حجي عبدالرزاق السامرائي سافر للحج وترك بغداد تحترق

 

كريم البيضاني

Kareem_albaidani@hotmail.com

 الفوضى المزمنة التي تعم العاصمة بغداد لاتسر احد, الموت في كل مكان والخطف في اعلى درجاته, حتى وصل الحال ان البعض افتتح له شركة خطف وابتزاز. السيد وزير الداخلية اعترف انه جرب بنفسه هاتف الطوارئ الذي يستخدمه الناس عندما يتعرضون الى خطر ولكن هذا الهاتف كان بلا حرارة ومن يشتغلون عليه كانوا في اجازة طويلة. بعض السياسيين يصرخون في كل القنواة المتاحة لهم في الاعلان عن ان الشرطة تقوم بتفتيش واعتقالات واعتداء على الامنين, ويدعون ان الشرطة طائفية وتنتمى الى ميليشيات شيعية ولادخل للقانون في عملها.

   الاخبار والصور ترينا عكس ذلك الارهابيين يتجولون بحرية في شوارع بغداد يختطفون من يشاؤون ويفجرون من يشائون ولاوجود للشرطة سوى في اطفاء الحرائق وغسل الدماء بعد ان يحصل التفجير والقتل.

   وصل الحال حتى ان وزير الداخلية اختطفوا شقيقه ولانعرف من اختطفه الى ان قامت قوات جيش المهدي(؟؟؟؟؟) بتحريره وارجاعه الى عائلته سالما بفترة قصيرة جدا !!!. والان اختطف الخاطفون الاحرار شقيقته المسكينة التي لاذنب لها سوى انها اخت الوزير ؟؟!!. والحبل على الجرار, حتى وصل الحال ان سكرتير السيد وزير الدفاع اختطف..؟؟؟...والعملية لن تنتهي عند هذا الحد. ستسيل دماء غزيرة وستهدد ارواح اناس بريئة  لاذنب لها سوى ان الارهاب يجب ان يموله الارهابيين من جيوب الضحايا.

 لو تمعننا قليلا في حيثيات الامور نجد ان هناك مناطق امنة لان اهلها يحرسونها كما هو حاصل في مدن الجنوب ومدن كردستان . اما المدن التي (يحرسها) المنتفعون من النظام السابق والمتضررون من سقوطه ,تراهم يعملون بهمة ونشاط على تدمير هذه المدن وجعلها ساحة لحرب ليس للمواطن العراقي فيها اية مصلحة. فكيف نفسر تباكي البعض على ماحصل في سجن الجادرية وعدم اكتراثهم لمايحصل للناس من ترويع على ايدي هؤلاء الذين يذوقون الموت للمواطن العراقي في بغداد مثلا.

 فايهما نبارك من يقبض على المجرمين القتلة ام نبارك هؤلاء السفاحين؟. سؤال لايمكن طرحة ببساطة ونترك الامور على حالها حيث اصبح السعودي والاردني والسوري لايجد مأمنا لتحركاته الا في بغداد عاصمة العراق. قبل ايام اختطف سودانيون يعملون في سفارة السودان ولانعرف من هم الخاطفون ولكن اخيرا عرفناهم من خلال بيان الحكومة السودانية عندما شكرت الزرقاوي على وفائه بوعده باطلاق سراح الدبلوماسيين السودانيين الخمسة. وهكذا عرفنا ان السودان والزرقان اصبحو حبايب وهكذا وجد السودانيين طريقة وتبرير لانسحابهم من العراق حتى لايعتب عليهم الامريكان والعراقيين .

  لقد ترك السيد اللواء عبدالرزاق السامرائي بغداد امنة بيد الزرقاوي تماما كما تركها السودانيين , ولاداعي للقلق فالسيد السامرائي ذهب الى مكة مطمئنا على رعيته ومادامت الضحايا تموت يوميا والدماء تسيل بغزارة ولايهتم بها احد, سوى انها تثير الاعلام الذي ينقلها على طريقة قناة الجزيرة (ركن حصيلة اليوم …. تم تفجير … تم قتل. والحصيلة كذا.. وتنهي الحسناء المذيعة نشرتها بابتسامة جميلة وتشكرنا على سماعها ومشاهدتها)

  هناك قضية اخرى اشد مرارة من سابقاتها وهي الهجوم على مواكب العزاء والمقابر حيث يقتل اناس ابرياء لاذنب لهم سوى انهم شاركوا في تادية واجب انساني في حضور جنازة !!!؟.   المهزلة الامنية في بغداد تتم باصرار البعض على ابقاء اناس فاسدين في مناصب تتطلب الشرف والامانة. فكيف يذهب الى الحج قائد شرطة مدينة يقطنها ستة ملايين نسمة وتحترق من شدة الاهمال الامني؟

  ان على الحكومة العراقية القادمة ان تضع في اولوياتها الامن وهذا لايحتاج فقط الى السلاح والعدد الكبير من الشرطة وقوى الامن, ولكن بالاساس يتطلب قيادة نزيهة ليس في قلبها مرض طائفي او عرقي , قيادة مهنية تحس بالالم الذي يعانيه اب فقد ابنه او ام فقدت معيلها. ان التعيينات التي تمت في عهد حكومة علاوي ووزير الداخلية فلاح النقيب السامرائي لازال يعاني منها ابناء المناطق التي يقطنها خليط عرقي او طائفي كما هو الحال في بغداد وديالى والموصل.

   ويجب ان لا ننسى التدمير المبرمج لامدادات الطاقة والخدمات الاساسية  للمواطن والتي  تتم ضمن العامل الامني البائس . فالهجمات المستمرة على انابيب النقل للطاقة الى محطات انتاج الكهرباء او غلق مصافي تكرير بترول  لمدة اسبوعين وخلق ازمة على مستوى العراق تدخل ضمن الاهمال الامني .

  المضحك المبكي ان مجلس محافظة بغداد صحى من نومه وعرف ان الحالة البائسة للوضع في بغداد احد اسبابها هذا الحاج الفاسد عبد الرزاق السامرائي . ان على هذا المجلس النائم ان يصحى من نومه ويقوم بطرد كل العناصر الفاسدة التي زرعها اياد علاوي وحكومته من كبار ضباط الامن البعثيين والموضفين الكبار في عهد المجرم صدام. الانتخابات البلدية قادمة وعلى البغداديين ان يتداركو الوضع باختيارهم لاناس نزيهين سوف ينعكس ادائهم الاداري عليهم وعلى حياتهم اليومية.

  

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com