|
الشعب السوري تحت خط الفقر ورموز النظام تعيش في قصور آخر طراز عبد الحليم خدام يكشف عورة نظام البعث السوري كيف يمكن لنظام القمع والاستبداد أن يرسي دعائم الحرية والعدالة الاجتماعية؟
عادل سالم / فلسطين لم يكن غريبا ما قاله السيد عبد الحليم خدام النائب السابق لرئيس الجمهورية السوري في لقائه مع قناة العربية مساء الجمعة الثلاثين من كانون ثاني 2005 حول الوضع المتدهور في سوريا، فمعظم ما صرح به وأعلنه كان معروفا لدى المواطن السوري والعربي، أما الجديد في الموضوع فهو صدور هذه التصريحات عن واحد من أهم رموز حزب البعث السوري الذي حكم الشعب السوري بالحديد والنار خلال أكثر من ثلاثين سنة خلت. السيد عبد الحليم خدام حاول أن يفصل بين مرحلتين في مسيرة حزب البعث السوري، وهما مرحلة حكم الرئيس حافظ الأسد ومرحلة حكم ابنه بشار والتي مهد لها ووافق عليها بنفسه. كان واضحا دفاع السيد خدام المستميت عن مرحلة حكم الرئيس حافظ الأسد وهجومه الكاسح على الرئيس بشار رغم إنه كان استمرارا لسياسة والده والتي لم يتغير فيها شيء يستحق أن يذكر. فالرئيس السوري الراحل هو الذي أحكم قبضة حزب البعث على الدولة والشعب وأنشأ أجهزة القمع والاستبداد ومصادرة الحريات التي ادعى السيد خدام إنه كان من المدافعين عنها. السيد خدام كان في السلطة سلطة حافظ الأسد عندما دكت الدبابات والمدافع السورية حماة وغيرها من المدن تحت مبررات ملاحقة الاخوان المسلمين فلماذا لم يقف محتجا على هذه المجازر الرهيبة التي تعتبر وصمة عار في جبين نظام البعث؟ فلا يوجد دولة تحترم نفسها ترسل الدبابات لتقتل المواطنين الأبرياء بحجة البحث عن أفراد مطاردين من قبل أجهزتها القمعية. أين كان السيد خدام عندما كان حزب البعث مهيمنا على السلطة ويمنع حرية التعبير ويعتقل المواطنين في عهد حافظ الأسد؟ أين كان خدام عندما اغتالت أجهزة حافظ الأسد الشهيد كمال جنبلاط والشهيد سعد صايل وغيرهم الكثيرون؟ وماذا كان رد فعله عندما ساعدت الدبابات السورية في اقتحام مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وتدمير تل الزعتر؟ الأوضاع الاقتصادية المتدهورة ليس بشار وحده المسؤول عنها فقد استلم تركة أبيه برضى عبد الحليم خدام الذي وافق على تعديل الدستور فقط ليتم تنصيب بشار الأسد رئيسا لسورية وضرب حزب البعث بذلك مثلا في توريث الحكم من الأب للابن وانتهك بذلك أبسط قواعد الديمقراطية. وكشف عن العفن المعشعش في حزب البعث الذي يتغنى السيد خدام بحركته التصحيحية. نحن نجزم بأن المعارضة السورية تدرك تماما أن السيد عبد الحليم خدام ليس هو الشخص المعول عليه في إحداث التغيير المطلوب في سوريا لأنه كان واحدا من الذين مارسوا القمع أو سكتوا عنه وبالتالي فهو يتحمل جزءا من تبعاته، وهو واحد من المسؤولين عما آلت إليه الأوضاع في سوريا لأنه كان في مركز صناعة القرار أكثر من عشرين سنة. لكن على المعارضة السورية أن تستفيد مما لدى خدام ليس لأنه كشف سرا حتى الآن، لكن لأن في جعبته الكثير مما لم يقله بعد ويحاول أن يخفيه على ما يبدو لجولة قادمة. تصريحات السيد خدام الأخيرة رغم إنها لم تأت بجديد لكنها ساهمت في كشف ورقة التوت التي كانت تستر عورة نظام البعث السوري الاستبدادي فبان عاريا من كل شيئ، ولن يستطيع أن يستر تلك العورة بتصريحات هنا أو هناك، ولا بتهديدات ضد خدام والمطالبة بمحاكمته. لن يستر عورته إلا بتنحيه عن السلطة، وهو ما لن يتم إلا بتحرك الشارع السوري. فسوريا وشعبها البطل لن تستريح أو يهدأ بالها ولن تنعم بالحرية والديمقراطية ولن يتحسن اقتصادها مادام حزب البعث مهيمنا على مقدراتها وأجهزته الأمنية القمعية هي التي تتحكم في رقاب السوريين ولقمة عيشهم.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |