|
تعالوا لنجرح مشاعركم ونُهين كرامتكم
فاطِمة فتح الله الحجاج / السعودية أن تقطع تذكرة لمشاهدة مسرحية لأجل أن تضحك أو لترّوح عن نفسك يختلف ذلك الأمر اختلافاً تاماً حينما تُدعى أنت لمسرحية تكون فيها مُجبراً على مشاهدتها وذلك لأجل أن تجرحك وتهين كرامتك وتتلاعب بمشاعرك وأنت تجلس في الصفوف الأولى مكبّل اليدين ؛؛مكمم الفم ؛؛.. حاستيّن فقط أباحتهما المسرحية "حاستيّ السمع والبصر" .. أسمع وشاهد ولكن لا تتدخل ؛؛ لا تتكلم ؛؛. هذا ما تفرضه عليك محاكمة طاغية العصر"صدام حسين" اللعين الذي قال وبكل سُخف في وجه كل عراقي في آخر محاكمة"لا أرى نفسي متهماً" .. "أو يقول مشيرا للقفص بأنه شرف له" .. ومن متى كان الذلّ شرفاً !! لازال يكذب على نفسه ويدور عليها بمراوغة . وبكل وقاحة يتيمنّ القرآن الكريم ليعيد التاريخ أمام أعيننا حين خروج الخوارج على الإمام علي عليه السلام رافعين المصاحف ؛؛وهاهو صدام يحمل القرآن وكل حرف فيه يلعنه . وباللامبالاة يهتف بعدما كان الشاهد يدلي بمدلولاته لإدانته "حان وقت الصلاة نريد أن نصلي" . وبذلك أيضاً ينقلنا لمجلس يزيد بن معاوية عليه اللعنة تحديداً عند سبي آل الرسول عليهم الصلاة والسلام بعد واقعة الطفّ الفظيعة؛؛ فحينما كان الإمام زين العابدين عليه السلام يمّجد نسبه ويذكر فضائل أبائه وأجداده صاح يزيد لعنه الله "أرفعوا الأذان لنصلي" .. هاهو التاريخ يعيد نفسه كاشفاً أوراقه السوداء المتآكلة الأطراف .. وعلى اليسار يترجل لك المحامي الذي أتى بقدميه إلى السراب وهو يعلم إنه سراب ؛؛ ويدافع عن اللا حقيقة . قد يراود أي إنسان على وجه المعمورة سؤال :لماذا يدافع هذا الشخص عن طاغية ومجرم ؟ هل يبتغي الشهرة ؟ إذن ما أقبحها من شهرة حينما تكون على أكتاف صدام حسين اللعين .. كم من مشاعر جرحها بتبنيه الدفاع عن قضية حتى الجاهل بالقانون وثغراته يؤكد على أنها خاسرة .. وخاسرة .. بل وباطلة . وكم من كرامة أهانها بدفاعه وتبريره الواهي اللا عقلاني والذي ترفضه العقل والعاطفة . يشاكك الجميع في إنسانية ذاك المحامي ويتساءلن أيضاً إن كان ينتمي للعِرق الإنساني بذرة إنسانية داخله . فهل هناك إنسان يرتضي أو يبيح جرائم صدام وزمرته – لعنهم الله -؟! والآن وبعد أن انقلب الزمان ودار وجار قيل للناس وبالفمِ المليان"تعالوا لتشاهدوا محاكمة العصر إنها محاكمة القرن الــ 21 ! وعقدت الآمال ؛؛ وحُجِزت المقاعد ؛؛ وانتظار طويل .. ولكن !! خابت الآمال منذ أول جلسة حيث كان الكلام مكتوماً بشكل تام حيث يجدر بالمشاهد أن يتقن لغة الإشارة ليشاهدها فكأنها كانت "للصمّ والبكم" .. وانتهت الجلسة اقصد الفصل الأول من المسرحية وتسمر المشاهد في مكانه مدهوشاً ومشدوهاً وبعد أن وُعِد بجلسة أخرى بعد شهور عدة فقد المشاهد حماسه لأنه وكما يُقال في المثل الشعبي الدارج"المكتوب مبين من عنوانه" . إستسخفها الجميع واعتبرها إهانة لهم ؛؛ كونها لم تكن بمقدار ومستوى شوقهم وانتظارهم ؛ لأن جميع المشاهدين قبل أن يُرفع الستار حدد له نهاية وكل فرد أراد أن يقتص منه ؛؛ كانت الآمال معقودة بمحاكمة تُكمّل سعادتهم جرّاء سعادتهم وفرحتهم حينما أُخرِج من حفرته ذليلاً .. حقيراً .. صغيراً .. ونهض الجميع من كراسيهم وهم ينعتونها بـ "اللا مقسطة" فمع تساقط الأحلام والآمال في تعجيل محاكمته والاقتصاص منه قيل بأنه لا عجب من أن تبرئه المحكمة .. على هذا الغرار كانت توقعات محكمة القرن الـ 21 التي نسوا أن يدونوا لها عنوان تحت اسم "تعالوا لنجرح مشاعركم ونُهين كرامتكم" ..
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |