حكومة الوحدة الوطنية معادلات وأطراف

 

حزب الطليعة الاسلامي – المركز الثقافي

alslamic_talleaparty@yahoo.com
http://www.al-kawther.net/6lee3a/index.htm

 

تسعى قائمة الائتلاف العراقي الموحد لتشكيل حكومة وحدة وطنية، ونظرة بسيطة على هذا الموضوع تجعلنا نقف على صعوبة هذه المعادلة المعقدة التي تتجاذبها أطراف كثيرة.

حكومة الوحدة الوطنية تعني مشاركة الأكراد والسنة والعلمانيين الشيعة في تشكيلة الوزارة وهنا نحن أمام قضايا:-

أولا، الأكراد:- فيدرالية – كركوك – تقرير المصير.

ثانيا، الشيعة:- فيدرالية وسط وجنوب – حق الأكثرية – سيادة الأغلبية – إجتثاث البعث.

ثالثا، السنة:- قوى مغيبة – بعثيون يتسترون بلباس السنة – لا فيدرالية للجنوب – لا كركوك للأكراد – لا تقرير مصير للأكراد – لا إجتثاث للبعث.

رابعا، العلمانيون(وتتزعمهم القائمة العراقية): – لا لفيدرالية الجنوب – مناصرة البعثيين تحت ذرائع متعددة وإعادة تأهيلهم مجددا – معادة الشيعة تحت ذريعة التدخل الايراني المزعوم.

فكيف يستطيع من يريد أن يلقي نظرة على هذه الأطراف التي لا يجمعها قاسم مشترك أن يجمعهم في حكومة وحدة وطنية. إن هذا الواقع وإن أنجب لنا حكومة جامعة، فإن أمكن فسوف تكون ليست بأفضل من حكومة صبغة الله مجددي التي جمعت الفصائل الأفغانية بعد سقوط الحكومة الشيوعية وإنسحاب الجيش الأحمر الروسي من أفغانستان، والتي بقيت متناحرة حتى جاءتها موجة طالبان فأزاحتها من الساحة السياسية.

ثم كيف تستطيع حكومة فضفاضة ضعيفة هشة أن تواجه تحدي الارهاب المتزايد؟؟!!

إننا أمام هذه المعادلة لا نرى إمكانية وجود"كلي" قاسم مشترك بين الجميع الا برفع خصوصيات كثيرة للوصول الى هذا "الكلي" القاسم المشترك، ورفع الخصوصيات يؤدي الى سحق أطراف معينة وضياع حقوق فئات واسعة.

فمثلا إذا أردنا أن نوجد كليا(قاسما) مشتركا بين الشيعة والسنة نجد الآتي:

الشيعة: فيدرالية جنوب – إجتثاث البعث – حق الأكثرية الفائزة في الانتخابات.

السنة، لا فيدرالية جنوب – لا إجتثاث البعث – إنتخابات مزيفة.

فهل ترى من قاسم مشترك يمكن الاطمئنان اليه الا إذا أراد الشيعة بأطروحتهم المعتدلة إحتواء السنة والتنازل عن فيدرالية الجنوب وإجتثاث البعث ومشاركة السنة في الحكومة، وبذا يفقد الشيعة جميع مطالبهم من أجل إحتواء التشدد السني.

أما معادلة السنة والأكراد كالآتي:

السنة، لا كركوك للأكراد – لا حق تقرير المصير.

الأكراد، كركوك – حق تقرير المصير.

وهذان الطرفان لا يتنازل أحدهما عن الآخر لأن أي منهما ليس فائزا بأغلبية ولا يستطيع تشكيل الحكومة بمفرده.

أما أياد علاوي فمتفق مع السنة في كل شيء، ولكن إجتماعهما لا يؤهلهما لتشكيل الحكومة، لذلك فإن حكومة الوحدة الوطنية تبدو ضرب من الخيال ولابد أن يكون البديل هو حكومة إئتلافية تجمع ما يمكن التوافق عليه بين الأطراف لا أكثر.

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com