|
حالما وقع نظر الشهداء علي صرخوا بحرقة ولوعة .. يا أبا دا...وود وداد فاخر* / النمسا
غبت تقريبا عن الوعي وأنا أطالع الآنسة ( مرام ) بلحمها ، وشحمها , ودمها وهي تتمايل مزهوة بقدها الأسمر الكريه عارية كما خلقها الله رغم محاولة ( المناضل ) صالح المطلك ( سركال ) علاوي والجمع ( المؤمن ) من ( مناضلي ) البعث ستر عورتها التي كشفها متعمدا ( الصديق ) الأمريكي . وقد فاتني أن اشرح معنى كلمة ( سركال ) الأعجمية خوفي من ( الإخوة ) العرب أن يزعلوا مني ، كوني ( شعوبي ) كما أطلق علي محرر ركن المقالات في ( إيلاف)، لأنني تجرأت ووصفت الأمة العربية بالمتخلفة وعودتها للجاهلية الأولى كما كانت ،متخلفة وجاهلة ، و ( أعجمي ) و ( صفوي ) و( مجوسي ) كما أطلق علي بعض ( فرسان البعث ) ، وشخصت ذلك تقارير مخابرات البعث في جزيرة فيلكا الكويتية يوم طلب منهم قنصل البعث ( البطل ) في الكويت ( ناظم حمزة الجبوري ) أن يشخصوا عدوا للبعث مثلي فكتب احدهم بـ ( ذكاء حاد ) لا يرقى له شك ( عدو وحاقد على الحزب والثورة ، ومن أقطاب حزب الدعوة ورجال خميني ) ، ليجن وقتها جنون القنصل ( البطل ) وينادي ( بالويل والثبور وعظائم الأمور ) ، فكيف سول لـ ( حاقد على الحزب والثورة ) أن يعيش فيما بيننا طوال هذه المدة الطويلة من الزمن ، وفي زمن ( قائد الأمة العربية ) ؟!! . وعودة لكلمة ( سركال) الأعجمية ( أعاذكم الله ) من كلمات العجم والأعاجم – وبضمن الأعاجم الكورد ( الخونة ) – فهي مؤلفة من قسمين فالقسم الأول وهي كلمة ( سر ) وتعني بالعربية ( الرأس ) ، والقسم الآخر ( كار ) أي ( العمل ) وقد حورها العراقيون من دون أن يعلموا أن هناك حزب ( قومي عربي ) للكشر سوف يحكم العراق في زمن تعيس ، فصارت ( سركال ) . أي مسؤول العمل ، أو المراقب كما نطلق عليه في العربية . وهذا ( السركال ) يحاول دائما أن ( يجنب ) الأمة العربية ( حماها الله ) من شر أعدائها الذين يتحدثون دائما بكلمات غير ( حضارية ) ، ويتكلمون كلمات أعجمية كانت تثير ( قرف )( قائدهم الرمز ) الذي هاج وماج ( حفظه الله ورعاه ) عندما استمع لكلمة ( بسته ) العراقية التي تستعمل في الغناء ، لكن غاب عن ذهنه ( حماه الله ) عندما تلفظ في المحكمة الجنائية بكلمة ( طز ) التركية بقصد اللامبالاة ، بينما هي كلمة تركية محورة من كلمة ( دز ) التي تعني الملح بالتركية ، وقلبها البعض إلى ( طز ) لأنها تتلفظ ( طز ) أصلا . وحكايتها إن العرب أيام العهد العثماني العنصري الظالم كشبيهه العهد البعثي كان يفرض ضرائب كبيرة على المواد الغذائية خاصة القمح ، فكان العرب يحتالون بذلك ولعدم مصادرة موؤنتهم من قبل الجندرمة الأتراك القساة من جامعي الضرائب فيقولون عند السؤال عن محتويات مؤونتهم هذا ملح ، فيصرخ الجندي العثماني بكاتب الضريبة الذي يقف جنبه : طز .. طز ، ليسجل الآخر في سجله كلمة ملح . وبالعودة سريعا للآنسة ( المبجلة مرام ) فقد ساءني رؤيتها على تلك الحالة ، فشرد ذهني بعيدا وطفت ذاهلا وأنا أدور بين المقابر الجماعية على غير هدىً ، بينما عيون الشهداء من ساكني المقابر الجماعية تحدق بي مستفسرة بذهول عما حصل ، ولاني لا املك جوابا عن ظهورها المفاجيء ، فقد كنت أحاول أن اهرب من نظرات الشهداء والصديقين ممن اعرفهم ، أو ممن لم التقي بهم يوما ما . وسرت حثيثا علي أجد في هروبي اللامعقول وسيلة للخلاص من نظراتهم التي ظلت معلقة بي منتظرة الرد على ظهور الآنسة ( مرام ) المفاجيء بملابسها العارية تماما والبعيدة عن الذوق العام والعادات والعرف والتقاليد العراقية . كونها خطبت في آن واحد من قبل أكثر من طرف واحد ،وتعلق بحبها شخصيات ورجال( وزلم ) عليهم العمل كما يقال . علما أنها كانت ولا تزال معشوقة ضابط بعثي قديم تأسلم لغرض أكل العيش وأزاح قائده الحزبي السابق وحل محله بفهلوة البعثيين ( النشامى ) . وتغازل من تحت لتحت قواد فرق وضباط بعثيين قدامى يقودون أعضاء حزبهم ( العتيد ) نحو ( النصر ) على ( مطامع ) الشيعة من ( الصفويين ) و ( الكورد الخونة ) ، ومحلل سياسي هرب للإمارات ملجأ قادة وإعلاميين ( الحزب المناضل )عند سقوط ( رمز الأمة العربية ) ، وعاد من جديد ( فارسا من فرسانها ) بعد أن عرف أن لا محل للعقاب والثواب في بلد المقابر الجماعية التي ساهم بكل قوته في بنائه زمن ( قائده الضرورة ) . وبعد كل هذا تبقى الآنسة ( مرام ) معشوقة ومحبوبة جميع من غازلها ومشى يتتبع خطواتها الرشيقة . وفجأة وقف أمامي خيال عامل بسيط لا زالت آثار السلاسل على معضديه ، وهموم الزمن ترتسم على وجهه ، وقد أقلقني صمته الذي مثل نوعا من الاحتجاج الصامت ، وركز عينيه الكليلتين على وجهي ، حاولت أن اخرج حرفا واحدا من بين شفتي فلم اقدر على ذلك . نظرت إليه مستعطفا ، فازداد غضبه قوة وصرامة ، ولم أجد من غضبته مخرجا فقررت المضي في مسيري لكنني لم اقوي على ذلك . التفت ورائي فشاهدت جمعا كبيرا من الشهداء والصديقين منذ بدء الخليقة لحد يومنا هذا وكانت جميع نظراتهم تتركز علي تطلب جوابا لظهور ( الآنسة مرام ) المفاجيء على مسرح السياسة العراقية . كنت محاصرا من كل الجهات والطرق لكن أحدا لم ينبس ببنة شفة . سكوتهم وحده أقلقني وأثار خوفي وتحرك جمع كبير عرفت من بينهم أبو ذر الغفاري و حمدان قرمط وحسين الاهوازي وعلي بن محمد قائد ثورة الزنج ، وحسين الرضي ، وجمال الحيدري وفيصل الحجاج ، وخالد احمد زكي وعبد علي لعيبي ومحمد باقر الصدر وعبد الزهرة عثمان وعقيلة الهاشمي ومحمد باقر الحكيم ، والعائلة بكامل أعضائها من أهل اللطيفية الذين راحوا ضحية تهديدات عشاق ومحبي ( الآنسة مرام ) بعد ظهور نتيجة الانتخابات ، وصف طويل لم أتبين وجوههم من الشهداء والصديقين نظروا إلي بحزن وألم كبيرين وصرخوا بصوت يحمل لوعة شهداء العالم من كل صوب وحدب : يا أبا داووووووووووووووووووود .
آخر المطاف : ادعى العفالقة من قتلة الشعب العراقي أنهم فاوضوا في المعتقل الشهيد حسين الرضي ( سلام عادل ) بعد نجاح انقلابهم الأمريكي الأسود يوم 8 شباط 1963 ، لكن كذب قيادات البعث الدموي كان مكشوفا فقد كان الشهيد سلام عادل صامدا بوجه كلاب البعث وذئابه الدموية يوم ذاك ولم يأبه لكل تهديداتهم وتعذيبهم لجسده الكريم . كذلك حصل نفس الشئ مع الشهيد العزيز محمد باقر الصدر عندما لم يكترث لما قام به سدنة البعث الدمويين وعلى رأسهم المجرم صدام حسين من تعذيب للشهيد الصدر وأخته العلوية بنت الهدى .
* شروكي من حملة حرف الشين المكعب ومن بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |