|
الحرية للكاتب كمال سيد قادر – وكفى التملق والمزايدة على قضيته العادلة
محسن صابط الجيلاوي
لقد فوجئت كما غيري بالحكم القاسي والغير عادل بحق الكاتب والمثقف والأكاديمي الكردي ( العراقي ) كمال سيد قادر والصادر عن محكمة ( قرقوشية ) تابعة لسلطة محلية عراقية في إقليم كوردستان المجزأ على نفسه والقابع تحت سلطات حزبية تضيع فيها صلاحيات واستقلالية القضاء وأجهزة الدولة، فبعد انهيار الصنم تشظى إلى نسخ مصغرة له موجودة على رأس كل مدينة عراقية قد تكون كوردستان لظروف معروفة هي الأعمق تجربة في تكريس سلطة الحزب والقائد الأوحد ودوما على خطى النظام المقبور مع ضعف الإمكانيات والعوامل المتغيرة عالميا والضاغطة في انتصار مبادئ الحرية والعدالة في جعل كل ذلك المتجبر ذكيا بأن يكون أخرقا ومكشوفا لكنه يضرب بقوة في حال توفرت له الفرصة والضحية المسالمة، هناك محاولة تهذيب وتلطيف جوهرها واحد هو نتاج لثقافة ولبنية سياسية متهرئة عبر الادعاء الديمقراطي الكاذب لكي ينطلي علينا فهم وكشف ذلك التطابق الواضح بين جلاد ( هر) وضحايا صغار يبدو أنهم في محاولة جادة للتعملق ولتقديم بديل جائر لكي تستمر دورة الظلم في عراق ينزف كل لحظة دون أن تقدم طبقته السياسية التقليدية بديلا مناسبا منتميا إلى روح هذا العصر ويرحم شعب عانى من مأساة كبيرة يتطلع إلى من يساعده في الخروج منها.... لقد قرأت عدد من مقالات الأخ كمال ولم أجد فيها سوى الصدق وفرادة المثقف المنتمي إلى شعب حر يطالب بالحرية والمساواة والعدالة...فهو كردي منتمي إلى ذلك الإنسان الكادح المهمش والبعيد عن تفكير سارقي خبز ومال الشعب الكردي، فكمال مثقف أكاديمي ومتعلم ورجل موسوعي لا يمكن أن يضع نفسه إلا في صميم قضايا شعبه فاضحا بقوة سارقي قوته ولقمة عيشه والمتاجرين بقضيته وهذا بالتأكيد لا يروق لذوي الجاه والسلطة وإذا كان لكمال أن يتناول البعض من المسئولين وبأسمائهم فهذا يحُسب له لا عليه، فهو مثقف مستقل لا يريد أن يضع نفسه وسطيا في قضايا شعبه بل عليه قول الحق وبقوة تاركا النعومة لغيره لكي ينال رضا الحاكم...لقد ترك النمسا وعاد إلى كوردستان لكي يساهم في بناء صرح لوطن معافى ولثقافة بديلة تنتصر للإنسان الكردي- العراقي في زمن اللصوص الذين يمتلكون العقارات والأموال الطائلة في السليمانية وأربيل ودهوك وصولا إلى بغداد بحيث تكاثر أصحاب الملايين ويحدثني أصدقائي هناك عن غنى البعض الفاحش والغير معقول والذي يستطيع أي مواطن بسيط أن يراه وان يتلمسه دون أن تكون هناك مؤسسة أو سلطة قضائية تسأل هؤلاء القطط السمان ( من أين لك هذا )، لكي تقدمهم لقضاء عادل يطمح له كمال سيد قادر وغيره لكنه للأسف مُغيب كما هو مُغيب ذلك الفصل المطلوب بين سلطة الحزب والدولة حيث يجب أن تكون الأخيرة مستقلة تنصف المواطن من حرامية اليوم وهم كُثر للأسف الشديد...! من أولى هذا المهازل أن هذه المحكمة حكمت على كمال سيد قادر بالحكم 30 عاما، وهو حكم أقسى بمعدل الضعف تقريبا على أي مرتكب جريمة قتل في أغلب بلدان أوربا، تصوروا هكذا حكم على كاتب لا يمتلك سوى سلاح القلم والكلمة الشريفة ؟ فكيف بمعارض يطمح إلى تأسيس حزب يقف بالضد من سلطة الحزب القائد ؟ ان هذه المحاكم تتطابق وتتشابه كليا مع محاكم( عواد البندر) لهذا يجب عدم التقليل من خطورة هذه المحكمة الجنينية لان ذلك يعني أنها ستصبح مقتدرة والتغاضي عنها يعني أن آلياتها وفعلها سيتواصل لكي تصبح حقيقة لابد منها في حياتنا القضائية يجب الخضوع لها كونها وحدها كما يشتهى الحاكم ستقلم مشاكساتنا وستقدمنا وتعلمنا كيف نصبح قطيع يصفق لولي النعمة... لقد أكثر ما أثارني هو ذلك الرياء في رسالتين موجهتين إلى مسعود البارزاني الأولى من زهير كاظم عبود والأخرى من خالد يونس خالد وكلاهما يشتركان في جوهر واحد هو التملق للحاكم ( السيد مسعود البارزاني ) عبر استغلال عذاب وبطولة وعدالة قضية الأخ كمال سيد قادر، فالاثنان كما يبدو لي يطالبان بالعفو والرحمة عن المعتقل، وهذا الطلب لا يليق إلا بالقتلة والمجرمين أما الطلب الحقيقي هو إطلاق سراح رجل فكر ومثقف بدون إذلال وانتقاص حتى لو شتم ( العنب ) فالذي وضع نفسه في خدمة الناس كما يقول ( الادعاء ) عليه أن يتوقع ذلك، والأفظع أن يطلب مثقف الإحسان بمثقف وعلى ماذا ؟ ومن مَنْ ؟ من السلطة ذاتها التي تقرر مصير الناس سجنا وجوعا ومادة للحرب وتحقيق أغراض السياسي بالزعامة والجاه.. كما لا أعرف من وكلَّ هؤلاء لكي يوجهوا رسائل إلى مسعود البارزاني بوجود مادة تعطي فرصة لرسالة مديح ينضح من زواياها ذلك التملق الأرعن وذلك الرياء في جعل قضايا الناس المصيرية ومواقفهم في الحياة والثقافة والفكر والنضال حقل تجارب للتقرب ومديح ذوي السلطة مهما كانت منزلتهم...إن المثقف الحقيقي هو من يعطي لصيغة التضامن بعدها الحقيقي في تعميق رسالة المثقف المغيب في السجن لأنه ببساطه هو الذي يصنع مجد أي أمّة وليس السياسي الذي يبدو حد اللحظة لم يخلف سوى الخراب في واقعنا العراقي الراهن...! وبودي أن أُذَكر الأستاذ زهير كاظم وعلى الماشي كما يقال بصدد مقالته ( رسالة إلى السيد السفير ) والتي جاء في ديباجتها ( بعد ان صارت السفارة العراقية في السويد بيتا للعرافين....- ) متناسيا عشرات المقالات والفضائح التي سطرها عشرات من المثقفين والكتاب والمواطنين بصدد واقع عمل السفارة في ستوكهولم والتي لا تبعد عن بيتي سوى 20 دقيقة في السيارة ويوميا أسمع وبشكل مباشر من ناس لديهم مشاكل مع سفارة الأخ زيباري مما يجعلني متيقنا انك تنتمي إلى ثقافة خطيرة سداها المديح الفج وهذا لا يليق بك كونك تقدم نفسك كقاضي ورجل قانون مما يجعلك دوما متعارضا مع الحقيقة وباحثا عن مغانم إرضاء هذا الحزب أو هذا الزعيم وبالتالي ستجعل من ضرورة حضور السؤال الجاد عن فحوى مقالاتك ورسائلك الشخصية التي فيها محاولة تعظيم ليس لها سند مناسب لشخصك الكريم عبر مخاطبة قادة سياسيين وهي طريقة مستدحثة ( عراقيا ) درج عليها البعض، معترفا لك أن البعض نجح في الحصول على سفرات إلى السليمانية ولندن ووو..وكم بطاقة سفر وحتى عضو برلمان ولكن تناسى أن الخسارة الكبيرة هي السقوط لكل متملق بعيون الآلاف بل الملايين من العراقيين...تلك خسارة لا تعوض لكل من يعتقد اننا شعب أبله وغبي..!! دعوة لكل مثقف عراقي بضرورة تفعيل وتشديد واجب التضامن العاجل مع كمال سيد قادر بكل الوسائل الممكنة...! الحرية للكاتب كمال سيد قادر والانتصار لقضيته العادلة...!
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |