|
احذروا الافاعي في العراق الجديد افاعي سامة ملساء غيرت جلودها القديمة وعادت لتتسلل بخفة وسرعة ودهاء من الثقوب ومن الشبابيك وبعضها اختبا بجيوب غزلان السياسة وهواتها ليعود بقوة للواجهة من جديد. هل تغيرت الموازين ؟ اين العدالة ؟ القتلة والخونة وازلام البعث عادوا وبقوة للساحة وملأوا دوائر الدولة وتسللوا الى كل مفاصلها! هل هيئة اجتثاث البعث معطلة ؟ ام انها غير موجودة اصلا ؟ خلال جولة سريعة وفي وزارات مختلفة تطلبتها طبيعة عملي اصبت بخيبة امل شديدة وانا ارى نفس الوجوه الكالحة والافواه العفنة تجلس خلف الكراسي تامر وتنهي في الوقت الذي يشكوا فيه الكثيرين من الذين اعرفهم شخصيا من المفصولين سياسيا من البطء في عملية اعادة تعيينهم ! انا اطلب من كل شريف ان يقوم بجولة سريعة لا اكثر وانا واثق كل الثقة انه سيعود محطم المعنويات ويائس لربما حتى من رحمة الله . انا كنت ولازلت ضد التصفيات والفصل للبسطاء من الناس الذين انتموا للحزب اجباريا او لتمشية امورهم الوظيفية وبدون اي ايمان او اعتقاد بافكار البعث السادي وكنت مع ارجاعهم لوظائفهم الاعتيادية , و لكن ان يعود كبار البعثيين و لمراكز اقوى من مراكزهم السابقة قبل السقوط فهذا العجب! هل هذا تكريم لعبيد النظام المجرم والذين كانوا احد اهم اسباب بقاءه واستمرار تسلط سيفه الصدء على رقاب المظلومين؟ ام هي عقوبة لشرفاء العراقيين لرفضهم الانصياع والانتماء للبعث الكافر ومداهنة الطاغية ؟ قد يتسائل البعض كيف حدث هذا وهل العيون كانت مغمضة عنهم ام ان الرجال في العراق قلت فاحتاجوا للكلاب الجرباء لتساعدهم في بناء العراق الجديد؟ انا اجيبكم على هذا وبكل بساطة: الافاعي عادت بحقبتين وبطريقة مقصودة واخرى غير مقصودة. المقصودة كانت في حقبة طبال الغانية مرام وبمباركة من وزراءه الفاسدين الذين ازكموا الانوف بفسادهم الاخلاقي والاداري. والغير مقصودة بسبب غزلان السياسة وهواتها الذين لايفقهون منها شيء وليس لهم فكر او تنظيم واضح المعالم فاصبح كل من هب ودب يتجرا و ينتمي لتيارهم ويستغل توجهاتهم الوطنية وتاييد بسطاء الناس لهم لمصالحه الشخصية ويعود بفضلهم اقوى واشرس من قبل ويتحول بقدرة قادر من متهم يجب محاسبته او تحجيمه على الاقل لخيانته السابقة وانتماءه للحزب الفاسد الى مواطن شريف ووطني , محب للعراق الجديد ولربما محسوب على المتضررين من النظام السابق . من الامور المحزنة التي اود ذكرها هنا هي ( في الايام الاولى للسقوط حدث ولازالت تحدث ولكن الان على نحو اقل من السابق تصفيات كبيرة وعنيفة طالت اناس بسطاء في المناطق الشعبية كل ذنبهم انهم كانوا بدرجات حزبية تافهة وكانوا مجبرين على الانتماء للحزب وعلى اداء واجبات الجيش الشعبي وكلنا يعلم جيدا ان خدمة الجيش الشعبي في المناطق الشعبية في بغداد وفي كل الجنوب كانت الزامية . هناك مثل مصري يقول " سابوا الحمار ومسكوا في البردعة" , نعم فازلام النظام السابق خرجوا ومعهم كل الاموال التي سرقوها وامام انظار الجميع ليستوطنوا في الدول المجاورة وليدعموا الارهاب في العراق , ومن تبقى منهم كرم واعطي منصب اعلى واكبر , والبسطاء قتلوا وشردت عوائلهم) . ملاحظة: نسمع بين الحين والاخر حدوث عملية اغتيال لشخصية شريفة او وطنية وبالطبع شيعية , فلاتستغربوا ذلك لان اجهزة الدولة مليئة بالثعابين المرقطة الملساء ولاتنسوا ان اغلبية العاملين في المنطقة الخضراء صوتوا ضد الدستور! ولكم في ذلك عبرة يا اولي الالباب .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |