|
كشف حساب ...!! جاسم هداد استقبل ابناء شعبنا العراقي العام الجديد بأصوات انفجارات لثمان سيارات مفخخة ، وكأن القوى الأرهابية لاتريد الأكتفاء بواحدة او اثنتين ، وفي كل مؤتمر صحفي يخرج علينا وزير الداخلية معلنا عن خطة امنية جديدة ، وتنقل لنا وسائل الأعلام اخبار القاء القبض على عصابات وشبكات ارهابية طالت معاونين ومساعدين للزرقاوي ، ويتدارك لسامع هذه الأخبار ان الدائرة بدأت تضيق حول الزرقاوي وماهي الا ايام وسوف يتم القاء القبض عليه ، ويشاهده العراقيون في قفص الأتهام مثلما حل بالطاغية صدام واعوانه ، وان كل من يتسبب في أذية العراق لابد وان ينال جزاءه وفق القانون . والمواطن العراقي يعيش وسط جحيم من الخوف وترقب ما سيحصل ، فالخارج من بيته للعمل او لقضاء مشاغله لا يتوقع العودة سالما ، والآباء والأمهات قلقون على مصير اطفالهم ، والمسافر لايأمن على نفسه فهو يتوقع خروج الملثمين ليقطعوا الطريق ويسلبوا منه حياته لا لسبب الا لكونه من المذهب الفلاني ، ورب العائلة لا يهدأ في نومه خشية مفاجأته من قبل الملثمين الذين تاه على الناس تمييزهم فجميعهم يدعون انتسابهم للشرطة او الجيش . بعد اربعة اشهر سيتم بلوغ العام الثالث لسقوط الصنم ، ولم يتلمس شعبنا الذي عانى الكثير الكثير من عسف وظلم الدكتاتورية ، أي جديد او تحقيق للوعود التي نادت بها الأحزاب التي تربعت على كراسي السلطة ، والتي كانت تتباكى على معاناة الشعب العراقي عندما كانت في صفوف المعارضة ضد النظام البعثي الفاشي . فالبطاقة التموينية تدنت محتوياتها وبلغت من السوء ان تمر اشهر ولم يستلم المواطنون استحقاقاتهم ، وانقطاع الكهرباء اصبح مشكلة المشاكل ، وكل عام يكون اسوأ من سابقه ، حتى الماء دخل مرحلة الأزمات والأنقطاعات ، اما النفط ومشتقاته ، فالحديث حولها يثير المرارة والألم ، فكما يتناقل العاملون في مصافي النفط انه لغاية الآن لا توجد عدادات تقوم بحساب الكميات المستخرجة ، ويتم تهريب النفط وبيعه وبشكل منظم وشبه رسمي ومن خلال تعاون ميليشيات احزاب السلطة وتسهيل وحماية من الدول الأقليمية ويكون ذلك جهارا ونهارا ، ويكون ذلك حلالا طالما كان مردوده لنصرة احزاب الأسلام السياسي . واحزاب الأسلام السياسي ، التي استلمت مقاليد الأمور بفضل غزو قوات الشيطان الأكبر للعراق واسقاطها الصنم ، ولولا ذلك لكانت لغاية الآن باقية تحت حماية دول الجوار ، وبجهود هذه الأحزاب تم تقسيم العراق الى كانتونات طائفية يتم حكمها من قبل الميليشيات الحزبية ، فلا وجود للدولة العراقية في مدينة الثورة في بغداد ، وفي مدن عديدة اخرى لا يختلف حالها عن حال مدينة الثورة . والعسف والقهر وفرض الرأي الواحد والأكراه والتهديد وغيرها من اساليب البعث الممجوجة والمكروهة ، يتفنن الآن ذوو القمصان السود بتطبيقها ، وما حصل قبل الأنتخابات الأخيرة وفي اثنائها كشف عن المعدن الحقيقي لهؤلاء وما يخبئونه من مصير مظلم لوطننا وشعبنا لو استقامت لهم الأمور بشكل كلي ، وما يحصل في جامعة البصرة خير مثال حيث يقوم الظلاميون ما يفوق ماكان يقوم به ازلام صدام والبعث الفاشي . كل هذا حصل ويحصل ، وقوى الأسلام السياسي تريد قيادة البلد لأربع سنوات قادمة ، فإلى أي هاوية ستأخذنا ، وأية كارثة ستحل ببلدنا نتيجة سلوك هذه القيادات التي لم تتورع عن كشف مخططاتها التقسيمية علنا ، وتحت شعار اقليم الوسط والجنوب ، الذي اكده احد ممثلي هذه الأحزاب بشكل علني من خلال دعوته الى انفصال الوسط والجنوب في مقال نشرته بعض المواقع الألكترونية ، والتي فضلت مصالحها الحزبية الضيقة الأنانية على مصالح الوطن والشعب ، وعملت على فرض اجندتها الطائفية مما دفعت الطرف الثاني الى التخندق ، واصبح خطر الحرب الأهلية يلوح في افق العراق ، وبرامجهم الظلامية والمدعية زورا بالأسلام والتي يريدون فرضها بالأكراه ولم يتعظوا بما كان يفعل الطاغية صدام وما مصيره الآن . لقد عاش العراق في نفق مظلم لأكثر من ثلاثة عقود ، والخشية والخوف من دخوله نفق مظلم جديد سيكون اشد ظلاما من نفق البعث الفاشي ، وعليه فالمطلوب الآن انقاذ العراق من هذا المصير المظلم ، وهذا يتطلب من جميع القوى التي تناضل من اجل فصل الدين عن الدولة ، والعدالة الأجتماعية ودولة المؤسسات والقانون ، بعيدا عن حكم الميليشيات الحزبية ، ومن اجل ان يكون العراق لجميع العراقيين ، وان يتم التعامل مع المواطن العراقي بإعتماد المواطنة العراقية والكفاءة والنزاهة ، بعيدا عن الحزبية الضيقة والطائفية والعرقية ، المطلوب من جميع القوى الديمقراطية والليبرالية والعلمانية ان تلملم صفوفها وتوحد جهودها ، وتترك خلافاتها الثانوية جانبا ، وتضع نصب عيونها مصلحة العراق وشعبه ، و الوقوف صفا واحدا بوجه المشاريع التقسيمية لأن المخاطر باتت تتهدد وحدة العراق ، مطلوب من كل قوى الخير وخاصة القوى الأسلامية المتنورة الوقوف بوجه الرياح الصفراء ، و ضد عودة البعث المتلبس لبوس الدين واساليبه الفاشية ، وضد كل من يفضل مصالح الدول الأقليمية على مصالح بلده .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |