أين الديموقراطية ..؟ تضامنا مع سجين الفكر والرأي د. كمال سيد قادر

 

هادي فريد التكريتي

hadifarid@maktoob.com

ليست الديموقراطية كلمات نلوكها، أو شعارات، قومية، كاذبة نختبئ وراءها، ولن تكون مقاسات نفصلها، وفق أهواء هذا الحاكم أو ذاك، إنما هي إيمان بقدسية الكلمة، الحرة والنزيهة، الهادفة لتغيير واقع فاسد، يقولها المثقف الحر، المتجرد من موالاة السلطة، وغير الطامع فيها بمنصب أو مال . لهذا المثقف كل الحرية أن يبدي رأيه في بناء دولته وخدمة شعبه وفق رؤاه، وله الحق الكامل والمطلق أن ينتقد ما يراه من ممارسات خاطئة تمارسها سلطة أو حاكم، تؤثر سلبا على حياة المواطن وحريته، وتحد من آفاق تقدم وتطور شعبه . أي انتهاك لحرية الكاتب المثقف، المنزه عن القصد والغرض السيئ، هو انتهاك لمعايير الحرية التي ننشدها، وسخرية بالمبادئ الديموقراطية التي نتوق لترسيخها في مجتمعاتنا، مثل هذه الأساليب، تجب مقاومتها، إدانتها، والوقوف ضدها، بكل حزم، دون مداهنة أو تزلف للحاكم وسلطته، مهما كان وأينما تواجد، فما هو حاصل للكاتب والمثقف الدكتور كمال السيد قادر، يتنافى مع القيم الديموقراطية التي تدعيها السلطة الكردستانية في أربيل، فليس هناك من مبرر للحكم عليه، سوى قلمه ورأيه، الذي وظفه لخدمة شعبه وفق ما يراه كمثقف، سواء أكان هذا يتوافق مع رغبة الحاكم أم يناهضها، وإلا أين هي الديموقراطية، إن لم تكن في الرأي الآخر، نتقبله ونناقشه، إن كنا لا نشعل الشموع إلا للحكام والحوشية المتزلفين، فلن نكون قد اتعظنا بالحكم القومي الفاشي، كما يعني أن الأوضاع في كوردستان قد تسير بذات النهج ..على كل الشرفاء الذين تعز عليهم الديموقراطية، والكلمة الحرة الشريفة، كما تعز عليهم نجاح التجربة الفدرالية \" الاتحادية \" في كوردستان أن يدينوا الحكم الصادر بحق هذا الكاتب والمثقف التقدمي، د. كمال سيد قادر، والمطالبة بإطلاق سراحه فورا، والاعتذار له ولعائلته، مع التعويض على ما أصابهم من ضرر، أما المناشدة بالعفو، والإحسان لمن أساء، الصادرة من بعض الكتاب، فما هي إلا التماهي مع العسف الواقع على المثقف وتكميم فمه وكسر قلمه، وإرغامه على تسخير هذا القلم باتجاه منافي لحرية الرأي والمعتقد، وللديموقراطية وحقوق الإنسان، فالحكم بسجن مثقف كل \" جريمته \" رأي وفكر لا يرضى عنه الحاكم، يعتبر أمرا مناهضا للديموقراطية وحرية الرأي، يجب أن يتوقف حالا، وعلى كل المثقفين إدانته تضامنا مع الدكتور كمال سيد قادر ..!

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com