|
ما أحوجنا لفكر الأمام علي(ع) والعراق بصدد تشكيل حكومة جديدة
المهندس صارم الفيلي كل مدرس يضيف الى طلابه معلومات جديدة، وكل مدرسة فكرية تعطي لأتباعها ثقافة جديدة، لكن قليل منها ما تعطي أسلوبا في التفكير ومقاييس للقيم جديدة، تحل محل القديم منها. أن الأسلام كدين يحمل بعدا فكريا بطبيعة الحال. وفي بداية الدعوة بدل أساليب التفكير ومنظومة القيم التي كانت، ومازالت عند الكثيرين ولحين قيام قائم أهل البيت(عج). بأساليب ومنظومات جديدة. فأصبحت التقوى في قمة المعايير. بينما هبطت معايير أخرى الى مستويات تقترب من الصفر، أسلاميا، مثل الدم والعنصر. ومن القيم الأسلامية الأصيلة هي العلاقة المتوازنة بين منظومة الحكم والشعب القائمة على اسس لو أتيحت لها الظروف لتطبق، لكانت هي الكفيلة بالأرتقاء المطلوب بالوضع الأقتصادي والأداري في بلدنا العراق، رغم ما نحتاجه من عمل مضني وجهد دؤوب، على قاعدة الرغبة الحقيقية المفتقرة الى الصبر وطول الأناة، كل ذلك في أطر قوانين ونظم حاضنة ومشجعة، يتم وضعها بالتعاون والمشاركة بين الجميع، دولة ومنظومة حكم ومؤسسات المجتمع المدني المتنوعة، لا أن تكون قاصرة منفرة يضعها من هم في أبراجهم العالية،ليفاجئوا الشعب، وبالخصوص أغلبيته المحرومة، بها وبضرورة تطبيقها، رغم ضررها الواضح عليهم. وهنا ونحن في هذا المنعطف الحرج من تاريخ العراق بحاجة الى قادة متميزين في المستويات المختلفة، ليحققوا الموازنة المطلوبة بين ماهو تشريعي ورقابي وما هو خدمي وشعبي. لنبتعد عن القرارات الأرتجالية والتي لا يكفي حسن النية فقط لتبريرها والأفلات من مسؤولية آثارها السلبية. لنكون بمنأى عن حاجتنا لعلاجات متأخرة لأزالة الآثار الجانبية المترتبة عليها. حقا نحن بحاجة الى بروز أشخاص متميزين بقرائتهم ووعيهم لمتطلبات المرحلة، ليوظفوا ما هو ذاتي بشكل تناغم وطبيعة واتجاه الحركة المجتمعية، ليتجاوزوا بواقعهم المجمل الكلي للصيرورة الأجتماعية. معجلين من عملية ألتغيير، وموظفين الناتج النهائي لما وصلوا أليه بأتجاه تحفيز أشد وديمومة أطول للحركة العامة. وهنا تكون الأنوار العلوية كاشفة لطبيعة ومواصفات القيادة. ومتى تكون واجبة أو مضرة. يقول الأمام علي(ع)،مخاطبا أبن عباس :"ترى إلى هذه النعل؟ قال: بلى. قال: أنها أحب ألي من أمرتكم ألا أن أقيم حقا أو أدفع باطلاً", لا قيمة للأمرة عندي, أنها تثقلني, ولكن هذه النعل تحمي قدمي من برد الشتاء ومن حرارة الصيف, وأنما قبلت الأمرة لأنها الوسيلة التي تجعلني أقيم الحق الذي فرضه الله سبحانه وتعالى, وأزهق الباطل الذي رفضه الله. ويقول الأمام علي (ع) في موضع آخر :" فقد جعل الله لي عليكم حقّاً بولاية أمركم، ولكم عليّ من الحق مثل الذي لي عليكم، فالحق أوسع الأشياء في التواصف وأضيقها في التناصف، لا يجري لأحد إلاّ جرى عليه ، ولا يجري عليه إلاّ جرى له ). فلا تكلّموني بما تكلّم به الجبابرة ، ولا تتحفّظوا منّي بما يتحفّظ عند أهل البادرة ، ولا تخالطوني بالمصانعة ، ولا تظنّوا بي استثقالاً في حق قيل لي ، ولا التماس إعظام لنفسي ، فإنّه من استثقل الحق أن يقال له ، أو العدل أن يعرض عليه ، كان العمل بهما أثقل عليه ، فلا تكفّوا عن مقالة بحق أو مشورة بعدل ). هذه هي مسؤولية القيادة وعلاقتها بالقاعدة، تلك العلاقة القائمة على العدل، كقيمة عليا لها ثقلها وثمنها في الفكر والوجدان والسلوك. ونكتفي الآن بهذا
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |