|
يوم إعدام الجنود الأكراد د. باسم المظفر في منتصف الشهر الثاني لسنة 1991 أصدر القائد العام للقوات المسلحة أمر بأجراء عمليات إعدام في كل فرقة مرابطة في الكويت, الغرض هو محاولة السيطرة على عمليات الفرار الجماعية للجنود وصغار الضباط والتي بدأت مع الحرب الجوية ووصلت تقريبا إلى أكثر من 50% من القوة القتالية ,,, الأمر واضح ,,((الإعدام )). وصل الأمر إلى قيادة فرقة المشاة 29 المرابطة في منطقة برقان جنوب مدينة الأحمدي- جنوب شرق قاعدة أحمد الجابر الجوية,,,,إذا يجب إعدام مجموعة من الجنود,,,, أصدر قائد الفرقة أمرا إلى فصيل الانضباط العسكري لجلب مجموعة من الجنود الهاربين لغرض إعدامهم. نزلت مفارز الانضباط إلى مدينة الأحمدي بحثا عن الهاربين,,, ولكن هنالك مشكلة ,,فالذي يهرب من وحدته العسكرية يتجه مباشرة إلى مكان سكناه أي إلى المدن العراقية ولا يبقى في الكويت,,ومن هم موجودين في مدينة الأحمدي هم أما ملتحقين من أجازاتهم الدورية ولكن تأخروا بالالتحاق بسبب صعوبات الطرق المدمرة بسبب الحرب الجوية الجارية بشراسة ,, أو مجموعات قليلة من الجنود الذين يتسكعون بضعة ساعات يوميا ( كأسلوب للترويح النفسي ) قبل عودتهم إلى وحداتهم,,, تم جمع ما يقارب العشرين جنديا من هؤلاء وجلبوا إلى مقر الفرقة. الحدث المكان: مقر فرقة المشاة 29 - برقان –جنوب الأحمدي - الكويت الزمان: 20-2-2005 الساعة العاشرة صباحا المشهد: عشرات من الجنود والضباط من منتسبي الفرقة قد طلب منهم الحضور هذا الصباح ,,, تجمعوا في ساحة العرضات تم سوق العشرين جنديا (الضحية ) ,, من سجن الفرقة إلى ساحة العرضات حيث بقية منتسبي الفرقة متجمعون هناك,,,,,وهم لايعرفون ماذا سيحدث لهم , بل لماذا أصلا أقتيدوا الى مقر الفرقة,,,,,, الموضوع عادي با لنسبة لهم ,, فالهارب لا يبقى في الكويت,,,,,, وقف العقيد ((.........)) ضابط التوجيه السياسي للفرقة أمام الجنود ( الضحية ) وقام بتوجيه مجموعة من الشتائم والإهانات أليهم,,, جبناء ,, خونة ,,, أولاد,,,,الجنود الضحية لا يفهمون لماذا يتكلم معهم بهذه الطريقة,,, لازال الموضوع عادي بالنسبة لهم,,, أنها مجموعة من الشتائم ممكن تحملها ثم يعودون إلى وحداتهم,,,,,,,ثم بعد نهاية الشتائم قال العقيد وبأعلى صوته ,,, بأمر السيد الرئيس القائد حفظة الله فقد أصدرنا أمرا بإعدامكم,,,,, الجنود الضحية أصابهم الذهول,,,, لا يصدقون ما يحدث,, أراد البعض التكلم,, وأخرج البعض نماذج أجازاتهم الدورية لإطلاع العقيد عليها,, أرادوا إيضاح بأنهم ليس بهاربين ,,,وانه هنالك خطا بالموضوع بالتأكيد,,, ولكن العقيد يزجرهم و يأمرهم بالسكوت,,,أما جنود الفرقة ( المتفرجين ) فقد بدا الرعب يتملكهم,,,, أمامهم زملائهم وهم يعرفون بأنهم ملتحقين بوحداتهم وليس بهاربين,,,, ,مرت نصف ساعة ثم ساعة والجميع على هذا الحال,,,,,,,ثم نطق احد الضباط,,لماذا الانتظار هل ننتظر أحدا؟؟ أجاب أحدهم ,,نعم ننتظر السيد قائد الفرقة للحضور مرت ساعة أخرى من الانتظار الممل,,,نطق احدهم ,, لماذا هذا الانتظار , لماذا لا نعدمهم ونخلص ! أجاب أخر ,,(يمعودين قابل هذولة خرفان) انتظروا قائد الفرقة لعلة يصدر أمر بالعفوا ,,,,أي عفو ,, أنه أمر السيد الرئيس القائد ويجب أن ينفذ,, أجاب ضابط التوجية السياسي بعد ساعتين , لم يأتي قائد الفرقة أخيرا قال العقيد أمر التوجيه السياسي,,بما ان لم يأتي قائد الفرقة , أذاسوف نختار اثنين من الجنود ونعدمهم !!!! ,,,فورا أتجه العقيد نحو الجنود الضحية لاختيار المطلوب منهم,,,,بدأ جنود ( الضحية )الواقفون على شكل أفقي بمواجهة بقية منتسبي الفرقة يتدافعون مابينهم لكي يكونوا بالخلف ويدفعون زملائهم ليكونوا في الأمام, بدا بعضهم يبكي ,والأخر يتوسل,والأخر بدأ يتلوا القران بصوت عالي,, ورابع بدا بالصياح بصوت عالي في مايشبة الهستريا,,,,,ثم تكور الجميع في زاوية واحده يتدافعون مابينهم ,, الوضع يشبة الدخول إلى قفص الدجاج لاختيار دجاجة لذبحها,,فكل الدجاج يتجمع في زاوية واحدة,,,,,,,, أخيرا طلب منهم العقيد أبراز لهوياتهم الشخصية لكي يطلع عليها,,,,,وأخيرا وجدها,,,, اثنان من الجنود الأكراد,,, طلب منهم الوقوف جانبا,,بدا الشحوب ظاهر على وجوههم,,, ماذا سيحدث لهم,, هل الموضوع جاد الى هذه الدرجة؟؟,, لماذا كل هذا؟,,,, بدءوا بالبكاء,,, والتوسل بلغة عربية متكسرة,,ولكن دون جدوى,,,, ,,,,بسرعة أمر العقيد فصيل الإعدام بالوقوف أمام الضحية ,,,ثم أصدر الأمر بإطلاق النار,,,,,,, الوقت بين اختيار الجنود وإطلاق النار عليهم لم يستغرق أكثر من عشرة دقائق,,,,,,,,,قتل الجنود,,, وأنتهى المشهد وطلب من الجميع التفرق,,,,, رجع الجنود الى وحداتهم ,,,,,وهم بين مذهول ,,,وغاضب,,, وبين مشمئز,,, وشاتم,,, رجع العقيد أمر التوجيه السياسي إلى بهو الضباط لتناول وجبة الغداء فقد حان موعدها,,,,, نهاية الحدث يوم 22-2-1991 الساعة الثامنة ليلا( بعد يومين من الإعدام ) توجه قائد الفرقة لزيارة وحدات الفرقة حيث ركب في سيارة (( واز )) عسكرية صغيرة وبصحبة مرافقة الخاص ( الذي هو أيضا أبن أخته) ,,,,قاد السائق السيارة بدون استخدام المصابيح الليلية بسبب وجود الطيران المعادي,,,,,,,,,,فجأة,,,,تواجههم سيارة عسكري كبيرة من نوع (أيفا) وجها لوجه,,,,ليحدث اصطدام مروع,,,,تسحق فيها سيارة (الواز) سحقا ويقتل من فيها فورا,,,,,, يوم 24-2-1991 فجرا بدا الهجوم البري لقوات التحالف,,,,,وخلال السا عات الأولى للهجوم,استسلمت لها بقايا فلول الفرقة 29 مشاة ,,,, وهرب معظم الضباط الكبار ومنهم أمر التوجيه السياسي,,,,, بعد الحرب كرم أمر التوجيه السياسي من قبل السيد الرئيس القائد وذالك لشجاعته أثناء الحرب,,,,, ملاحظة هذا حدث حقيقي بكل تفاصيله ,,, وليست قصة خياليه
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |