خدام شاهداً ام متهماً

المهندس بهاء صبيح الفيلي
baha_amoriza@hotmail.com

لقد تفاجأ الكثيرين بخروج عبد الحليم خدام امام شاشة التلفزيون ليدلي بتصريحات  ضد الحكومة السورية التي كان هو ركن اساسي من اركانه , لكي نفهم تصريح خدام في  هذا الوقت بالذات علينا فهم الحالة السياسية العالمية بشكل عام وفهم الموقف  السياسي في منطقة الشرق الاوسط بشكل خاص  .

 ان الولايات المتحدة الامريكية  مسيطرة تقريباً على الموقف السياسي العالمي بصورة او بأخرى وان ارادتها  السياسية تفرض على اغلب دول العالم الطاعة بالقوة او بغيرها من الوسائل , وكذلك  سيطرة الولايات المتحدة الامريكية على العالم من خلال اقتصادها القوي وعملتها  القوية ومع الاسف ليس هناك ند حقيقي لهذا المارد العملاق الذي بدء السيطرة على  كل مقدرات الكرة الارضية والتحكم بصورة مباشرة وغير مباشرة بخيوط السياسة  العالمية , هذا من الناحية العامة للموقف العالمي وهذا لا يعني عدم وجود دول  معارضة ورافضة للهيمنة الامريكية , واما في الشرق الاوسط فالاحداث تسارعت بعد  سقوط الصنم في العراق ورياح التغيير عصفت بالمنطقة , ولكن كيفية هبوب الرياح لم  تكن كما كان متوقعاً لأن امريكا لم توجه الرياح نحو منابع النفط في دول الخليج  وتركت الامور تسير حسب رغبة حكام المنطقة مادام هؤلاء الحكام يدينون بالولاء  لها ولا يخالفون سياساتها , ووجهت امريكا رياحها نحو دولتين جارتين للعراق هما  الجمهورية الاسلامية الايرانية وسوريا , ولأن النظام في ايران يستند على قاعدة  شعبية عريضة وتستمد قوتها من قوة شعبها ولأن النظام هناك يعتمد اسلوب تداول  السلطة بطرق انتخابية , لم تستطع امريكا زعزعة او تخويف الحكومة القائمة في  ايران , وبقيت سورية التي فيها حكومة دكتاتورية سلطوية , وهذه الحكومة لا تستند  على اي دعم من الشعب ولذلك وجدت نفسها في دوامة رياح التغير ولمحاولة صد هذه  الرياح بدأت بمساندة وتدريب وتمويل الارهابيين وارسالهم الى العراق لزعزعة  الامن والنظام في العراق ولأفشال العملية الديمقراطية .

 ان سورية ليست الوحيدة  في المنطقة فيها نظام دكتاتوري ولكن المشكلة تكمن بأن النظام فيها قائم على  شعارات التحرير والوحدة العربية ومحاربة او ازالة الدولة العبرية التي صارت من  مخلفات الماضي والتي ماعادت تنسجم مع المستجدات التي طرأت على العالم , واما  مقتل الحريري والتداعيات التي خلفها الحادث لم تكن بالشيء السهل , لأن الحريري  كان من الموالين للنظام السعودي وكان من المقربين للأمراء السعوديين ومقتله اثر  بهم كثيراً وهذا ما جعلهم يحقدون على النظام في سورية لذلك رأينا قناة العربية  السعودية تنقل مقابلة للخدام على الهواء للنيل من النظام الذي كان حليفهم لوقت  قريب , ولأن الامريكان يريدون اسقاط النظام السوري او تطويعة لأعتبارهم اياه  انه خارج عن ارادتهم ولرفضهم  المصالحة مع الدولة العبرية  ( وللعلم ان رفض  النظام السوري لمبدء المصالحة مع اسرائيل ليس لأن النظام لا يريد ذلك بل لأن  المصالحة تعني الغاء مبررات قيام النظام ووجوده واستمراره )  .

 ان السوريين  مارسوا الدكتاتورية على الشعب اللبناني وسلبوا حقوقهم وارادتهم السياسية ولذلك  نرى الموقف المعادي للسوريين في الشارع اللبناني والذي طفح للسطح مع اغتيال  رفيق الحريري والكثيرين من الذين خرجوا في تضاهرات في لبنان بعد مقتل الحريري  لم يخرجوا حباً بالحريري ولكن كرهاً بسورية , ولنعود لخدام فهذا الرجل لم يخرج  على النظام كما يدعي لسبب اختياره للوطن بل لأنه خشي ان تطاله التحقيق ويكون من  المتهمين في قضية الحريري ولذلك فضل ان يكون شاهداً ضد النظام بدل ان يكون  متهماً معه وخصوصاً ان هناك اشاعات قوية بقرب تغير النظام في سورية , ان خدام  اشترك وكان شخصاً اساسياً في النظام البعثي الدكتاتوري في سورية ولذلك لا يمكن  تبرئته من الجرائم التي قام به النظام ضد الشعب السوري وضد الشعب اللبناني  والشعب العراقي  .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com