|
التباكي لتشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية
شوقي العيسى
لا شك ولاريب في أن العرس الحقيقي في أنتصار إرادة الشعب العراقي بيوم الإنتخابات سجّل رقماً عالمياً ضمن محافل الدول المتقدمة من الناحية الفعلية والعملية بأمتلاك الشعب العراقي روح الديمقراطية وروح الأداء الإنتخابي وهذا إن دل على شيء فأنما يدل على المعرفة الحقيقية التي يعرفها ويفهمها العراقي ومدى الحرص الكبير على الأداء الفاخر بما يملكة تجاه البلد ومعرفته أيضاً بالمخاطر التي تواجه العراق من الناحية الدولية والإقليمية فلم يقف مكتوف اليد إزاء التحديات التي تواجه العراق فأنطلقت جحافل الناخبين في 15 / كانون الأول /2005 لتعانق صناديق الإقتراع ملبين نداء الوطن والضمير اليقظ في الأنسان العراقي..... وبعد المشهد الرائع الذي أفرزته صناديق الإقتراع والإحتفال الكبير وبعد ظهور النتائج الجزئية للأنتخابات والتي أفرزت قائمة الإئتلاف العراقي الموحد دور الصداره في هذا المشهد وبتفوّق كبير عن مثيلاتها من القوائم والكيانات السياسية وهذا مايتيح لهذه القائمة أن تشكّل الحكومة العراقية الجديدة حتى تعالت الأصوات والنداءات بالتداعي بتزوير الإنتخابات وهذا حق طبيعي تمتلكه القوائم الخاسرة ولو أن هذه الصفة لا تعبّر عن مدلولاتها فالخاسر الحقيقي في العملية السياسية هو من لم يشارك فيها وليس من شارك وحصل على أصوات قليلة....... وفي زحمة هذه التجاذبات السياسية بين الكتل التي أفرزتها الإنتخابات خرجت الأصوات الداعية الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كل مكونات الطيف العراقي وهذا بحد ذاته من الأطروحات الجميلة المنمقة التي أستخدمت في عالمنا اليوم عالم الديمقراطية الحديثة في العراق فلو ألقينا نظرة سريعة على التوافق (( ماهو وماهيته ومدلولاته )) فالتوافق يعني أن تصل نقطة الخلاف الى حل أوسط الحلول المدروجة في جدول الساحة يعني أن تتنازل لي وأتنازل لك حتى نصل الى نقطة نستطيع من خلالها الأنطلاق لمسيرتنا ولو طبقنا هذا المفهوم على واقع العراق فسوف نرى أن الإئتلاف العراقي الموحد قد حصد أغلبية المقاعد في مجلس النواب وهناك فارق كبير بينه وبين التكتلات الباقية فعندما ندخل مفهوم التوافق على هذه الحالة سوف نرى أن على الإئتلاف العراقي الموحد التنازل على أحقيته وأحقيته تتمثل في تشكيل الحكومة التي هو يراها وهذا حق طبيعي للفائز لهذه الإنتخابات وتشكيل حكومة متمثلة من كافة الكيانات السياسية فأين التوافق بهذه القضية من الطرف الآخر الذي يواجه الإئتلاف العراقي الموحد؟؟؟؟ حتى نعرف ماهي التنازلات والحلول الوسطى التي قدمها هذا فيما إذا أغفلنا أسماعنا عن رأي الشارع العراقي ذو الأغلبية التي شاركت بالإنتخابات ماهو رأيه....... فهل التباكي على وحدة العراق حس وطني؟؟؟؟؟ هذا السؤال أوجهه الى كل القادة السياسيين في العراق وهل تشكيل حكومة تمثل كل الطوائف بمحاصصات ضاربين الشارع العراقي بعرض الجدار هو مصلحة وطنية؟؟؟؟؟؟ ومن هو الذي لديه القدرة في العراق على قول الفصل العراقيين أم جهات خارجية؟؟؟؟؟ وهل هناك إستقطاب لرأي الشارع العراقي بمايجري تحت الكواليس أو تحت سقيفة ما؟؟؟؟ وهل تحكيم أبو موسى الأشعري في هذه المسألة من مصلحة العراق ؟؟؟؟؟؟ بأعتقادي أن كل هذه التداعيات والتي أثيرت بشأن تزوير الإنتخابات ومنها الدعوات الى تشكيل حكومة وحدة وطنية كلها جاءت لتسحب من الإئتلاف العراقي الموحد حقيبتي الدفاع والداخلية لأنهما العصب الحقيقي للدولة وتجريد الإئتلاف من هذين الوزارتين خصوصاً وهذا الأمر يشجعه الجانب الأمريكي ويدعو له..... أما مسألة تشكيل حكومة وحدة وطنية فهذا أيضاً طرح أمريكي بحت لأن أمريكا حال دخولها للعراق أرادت تشكيل مثل هكذا حكومة تمثل كل الطوائف حسب محاصصات حتى يقنع الجميع بما لديهم ولكن المفاجئة الكبرى التي غيرت هذا كله هو طرح مشروع الإنتخابات من قبل المرجعية الدينية الشيعية المتمثلة بالسيد علي السيستاني هذا المشروع الذي أربك حتى المخططات الأمريكية في العراقي وقلب موازين السياسة الى تحكيم الشارع العراق فكان الشارع العراقي هو الفيصل بكل شيء وحتى لا تنشأ بعد ذلك دكتاتوريات تقمع الشعب العراقي فأصبح الشعب هو الرقيب وفوق كل شخصية سياسية....... فيجب إحترام إرادة الشعب العراقي والعمل بالإستحقاقات الإنتخابية وكل من لدية طرح آخر فليكن خارج نطاق إرادة الشعب العراقي ومن هذا المنطلق أدعو كافة الأطراف السياسية المتجاذبة بعدم التباكي بدموع التماسيح على وحدة العراق وتباكوا على مظلومية الشعب العراقي والكيفية والسبل لأنقاذ الشعب العراقي من أطماعكم القاتلة التي لا تفكر بهذا الشعب وتفكرون فقط بالمناصب التي ستؤول الية مسؤولياتكم فكونوا للشعب العراقي كما وقف لكم ....
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |