بين تصريحات القاعده ومحاكمة الدكتاتور, كيف كان اجدادنا يعالجون الصراصر ؟
علاء محمد قاسم العلي / امستردام
alaadin36@hotmail.com
عندما ننظر في بحثنا عن الحقيقه من زاويه معينه علينا ان لا نعتقد اعتقاداً ملزماً للتزمت بأنها الزاويه الصحيحه والوحيده لأن ذلك يولد التشدد ومن ثم التطرف الفكري المؤدي الى مرض اليأس المعروف النتائج! هذا اذا ما عرفنا ان التطرف مطلب عالمي !
وعندما ننظر من زاويه اخرى سنكتشف امور جديده وصوره اخرى للحقيقه يمكن الأعتقاد بها ايضاً ونبدأ بعملية الأنفتاح الفكري المؤدي الى الأعتدال , والأعتدال يعني الوقوف في الوسط , اي ان تتوسط الجميع في نقطه بمركز مشع .
وهذه السطور هي رؤيا لزاويه من زوايا الحقيقه ( حسب ما اعتقد) , حقيقة الواقع العراقي الراهن .
فلعبة السياسه العالميه ليست لعبة اطفال ولا لعبة كومبيوتر ولا فلم هندي , انها واقع مسيّر تديره’ أيادي عالميه من منظور واحد هو منظور الدول العظمى والدول الناميه .
فمن السخف ان نؤمن بان دولً صغيرة الحجم والقيمه ترتع بالدكتاتوريه ( بأسم الديمقراطيه واحترام حقوق الأنسان ) تؤسس فضائيات صريحه اكثر من اللازم باعلانها بيانات مجاهدي القاعده مدعيةً حصولها على المعلومات عن طريق الأنترنت او استلامها كاسيتات فيديو من مجهول !! بل وتطلق وبكل وقاحه ودونما حياء على قتلة العصر وأعتى مجرمي التأريخ الدموي العراقي اسم المقاومه العراقيه ! فكيف لهذه الدويلات الغير مرئيه ان تتبجح بفضائيات مرئيه ودونما خجل من احد اذا لم تكن هيَ وغيرها ذيولاً للّعبه العالميه خصوصاً اذا ما لاحظنا ارسالها وزير سابق للمشاركه في مؤتمر الدفاع عن حقوق الصراصر!!(وكأنه’ تحول وبقدرة قادر من وزير عدل سابق الى عضو في منظمات الرفق بالحيوان) .وسأختصر رؤيتي المحدوده لهذه اللعبه ..
عندما استشعر الشارع العراقي حجم الأهانه الأمريكيه ( بأعلان الولايات المتحده الأمريكيه تحريرها المزعوم للعراق بالأحتلال ) انفجرت الجماهير المحتقنه من اكاذيب السياسه وقمع الدكتاتوريات واعلنت القيادات وبكل صورها وأشكالها الدينيه والسياسيه والمستقله رفضها الصريح للأحتلال وأخذت المقاومه ( كما تستحق ان نسميها ) اشكال متعدده , ابتداءً من من الرفض والاستهجان السياسي والمضاهرات السلميه الى المقاومه المسلحه والتي مثلتها قوى وتيارات متعدده كان ابرزها تياراً أعلن عن نفسه وبكل وضوح .
فقد اعلن هذاالتيار وبكل صراحه ( ودون اللجؤ الى تكوين تجمعات وحركات سريه مسلحه مجهولة القيادات والمواقع ) اعلن انه قائد للمقاومه المسلحه ضد الأحتلال ( متى ما اقتضت الضروره حمل السلاح ) !
وقد افرز هذا التيار قيادات جديده لها القدره على اختراق الحواجز وتصدر الواجهة السياسيه للمسرح العراقي.
واثبتت هذه القيادات المقاومه للاحتلال تقديم المصلحه الوطنيه الأكبر والتي يحارب من اجلها هؤلاء وبصدق على المصلحه العقائديه الخاصه بهم فأتجهوا الى طاولة المفاوضات السياسيه للمطالبه بدور اكثر فاعليه بمستقبل العراق السياسي ومن مواقع قوه لا مواقع ضعف .
اما من تطلق عليهم الفضائيات ( المأجوره والمسيسه عالمياً ) لقب المقاومه العراقيه المسلحه! والذين استباحوا الدماء العراقيه بتفجير البغال المفخخه . و بالمقارنه مع المقاومه الفعليه نجد ان هناك تناقضات قاتله و مفضوحه ,وعلى سبيل المثال لا الحصر هذا التصريح للفضائيه ( مقتل جندي امريكي على يد المقاومه العراقيه )..وبنفس التوقيت ( تعلن منظمة القاعده في العراق مسؤليتها عن مقتل نفس الجندي وعلى نفس الفضائيه ) !!! كيف لنا ان نفسر ذلك ؟ بل كيف نفسر قتل وذبح الشعب العراقي وعلى يد المقاومه العراقيه التي تقاتل الأحتلال ؟
ولكي نفهم وجهة الربط بين هذه وتلك نجد مواقف بعض الجماعات ( ممن تدعي تهميشها سياسياً ) تتخذ العمليات الأرهابيه طريقةً مثاليه ! لحل ما تسميه مشاكل التهميش بل ويتخذون مواقف مخجله بل مخزيه . فبدأً كانوا يباركون علناً العمليات الأنتحاريه (الأستشهاديه كما يسموها ! ) ..ثم استنكرو وبخبث عمليات قتل المدنيين وباركوا قتل رجال الشرطه العراقيه والجيش .. ثم استنكروا وبخبث اكبر قتل الشرطه العراقيه !! ونفهم الخبث عندما نعلم ان العمليات الأنتحاريه الأجراميه لم تتوقف !!
الا يعني ذلك ان هؤلاء هم اقطاب زعامة منظمة القاعده في العراق , يتحركوا تحت مسمى المقاومه العراقيه ؟؟ اليست تلك الأقطاب القاعديه في العراق اليوم هيَ نَفس الأقطاب البعثيه التي كانت تقمعنا بالأمس ؟ والتي تبكي ليل نهار قائدها وباني مجدها ورمز عزتها الدموي المجرم(صرصور الأقفاص) ؟
وبتذاكي اصبح مملاً لكثرة اشتراره عمدَ كتاب سيناريو السياسه العالميه الى ادخال محاكمه غريبه من نوعها وفرضها على واجهة الأحداث لأبقاء الساحه العراقيه في حالة انقسام وانفلات وانتقام مستمر .
حفنه من الصراصر توضع وبكل احترام في قفص العداله وتبدأ المهزله , سب وشتم وبصق وتطاول وتهديدات اما قمة الأستهتار فهو رفض احد السجناء المدللين( والذي كان يقطع الألسن والأيدي والأرجل ويحرق ويشوي ويدفن الأحياء وبالجمله , وكثيرة هي ويلاتنا من هذا الأمعه ودون اي شكل من اشكال المحاكمات اصلاً ) رفضه’ المعلن والمستهتر قولاً و فعلاً لحضور جلسة المحاكمه !! وتنشط ( المقاومه العراقيه _البعثيه_الأرهابيه_الزرقاويه_...._ المسلحه !) اختطافاً وقتلاً انتقاماً لصراصر الأقفاص !
وكما عودتنا السيناريوهات الهوليوديه والتي تعطي لأفلامها اقوى عوامل الشد والتشويق ولغرض اشعال الشارع العربي المتخلف ( والمتأثر جداً بالماضي المضلم لأبطال التطرف الأسلامي )والذي يتابع وبفخر محكمة الصراصر ( وكي يتم ارسال اعداد اكبر من جراثيم التطرف للجسد العراقي) فقد عمدوا الى تقليد خارجي* قديم ومدروس وهوَ لعبة رفع المصاحف خصوصاً في العصر الحديث لصراصير السجون المتطرفه .
ولأن الجميع يعلم ان معامل الجراثيم العالميه هي المسؤل الأول عن صراصر الأقفاص و جراثيم التطرف والأرهاب العالمي ودعم الفضائيات المروجه لمنتوجاتها. فسأدون ملاحظتي لمأخذي الوحيد على المحاكمه .
هو اننا في العراق شعب يعتز بعاداته وتقاليده اشد الأعتزاز ,( ومحاكمة الصراصر بدعه وكل بدعه ضلاله واهل الضلالة بالنار )..وان احد اقدم هذه العادات العراقيه طريقة بدائية خاصة يعرفها كل العراقيين لمعالجة الصراصر..)خصوصاً حملة النعل من الاوزان الثقيله..( تكفى العراقيين شر المحاكمه .
*ملاحظه لمن لا يمتلك خلفية عن التأريخ الأسلامي/ التقليد الخارجي هو تقليد سارت عليه اول الحركات الأسلاميه المتطرفه والتي خرجت عن الجميع وسميت بالخوارج في خلافة علي بن ابي طالب عندما رفعوا المصاحف وصارت سنة لجميع المتطرفين في عصرنا الحديث وخصوصاً القابعين وراء القضبان .
العودة الى الصفحة الرئيسية