|
برزان يرمي غسيل المخابرات على حبال مديرية الأمن!
نضير الخزرجي حاول برزان إبراهيم الحسن الأخ غير الشقيق للرئيس العراقي السابق صدام، خلال الجلسات السبع الماضية من محاكمة صدام حسين، إبعاد مسؤولية التحقيقات مع ضحايا مجزرة الدجيل، عن جهاز المخابرات الذي كان يديره عند وقوع الحدث في الثامن من تموز- يوليو العام 1982، وفي كل مرة يذّكر القاضي، بانه حضر الدجيل بوصفه مسؤولا عن حماية الرئيس لا بعنوان رئيسا لجهاز المخابرات، في فصل بين المسؤوليات، غير مفهوم البتّة. لكنه في الجلسة السادسة من مسلسل المحاكمة المنعقدة في بغداد في 21/12/2005، قسّم عمل اجهزة الامن والمخابرات، فدائرة الامن للقضايا الداخلية والاستخبارات العسكرية للجيش وجهاز الاستخبارات للقضايا الخارجية، وفي تقسيمه هذا حاول رد دعاوى الشاكين وضحايا النظام من كونهم تعرضوا للتعذيب على يد جهاز المخابرات، بوصفه للقضية بانها من اختصاص دائرة الأمن لا جهاز المخابرات، في محاولة لاسقاط واحدة من اركان القضية الجنائية، بل وفي الجلسة السادسة وفي لحظة من لحظات التشبث بالحياة، علق جرس الاتهام والمسؤولية عن مجزرة الدجيل من قتل واعدام وتجريف للبساتين والمنازل، في رقبة مديرية الأمن. لكن برزان الحسن وهو في محاولته المتكررة القفز على الاحداث، أقرّ في تقسيمه عمل الاجهزة الامنية، مسؤولية جهاز المخابرات عن المجزرة التي راح ضحيتها نحو 150 عراقيا بعضهم دون سن البلوغ، وأدان نفسه بنفسه، ذلك وعند العودة الى قضية الدجيل، فان النظام في ذلك الوقت، ومن خلال إقرار صدام وبرزان الحسن، في الجلسة السابعة المنعقدة في 22/12/2005، قد ربط الحادث بايران أثناء الحرب، متهما اياها بمحاولة اغتيال صدام حسين، واعتبر القضية برمتها قضية أمن قومي، اي وباختصار انها من اختصاص جهاز المخابرات المسؤولة عن الأمن القومي، ومن الطبيعي ان تقوم اجهزة الامن والحزب والجيش الشعبي العاملة في قضاء الدجيل باعتقال الشباب مع اسرهم وعوائلهم، وتسليمهم لجهاز المخابرات، وبالتالي فلم يكذب الشهود والمشتكون عندما اتهموا المخابرات باجراء التحقيقات وعمليات التعذيب، ولا ينفع برزان الحسن محاولاته المستميتة التنصل من المسؤولية. تساؤل: ما الذي يجعل حلم المحكمة واسعا عندما يقف صدام او برزان خاطبا خائضا، مشرقا على السياسة تارة ومغربا على الوطنية اخرى؟ بيد أن الحلم يغيب والصبر يضيق، عندما يحاول المشتكي الاشارة الى قضية او حدث على علاقة بشكواه وتظلمه، وينحسر اكثر عندما يحاول الإدعاء العام تذكير المحكمة بخروج المتهم عن دائرة الحدث. ومع هذا فان هذا الحلم، أفلت من افواه برزان وصدام اعتراف واقرار باعتقال العوائل وزجهم في السجون ثم رميهم في صحراء السماوة على الحدود العراقية السعودية، تحت مدعى الحجز لا الاعتقال، كما فعل بالصحابي أبي ذر الغفاري عندما دُفع به الى صحراء الربذة مع اسرته ليموت هناك وحيدا، وما أشبه اليوم بالبارحة! صورة: وجد برزان الحسن كما هو كريستوف كولومبس مكتشف أميركا، انه اكتشف ثغرة في لائحة احد المشتكين عندما قال المشتكي انه تعرف على هوية برزان فيما بعد، من خلال صورته الشخصية الموضوعة خلف كتاب (محاولات اغتيال الرئيس صدام حسين) الذي وثّق فيه برزان محاولات اغتيال صدام حسين مسلّط (هكذا اسمه الثلاثي في الهوية الشخصية المنشورة في مجلة ألف باء العام 1979)، فانبرى المحامي على طريقة (وجدتها) في محاولة لتكذيب المشتكي، معلنا انه يملك الكتاب وليست فيه الصورة، لكن المحامي من سوء حظه وموكله، يشير الى الكتاب في طبعته الجديدة، ذلك ان الطبعة الاولى احتوت بالفعل على الصورة، وهي متوفرة في مكتبات شارع المتنبي ببغداد، وعرض الكتاب وغلافاه في مجلات وصحف وفيما بعد في مواقع وصفحات الكترونية عدة.
الرأي الآخر للدراسات – لندن
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |