|
كنت دائما اوكد ومازلت حتى الان على ان الديمقراطية كبنية سياسية لايمكن ان تفرض بالقوة على بلد اوشعب ما بل هي تنطلق من الداخل الشعبي الى الخارج السلطوي ان صح هذا التعبير, فهي وفقا لذلك تنشا وتتمخض لدى شعب ما حينما تستيقظ فيه الروح الوطنية (على غرار تحليل اشبنجلر للحضارة )التي عانت تحت مخاض مرحلة دكتاتورية معينة شتى انواع التنكيل والعنف والاستبداد فتسعى جاهدة الى التخلص منها من جهة والعزم على بتر كل محاولات ارجاعها من جهة اخرى تحت شتى الطرق ومختلف المستويات ولذلك تسعى هذه الروح الى محاوله تصفية حساباتها مع النظام السابق ثم ايجاد بديل سياسي اخر اقل ميكيافيلية على الصعيد الاخلاقي واكثر براغماتية على الصعيد الجيوبوليتيكي من اجل محاولة ترميم الماضي واعادة هيكلة الحاضر وبناء مستقبل مشرق فيه يحاول سياسيوا الفترة الجديدة ان يقدموا لمن وثقوا بهم ومنحوهم اصواتهم شيئا مما كانوا يعدونهم به ايام اشتعال سعير حملة الانتخابات حينما كانوا يقولون سوف نفعل كذا وسنعمل على .... ولكن الذي حصل في العراق شيئا مختلف ويشكل مفارقة تاريخية ومنعطفا حاسما في تاريخ الشعوب التي مرت بتجارب الافول والانحطاط والصعود والنهوض, حيث اننا نلاحظ حدوث ظوار غريبة قبل وبعد الانتخابات لاتدع مجالا للشك في اننا ما زلنا بعد لم نقف على اعتاب البوابة الديمقراطية التي لا اظنها سوف تفتح قبل دورتين انتخابيتين سواء حينما يتعلق باحترام الراي والراي الاخر وهو الجانب الاول من الديمقراطية او في الجانب الثاني منها المتعلق بالممارسة التداوليه للسلطة بالاليات المعروفة التي يحددها دستور البلد كما هي معمولا بها في الدول الديمقراطية الحديثة ... فالشعب او روحه سواء قيل ان هذا تجريدا ميتاقيزيقيا ام واقعيا بعدها حتى الان لم تقبل الاخر المختلف وتتفهم الكيان المغاير وتتماهى مع اللاانا من اجل تحويل وقلب علاقة ( الذات_ الاخر) الى ( الذات _ الذات) وبالتالي تتقلص الهوة الاونطولوجية السحيقة بينهما وتتقارب الفجوة العميقة التي تحفر اركيولوجيا اسس الخلاف والمغايرة بين الذات والاخر.. بل الاغرب من ذلك ان بعض السياسيين العراقيين لم يمارسوا هم انفسهم هذه الديمقراطية المزعومة التي يتخرصون بها ويزعومن انهم جاءوا لتطبيقها ونشرها وتعميمها الى دول الجوار مع العلم ان بعضهم كان يعيش في دول ديمقراطية وقد تنسم عبيرها ابان مرحلة نضالة ضد النظام السابق في العراق !!!!! فها هي جبة التوافق تفيق من حلمها بانها الاغلبية الساحقة وتتنصل من تصريحها السابق بان الا نتخابات كانت نزيهة وتهدد وتعربد بانها لن تقبل بها وانها لن تسمح بتشكيل البرلمان القادم باسلوب غريب وديمقراطي جدا يعبر بشكل صريح عن وجهها الحقيقي ومكنونها الدفين الديمقراطي جدا حتى النخاع لتوكد لنا ان صدام الجسد يعيش في اروقة السجون اما صدام المنهج والروية فما زال يعشعش في داخل العراق ويحتاج الى محو وازالة صورته الرمزية والسلوكية الى سنين عدة ... مع علمي الشديد بان الجبهة المذكورة سوف تتقبل النتيجة بمباركة عراب اللقاءات السفير الامريكي زلماي خليل زاد الذي يلتقي بهم من اجل الاطلاع على مطالبهم بتولي منصب رئاسة الجمهورية او وزارة الدفاع.. وإذا كنت أنا على الصعيد شخصي لا استغرب من هولاء الذي يفكرون بطريقة صدامية فاني استغرب اشد الاستغراب من صدور عين الممارسة من اشخاص من نوع مختلف ومحسن ان صح التعبير,فها هو علاوي يصدم بشدة بنتيجة الانتخابات التي اكدت له شعبيته وحجم الاقلام التي تصوت له بعد ان بان جزءا منه في الانتخابات السابقه.. يحشد ويجيش ويثير الاخرين على عدم الاعتراف بشرعية الانتخابات على لسان ابراهيم الجنابي الذي يحاول رد بعضا من الصفعات التي وجهت له اثر طرده من منصبه ..فيجمع الفرقاء وكل من صرفوا الاموال الطائله على حملتهم الدعائيه من اجل تشكيل جبهة مرام ويطالبوا باللامعقول في حد ذاته سواء كان حل المفوضية أو إعادة الانتخابات... اني اعتقد جازما ان العراق ليس بحاجة الى علاوي ولا الى اتباعه بل هو يعمل في طريقة مناقضة لطرق الوصول الى السلطة من الناحية الدستورية لذلك المهم هم الاطراف الثلاثة الكردية والشيعية والسنية التي احدس انها سوف تتفق على تشكيل حكومة وطنية تحت شروطها هي لا شروط علاوي واتباعه الذي ما اراه الا سوف يقبل بها بدلا من ان يبقى عضوا في برلمان لا اعتقده انه يرضي طموحه السياسي الخطير!!!!!
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |