|
أحلامٌ مبعثرة ويأس قاتل
شوقي العيسى
عندما تتوهج فكرة معينة لدى المرء ويترجمها داخل العقل الباطن ويرتب عليها أحتمالات وأحلام تسوقه من عالم الدنيا الى عالم الخيال وهو في حالة اليقضة فيبني ويتسلق ويركب وينشيء ويطور ويتعامل ويؤسس لهذه الفكرة وهو في عالم الخيال أو عالم الأحلام الوهمية التي قد تسوقة الى الهاوية فيما إذا إستسلم لها وإنقاد الى تلك الرغبة وقد تكون بالنتيجة سلبية بحتة لأنه ضرب من ضروب الخيال..... بهذه المقدمة الموجزة أردت أن أقوّم واقع حال الساحة السياسية العراقية قبل وبعد الإنتخابات التي تمت إجراءاتها الشكلية وبقي الإجراءات الفعلية لنتاج هذه المعركة السياسية.... لقد جاءت مشاركة الكيانات السياسية هذه المرة في الإنتخابات منها الكيانات التي هي أساس العملية السياسية وسعت الى نجاح وإتمام العملية برمتها ومنها من جاءت مشاركته كتحصيل حاصل والذي أعنيه من مشاركة الأطراف كتحصيل حاصل في العملية السياسية هي الأطراف من العرب السنة. فبعد أن أتجهت الأنظار الى هذه الأطراف ومقاطعتها للعملية السياسية وللأنتخابات الماضية وبعد أثبات وقائع ودلائل تشير الى أن الأعمال المسلحة التي تجري في العراق مصدرها من العرب السنة الذين رفضوا بشكل قاطع إجراء الإنتخابات الماضية بحجة وجود الإحتلال الأمريكي للعراق وبعد أن تواجد الأمين العام للجامعة العربية في العراق وتهيئة الأجواء ودعوته لأقامة مؤتمر القاهرة حول نقطة مهمة وهي مشاركة العرب السنة في العملية السياسية ...... وبعد أن تمت المشاركة في مؤتمر القاهرة وقد توصلت كل الأطراف الى أقناع العرب السنة بالمشاركة فقد فكانت هنا النقطة المهمة في الأمر هو دخول العرب السنة في العملية السياسية مقابل وقف العمليات المسلحة ضد الأبرياء من الشعب العراقي فمن هنا نشأت الفكرة والحلم والخيال للعرب السنة بالمشاركة في العملية الأنتخابية وهي أن يدخلوا بضمان نقطتين مهمتين هما الحلم الكبير الذي يراودهم في العودة للتسلط وملك زمام الأمور في العراق بعد أن سحب البساط منهم بعد الإطاحة بطاغية العراق والثانية مسألة تكون سلاح ذو حدين الطعن المباشر والترويج الى أن الأنتخابات قد زورت في حال عدم فوزهم بما يطمحون ويحلمون به في عالم الخيال والثانية هي رد ماء الوجه لهم أمام المسلحون والذين يسمونهم (( مقاومة )) والذين وعدوهم خيراً عندما يتمكنوا والسيطرة على زمام الأمور..... فما أن أظهرت النتائج بفوز ساحق للأغلبية الشيعية في العراق وهذه الحقيقة الصعبة التي لا يمكن قبولها من كل الأطراف سواء الأطراف السنية أو الأطراف الخارجية والذين لم يكظموا غيظهم حتى توالت الزيارات المفاجئة للعراق من الساسة الأمريكيـين وغيرهم حال ظهور النتائج وتوالت التصريحات وبدأت الإجتماعات التي تريد أستدراك هذا الشأن العظيم الذي حطم كل المقاسات والتنبؤات التي من شأنها عدم تفرد الشيعة في السلطة بالعراق وهذا ماصرّح به أغلب قادة الشيعة بأنهم لايرغبون في الأنفراد في السلطة بل يرغبون بأقامة حكومة تشمل كل الأطراف التي شاركت في العملية السياسية..... أما بشأن الزيارات المتوالية للساسة الأمريكيـين ولرئيس الوزاء البريطاني توني بلير فهي تأتي للضغط على الكيانات التي فازت بالإنتخابات بتشكيل حكومة تشمل كل الأطراف بغض النظر عما آلت اليه الأنتخابات وهذا المطلب ليس حديث الساعة ولكن كانت الخطط والبرمجة الأمريكية للعراق منذ الوهلة الأولى لسقوط الطاغية بتشكيل حكومة ذات محاصصات تلتزم مسيرة العراق وينتهي الأمر لكن المفاجئة التي أثارتها المرجعية الشيعية في العراق بأن تجرى أنتخابات وتشكيل حكومة عراقية منتخبة من الشعب هذا الطرح الذي طرحته المرجعية الدينية قد قلب موازين المعادلة التي كانت سائدة والتي من المفترض أن تطبق معايـيرها (( معادلة المحاصصة )).. من هنا نرى أن الإئتلافات والكيانات السياسية التي كانت عائقاً ضد التطورات السياسية قد دخلت في عمق العملية السياسية وإما تكون الفائز في هذه المرحلة وإلا فستكون العمليات المسلحة والتي ما تسمى بالمقاومة موجودة وهذا ماصرح به علناً قادة وزعماء الإئتلافات من الأحزاب السنية وأمتداحهم وتمجيدهم للمقاومة المسلحة قبل إعلان النتائج وبعد أعلان النتائج جاءت التهديدات المتوالية تصب على رؤوس الشعب العراقي إما أن يكونوا في الواجهه وإما أستمرار التفجيرات والقتل والإرهاب فهذا ما كنا نقوله سابقاً أن الأحلام الوردية التي رسموها بالتولي والسيطرة على العراق مجدداً وإعادة البعثيـين كانت كلها خيالات وأوهام وهذا اليأس الذي أصيبت به بعض التيارات والإنتكاسة الواقعية لهم هو مايجعلهم يتخبطون ويهددون العملية السياسية والشعب العراقي فقد كشف الزيف وأزيلت الأقنعة التي كانت تحمي الوجوه ولكن هناك مقولة أو مثل (( طمعهم قتلهم ))....
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |