|
ديمقراطية " مرام " = دكتاتورية صدام
المهندس صارم الفيلي من المفروض ان تكون نتائج العملية الأنتخابية تصب بأتجاه التعجيل نحو أقامة حكومة قوية تتشكل من الأئتلاف الفائز , لكن بمشاركة بقية الكتل . كي نعبر هذا النفق السياسي المظلم الذي ساهمت عوامل تاريخية , وكذلك فعل الأرهابيين في أنشائه ليتحول حياة الأنسان البسيط الى جحيم , وهو مضغوط بين ضيق العيش من جهة وتهديد الأرهاب من الجهة الأخرى . لكن ماحصل لم يكن متوقعا , فقد حاولت وتحاول جهات " مرام" الألتفاف على نتائج العملية لأنها , وفي نظرتهم المستصحبة من التاريخ المنحرف, لا تعبر عن ما كانوا يرمون تحقيقه . السبب أنهم لا يؤمنون بالديمقراطية ,لأنهم لا يعرفوها بالعمق , وان عرفها بعضهم , فلا تتمثل في هذا البعض سلوكا ديمقراطيا. حيث انها وجدت بسبب الأختلافات في الرؤى والأيديولوجيات السياسية , أو المواقف والأساليب . فلو كان الجميع على رأي واحد وموقف واحد , ومتماثلين في أساليب العمل ومنطلقات صناعة القرار , لما كانت هناك معنى لوجود الديمقراطية. حيث انها آلية للتعاطي مع واقع الأختلاف والتعدد والتنوع بأساليب حضارية , تساعد على التعايش مع الواقع المتنوع سلميا . لكن نرى العكس من "مرام" التي عبرت عن رفضها لأفرازات الأنتخابات , ليأخذ هذا التعبير في كثير من المواقع أتجاهات تتناقض مع مبادئ الديمقراطية , بل تتقاطع بحدة ومقومات العيش المشترك بين مفردات التنوع العراقي . فقد لوح الكثير منهم مستخدمين حرب الشعارات واتباع وسائل غير نظيفة بالتصريح دون أن يتورعوا ,لا شرعيا ولا أخلاقيا ليثبتوا فشلهم التاريخي الملازم لهم , وهو عدم تقبل الآخر , ولا مجرد تحمل وجوده , ان كان هذا الوجود فاعلا وينسجم مع حجمه على الأرض المؤيد بصناديق الأقتراع المعبرة عن أصوات المواطنين . لنرى كيف حادت كتلة " مرام " عن أخلاق الديمقراطية: - التلويح والتهديد بمعمقهم الأقليمي الطائفي " ليخرجوا من دائرة الوطنية العراقية" , بل ذهب بعضهم الى طلب تدويل الأزمة , وما ينطوي عليه من مخاطر كبيرة كبلقنة العراق , أوأحداث فراغ دستوري وسياسي , لما يحتاجة هذا التدخل من وقت وترتيبات على المستوى الأداري والأمني , ناهيك عن الأبعاد الأقتصادية السلبية التي سوف تتحملها الجموع المستضعفة من المواطنين , الذين أرادوا من الأنتخابات ان تكون نهاية لصفحات سوداء رسمت عليها مشاهد لجثث متشظية , وأشلاء مبعثرة وسط من برك لدماء زكية بريئة . وذهب البعض الأكثر تطرفا منهم الى التهديد بالسلفيين والوهابيين وقاطعي الرؤوس والحيوانات المفخخة ان لم تحرف نتائج الأنتخابات لصالح نوعهم الطائفي . - أختار منهم , من الذين لا يمتلكون أدوات التصفية الجسدية , أو لا يستطيعون أستخدامها ضد الشيعة الى اساليب التصفية المعنوية والأختيال المعنوي . كحرب نفسية تدخل فيها أساليب المزايدة بالوطنية والعراقية , كأن الغالبية العراقية تفتقر الى ما هو وطني , مشكوك في عراقيتها . نعم أنه الأسلوب الصدامي الذي لازم هؤلاء كلعنة أبدية لا يستطيعون الأفلات منها . بينما الأئتلاف الفائز بقاعدته العريضة يمتلك الكثير الكثير من الأدوات التسقيطية والقانونية لوقف " كتلة مرام" عند حدها . لكن , انها الموضوعية التي تحتم على الأنسان تجنب التعميم , لأنه يتعارض مع العقلانية , كما أنهم يبتعدون عن شخصنة الخلاف. وهذا هو الأنصاف بعينه , ليتركوا للصلح مرجعا , وللتعايش السلمي البناء فسحة كبيرة , وفضاءا واسعا , يتحرك فيه كل ماهو مختلف بأنصاف , وناقد من باب النصيحة ,لأن الدين النصيحة , وما تترتب عليها من أشعار المخالفين ,بأن أسلوبكم يظهر , بأنكم تتخبطون خبط عشواء , فمن جانب أشتركتم بكثافة في العملية الأنتخابية , وهناك مقاعد لمناطقكم , شغلتموها بالكامل , وقد صرحتم أن "مقاومتكم " كانت تشرف على " حماية " تلك المواقع . مع هذا لم تعترض عليكم الأغلبية الفائزة . كون لا يمكن أن يلتقي ماهو أرهابي بما هو ديمقراطي . لم يدينكم احدا لعلاقاتكم المشبوهة بدول الجوار المتماثل طائفيا معكم , والذي أستوردتم منهم حيوانات التفخيخ , وجعلتم مناطقكم منطلقا لها في تحركها الى داخل عمق المناطق الشيعية لينشروا الموت في حشودهم البشرية الآمنة . لقد فتحت "بضم الفاء" القلوب لكم , مع اعتراضكم الصريح على قانون أجتثاث البعث , واعتبرتموه بمثابة الجريمة . جريمة أن نجتث ابطال المقابر الجماعية , أبطال الحرب الطائفية ضد الشيعة . نعم قلتم انها جريمة ان تجتثوا أبطال الأرهاب والقمع الدموي والدكتاتورية منقطعة النظير , أبطال انتهاك الأعراض ونهب الأموال وخرق سائر المحرمات . يبدو أنكم تتمنون ديمقراطية بلا شيعة , أو بلا أسلاميين شيعة على الأقل , وربما عراقا بدونهم . لكن عراقا يتحرك فيه الأرهاب البعثي السلفي لتتكرر كارثة صدام أو طالبان . ديمقراطية لا يحكم فيها الا البعث , ولو كانوا ممكيجين بمساحيق تجميلية أميركية , أو المتحالف مع البعث من سلفيين وعروبيين أرضاءا لبعض الدول العربية المحيطة وغير المحيطة بالعراق , حيث أن عروبتهم مصابة بحمى الطائفية المقيتة . وللأسف أن في "مرام " من لو أعطي مفاتيح نار جهنم لأدخل فيها كل من صوت للأئتلاف الفائز , ثم أوصد عليهم باب جهنم وختم عليه بختم الخلود الأبدي . ومن المتظاهرين ضد أفرازات الأنتخابات من هو مستعد للتظاهر أمام باب رب الأرباب مطالبة بتضعيف درجات العذاب في نار جهنم للشيعة , بمقدار عشرة أضعاف جهنمات سائر المجرمين والمعاندين لأرادة اللة سبحانه وتعالى والمتمريدين على قيم الأنسانية . نقول لهم ياأخوان ان عملكم هذا معطل لمشروع العراق الجديد , ومهدد لطموحات الأغلبية المستضعفة , ولمستقبل التعايش السلمي المشترك بين كل المكونات . لأنه يسلب الشرعية الأنتخابية , وأرادة الأغلبية بما لا ينسجم مع أسس العدل والشورى والديمقراطية والمواطنة والأخوة . أن ماتدعون له يا " مرام " ليست ديمقراطية , وانما أعادة أنتاج نسخة جديدة لدكتاتورية صدام . ولا حول ولا قوة الا باللة العلي العظيم .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |