بيان صالح
bgubrail@yahoo.dk
زيادة أسعار الوقود
بعد خداع الشعب العراقي و تزييف إرادته لإعطاء الشرعية لقوى وإطراف سياسية طائفية ,قومية وإسلامية سلفية , بعد يومين فقط من الانتخابات التي جرت بتاريخ 15-12-2005 فأن أول ما قدمته سلطة المليشيات الإسلامية و القومية من الوعود التي وعودوا بها الجماهير من توفير الخدمات وتحسين وضع الشعب وتوفير الأمن والسلامة هو قيامهم برفع أسعار الوقود من الزيت والنفط الأبيض والغاز السائل واعلان نيتهم إلغاء الحصة التموينية . يا لوقاحة هذا العمل الإجرامي المعادي لمصالح الملايين من العمال و الكادحين والمحرومين وبعد فترة قصيرة جدا وكأنهم يقولون للعراقيين اعطونا اصواتكم او نحصل عليها بالتزوير والترهيب فلا فرق بين الاثنين حتى نقوم بتحويل كل امالكم بوضع امني واقتصادي جيد بعد انتخاب البرلمان العراقي الى جحيم . جاء صدور هذا القرار بناء على طلب وضغوط صندوق النقد الدولي الواقع تحت هيمنة الولايات المتحدة الامريكية والداعي الى إلغاء كل انواع الدعم الحكومي عن أسعار الوقود بذريعة إن أسعار الوقود رخيصة جدا في العراق مقارنة بالأسواق العالمية , من بين جميع القوانين والاتفاقيات الأخرى التي طبلت كل القوى التي وصلت الى السلطة في العراق بعد سقوط نظام البعث بانها ستحترمها وتجعل من حماية حقوق الإنسان وصون كرامته هدف اساسي لها ،،،،،،،،التزمت الحكومة العراقية بقوانين اقتصاد السوق الحرة وتطبيق قرارات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والسياسات الاانسانية المناهضة لمصالح الطبقة العمالة والفقراء في المجتمع , دون أي تأخير استجابت الحكومة العراقية لهذا الطلب وقامت باتخاذ الإجراءات الفورية بزيادة أسعار الوقود وبررت الموقف بتخصيص مبالغ لتوفير الخدمات الاجتماعية لذوي الدخل المحدود واعادة بناء وصيانة المنشات النفطية. ولكن هذه الحكومة لم تتمكن من تمرير قراراتها بسهولة على الشعب العراقي الغاضب من سياسات القوات المحتلة لما يقارب من ثلاثة سنوات من سقوط الحكومة الفاشية وسيادة سلطة المليشيات الإسلامية – القومية - الطائفية البشعة، بل قامت الجماهير بمظاهرات كبيرة في جميع أنحاء البلد ضد هذا القرار المجحف وقامت باحتجاجات كبيرة ورفضت الكثير من المحافظات تطبيق القرار خوفا من نقمة الجماهير .
سجن د.كمال سيد قادر 30 سنة !!
من أهم المكتسبات الأخرى التي قامت بها الأطراف المساهمة في السلطة السياسية في العراق وبعد الانتخابات البرلمانية مباشرة ودق طبول الديمقراطية والحرية وخداع الشعب الكردي بتحقيق مطالبه وحقوقه كشعب عانى الظلم القومي لفترات طويلة تحت حكم النظام ألبعثي الفاشي هو محاكمة الدكتور كمال سيد قادر بتهمة تجاوز الخطوط الحمراء ومس العائلة البارزانية المقدسة بشكل صوري وفي أجواء لا إنسانية وبعيدة كل البعد عن اقل شروط القوانين العالمية والمدنية في إجراء المحاكمات بل كانت متطابقة تماما مع ممارسات نظام البعث الفاشي في سحق كل من يخالفه ,لكن الأمر ليس غريبا على تلك الأحزاب الكردية القومية القمعية في إخماد أي اعتراض ضد سياستهم الوحشية وكما فعلت قوات الاسايش (قوات الأمن) التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني في مدينة اربيل يوم 19-11-2005 في استعراض احدى عملياتها القمعية الإرهابية ضد مجموعة من الشباب التي قامت بتنظيم مظاهرة سلمية في وسط المدينة للمطالبة بحل مشكلة الكهرباء والوقود ,مسالة السكن وحل مشكلة الغلاء المعيشي ,ووقف الفساد الإداري والرشوة في مؤسسات الدولة ,الشفافية في ميزانية الدولتين الكرديتين ومعالجة البطالة المنتشرة داخل صفوف الشباب . وبدل الاستماع لمطالب المتظاهرين قامت قوات الاسايش بإطلاق النيران وتفريقهم واعتقال 30 منهم . و قبل اشهر قمعت مظاهرات واحتجاجت مدينتي كلار وعقرة بشكل وحشى دموي من قبل الحزبين الحاكمين , هذه ديمقراطية الحكومة الكردستانية ونموذج من نماذج الممارسات الديمقراطية واحترام الحريات السياسية و حرية التعبير.
إطلاق سراح مجموعة من مجرمي النظام السابق
المكسب الأخر الذي حصل عليه الشعب العراقي وبعد الانتخابات مباشرة هو إطلاق سراح مجموعة من مجرمي النظام السابق من قبل القوات الأمريكية المحتلة وتسفيرهم دون أي محاكمة وبعيدا عن أي شفافية في البحث عن ملفاتهم الإجرامية وبعيدا عن إرادة الشعب العراقي .
اطلاق النار على المتظاهرين في كركوك
في أول أيام السنة الجديدة حصل الشعب العراقي على هدية غير انها كانت مرعبة ودامية ومغايرة تماما لهدايا زلماي خليل زاد لاطفال روضة في المنطقة الخضراء إإإإإإإ أذ ارتكبت قوات الاحتلال الأمريكي وبالتعاون مع شرطة مدينة كركوك مجزرة راح ضحيتها أربعة أشخاص وجرح عدد آخرمن سكان مدينة كركوك الغاضبين احتجاجا على سوء وتدني الأوضاع المعيشية وزيادة أسعار الوقود وعدم توفير الخدمات الأساسية .
تلك هي مكارم القوى القومية والطائفية للشعب العراقي،وانها.......اول الغيث قطرة........