية، كونه فارس قادسيتهم، وقعقائهم الذي حرر القدس، سائرا بدباباته على جثث مئات الآلاف من ضحاياه. حصان طروادتهم، الذي كان الغدر طبعه، والخيانة هي لبن أرضاعه. كيف نحاكم من يعتبر الجميع خونة ومأجورين، عدا شخصه وعصابته، الشاهد عليه هو المتهم بنظره، مع انه في قفص الأتهام إإ كيف يترك هكذا ليتمنطق ويزهو أمام مئات الملايين من المشاهدين، مع انه أختار في لحظة المواجهة الحاسمة القبو بدل القبر والأستسلام الذليل بدل الموت بشرف " يفتقده ". ان مانشاهدة من المحاكمة، ما هو الا انهزام لروح القانون، وأستخفاف بمشاعر الملايين، ونكوص للضمائر المشرفة عليها. ان العراقيين بدأوا بالتذمر من المحكمة التي سيهزأ التاريخ منها. ان بقت هكذا مائعة بطيئة. فكم نحتاج من سنين لأتمام كل محاكماته على كل الجرائم التي اتركبها، وان الدجيل ليس الا غيث من فيض منها. نقل عن الأمام الخميني(رض) قوله للقضاة في أحدى اجتماعاتهم معهم " انه وبعد مثول موسليني زعيم الحزب الفاشي في ايطاليا أمام المحكمة اكتفى القاضي بسؤاله عن اسمه قبل ان يحكم باعدامه. علما أن موسليني أن هو الا تلميذ في " مدرسة " الأجرام الصدامية. ولا حول ولا قوة الا باللة العلي العظيم
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |