|
المصير القادم للكيانات السياسية العراقية
شوقي العيسى
أتجه العراق ضمن مراحل التقدم السياسي الى جملة من التغيرات الفنية خصوصاً بعد أن تمكن العراقيون من فهم اللعبة السياسية ودرس محتويات المرحلة القادمة وماتؤول اليه ووضع صيّغ للتحالفات والكيانات السياسية لرسم سياسة عامة وخطوط عريضة للعراق الجديد الذي تحرر من أغلال وقيود الدكتاتورية في زمن صدام وزمن البعث الفاشي ..... فكانت الرؤية الموضوعية لعامة للسياسيـين أو ممن يرى في نفسة القدرة على اللعب بهذا المطبخ السياسي فعليه التجربة خصوصاً أن كافة قيود دكتاتوية صدام قد رحلت وحل محلها مفهوم الديمقراطية فما كان من جميع الفئات والأحزاب أن تسارع في تدارك الأمر والدخول في عمق العملية السياسية وفهم برمجتها ، فتكونت كثير من كيانات أفرزتها المرحلة الحرجة التي مر بها العراق قبل البدء بالإنتخابات الأولى في 31 / كانون الثاني /2005 ولحرص هذه الفئات في الدخول بأول تجربة يشهدها العراق أتجهت بتشيل تكتلات وكيانات سياسية بغية الحصول على مكاسب سياسية قد ترى هذه الكيانات أنها تسد أو تقف حائلاً مما يمكن أن يجر العراق الى دكتاتورية ثانية في العراق وهذا حق مشروع لكل من يفكر في حل أزمة العراق ولكن هناك ثوابت ومباديء لكل كيان سياسي يطرح نفسه للساحة السياسية في العراق وهذه الثوابت يجب أن يقبلها الشارع العراقي الذي هو المصدر الوحيد لسباق هذه الكيانات فيجب أن يكون لها تأريخ سياسي مشرّف على الساحة العراقية وخصوصاً في مقارعة الطاغية هذا بأقل تقدير..... فقد تسارعت الكثير من الشخصيات في العراق على إدراج أسماءهم في كيانات سياسية للدخول في اللعبة السياسية الجديدة لتجرب حظها كما يقولون ولعلها تنجح في تمنياتها ولكن الواقع الحقيقي لمشهد العراق يتجة الى تصانيف عدة وهذا ماأفرزته الإنتخابات الماضية والحالية التي أجريت في 15 /كانون الأول من نفس السنة 2005 فالعراق يحوي طيف متعدد الأطراف السنة والشيعة والأكراد هذه التكتلات الثلاث التي تملك الحجم الكبير في العراق إضافة الى نسيج المسيحيين واليزيدية والتركمان والصابئة وغيرهم من أطياف وتنوع هذا الخليط الذي يؤوي العراقيـين كافة.. فلابد أن نملك الحقيقة أولاً وهي التنوع والإختلاط ثم نأتي لنرى مَنْ مِنَ الكيانات السياسية سوف ينجح أو يفشل فهذا الواقع لايمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال فنرى التحاف الكردستاني الذي قارع نظام الدكتاتورية وناضل من أجل الحصول على حقوقه سيبقى هذا الكيان قائماً وأما الإئتلاف العراقي الموحد المتمثل بالشيعة والذين قارعوا ليس فقط نظام دكتاتورية صدام ولكن حتى الدكتاتوريات التي سبقت صدام وعانوا ماعانوا فكيف لا يبقى هذا الإئتلاف قائماً ويحصد أغلبية الأصوات لأنه وبأقل التقادير أن شيعة العراق نسبتها 60% من سكان العراق وهذه النسبة الأغلبية ، أما التحالف الآخر فهو جبهة التوافق المتمثلة بالسنة فهنا لابد من الإشاره على أن السنة في العراق وبعد أن همشوا أنفسهم في الإنتخابات الماضية وعدم دخولهم في العملية السياسية فقد أحسوا بالغبن الذي لازمهم طيلة الفترة المنصرمة فقرروا دخول المطبخ السياسي من خلال جبهة التوافق وبما أن هذه الجبهه لها عمق حقيقي في الشارع السني في العراق فسوف تكون باقية وقائمة ... إذن فلدينا ثلاث أتجاهات سوف يشهدها الشارع العراقي من الكيانات السياسية وأما باقي الأحزاب والكيانات الصغيرة التي أفرزتها الحالة العراقية فسوف تتلاشى تباعاً في الأنتخابات القادمة ، ولكن بقي شيء مهم هو الأقليات الموجوده في العراق كالآشورية والكلدانية والتركمانية واليزيدية والصابئة وغيرهم فأعتقد أنهم سوف ينضوون تحت لواء أحدى القوائم الثلاث ويكون تمثيلهم من خلال الكيانات الكبرى وبهذا يتم شمل كافة العراقيـين في اللعبة السياسية....
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |