|
الفرق بين الاحزاب الشيعية العراقية وتلك السنية صاحب مهدي الطاهر / هولندا
الحزب هو مجموعة من الاشخاص اجتمعت على عنصر دنيوي او ديني او كلاهما معا بتاثير فكري او عاطفي او بكلاهما معا ،وقد تتباين مواقف ورؤى الاحزاب تبعا لخلفياتها التاسيسية فمنها ما هو قومي ومنها الديني واللبرالي...الخ الا ان الحزب وفق الرؤية السياسية وهي الاطار الاوحد الذي يجب ان يتحرك بداخله اي حزب يجب ان يكون ملبي ومنسجم تماما مع المبدا الاساسي الذي لاجله انشئ هذا الحزب او ذاك وهو خدمة الوطن والمواطن وبعبارة اخرى اكثر تفصيلا يجب ان تنخرط كل الاحزاب لمواجهة اي خطر يحدق بالوطن والمواطن في وقت ما وان تتناسى خلافاتها السابقة الى ان تمر تلك المخاطر فالهدف الاساسي من تاسيس الاحزاب هو ايجاد مبدا التنافس الايجابي في كيفية توفير متطلبات المواطن الذي هو الحاكم الذي بوسعه ان يقرر خلع او تثبيت هذا الحزب او ذاك في ادراة دفة الحكم في البلاد وفق منظور البناء وليس الهدم .الاحزاب الشيعية الاسلامية العراقية بطيفها الاعم قد تخطت واختزلت المراحل الزمنية التي كان يجب عليها ان تمر بها لغرض تاهيلها لحكم البلاد وقد اثبتت هذه الاحزاب خلال الفترة القصيرة المنصرمة على انها اكثر اتساعا من حيث الرؤى والافكار والانفتاح على الاخرين من الاحزاب السنية العراقية والسبب الرئيس في هذا الاختلاف الشاسع هو ان الاحزاب الشيعية قد استفادت بشكل كبير من تجارب الاخرين وتفاعلها المعنوي والحسي والتنظيمي ابان وجودها الطويل خارج العراق بينما ظلت الاطياف السنية حبيسة لمفاهيم دكتاتورية عقيمة محورها الاساسي هو الشعارات الفارغة التي لا تسمن ولا تغني من جوع اذ كانت معينها الاول التي تنهل منه هو حزب البعث الفاشي الشوفيني القومي المتهرا ومن استطاع ان يذهب ابعد من ذلك في تفكيره فهو لم يستطع في ابعد تقدير ان يتجاوز اكذوبة الامة العربية وقوميتها الصداة .ان الاختلاف في الطروحات والرؤى والمواقف بين الاحزاب الشيعية الاسلامية وتلك السنية هو من البعد بحيث يصعب معه في هذه الفترة من تقريبها حتى يمر عليها فترات زمنية طويلة تسطيع الاحزاب السنية خلالها من ان تستفيد من تجارب الاخرين عبر الانفتاح وتقبل الراي الاخر ومعرفة الهدف الاساس الذي من اجله انشات الاحزاب السياسية .ان مقارنة موضوعية عابرة بين حزبين كبيرين اسلاميين شعيين وهما حزب الدعوة وحزب المجلس الاعلى وبين حزبين كبيرين اسلاميين سنيين هما الحزب الاسلامي وحزب هيئة علماء المسلمين يعطي صورة واضحة لمدى الاختلاف ،فالحزبان الشيعيان الدعوة والمجلس قد رفضا مطلقا استخدام القوة ضد القوات المتعدة الجنسيات اذ استطاع قادة هذه الاحزاب من ايجاد مقاربة واقعية منطقية بين هذه القوات والقوات التي حررت المانيا واليابان ومقارنة هذين البلدين بالوضع العراقي الحالي وما كانتا عليه قبل تحريرهما من الدكتاورية والفاشية وما وصلتا له الان من تطور ورقي وتقدم في شتى المجالات ،بينما اتخذت الاحزاب السنية ( الهيئة والاسلامي )خطا مخالفا تماما فشجعتا العنف والقتل وهدر للاموال وللانفس العراقية بدعوى التحرير والمقاومة كذلك لقد تبنت الاحزاب الشيعية في خطابها العام النهج الوطني وليس الطائفي ودعت اكثر من مرة الى ضرورة ان تجتمع كل القوى العراقية الى المساهمة في بناء العراق بكل اطيافها ونحلها وان تشترك كل اطياف الشعب العراقي في العملية السياسية بغض النظر عن المذهب او القومية بينما رفضت الاحزاب السنية هذا التوجه العقلاني فطالبت واصرت على ان السنة هم الاكثرية وهم لهم الحق المطلق بقيادة العراق بحجة الموروث القيادي الطويل الذي ورثوه منذ زمن طويل وان على الجميع ان يقبل بهذا الاستحقاق المتخلف.كذلك فان الاحزاب الشيعية رفعت شعار ان العراق اولا وكل ما عداه ياتي في المراتب الاخرى بينما رفعت الاحزاب السنية شعار الامة العربية اولا فراحت تتامر على العراق الجديد ووضعت كل امكانياتها تحت يد قوى خارجية عراقية عربية فاصبحت العوبة بيد المخابرات السورية والاردنية وغيرهما وفق منظور بعثي قديم يعتبر ان الوصول الى السلطة هي غاية وهدف وان كل الاساليب مشرعنه بغض النظر عن كونها شريفة او غير شريفة.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |