|
مشيخات الخليج تفصح عن نواياها الحقيقية في العراق!
علاء الزيدي إستغرب المتابعون والمراقبون للشأن العراقي ، اتفاق مختلف وسائل الإعلام في مشيخات الخليج على إبراز وتكرار تصريحات المتحدث الوهابي باسم وزارة الحج السعودية المتشنجة التي جاءت ردا على تصريحات نقلت عن رئيس الوزراء العراقي الدكتور إبراهيم الجعفري حول تلكؤ السعوديين في حل مشكلة آلاف الحجاج العراقيين الذين أعادهم السعوديون إلى العراق مفوتين عليهم فرصة أداء فريضة الحج لهذا العام . وأشار هؤلاء المتابعون والمراقبون على سبيل المثال إلى النص الذي بثته وكالة أنباء مشيخة الكويت والذي بدا متبنيا لوجهة نظر السعوديين وبذات عباراتهم غير المؤدبة حول رئاسة الحكومة العراقية . وألمح المذكورون إلى أن وسائل إعلام مشيخات الخليج الصغيرة لاتنطق عن هواها عادة في بلدان تتحكم فيها الأسر النجدية الحاكمة بكل مرافق الدولة والمجتمع والإعلام . وذكر أحد المراقبين أن هذه اللغة المنفلتة التي تصدر عن موظف وهابي مجهول في وزارة ثانوية بنظام حكم تشكو جميع مشيخات الخليج من تجاوزاته عليها بشكل أو بآخر منذ مطلع القرن العشرين وحتى الآن أحقر من أن تتفق عليها وجهات نظر هؤلاء وأجهزة إعلامهم لولا أن وراء الأكمة ماوراءها . وأعاد المراقبون إلى الأذهان كون نظام السعوديين وبدرجة أقل مشيخات الكويت والبحرين وقطر تنظر منذ أول انتخابات حرة في العراق منذ تأسيسه في عشرينات القرن المنصرم ، والتي جرت مطلع عام 2005 الماضي ، تلاها الاستفتاء على الدستور الدائم منتصف حزيران من العام نفسه ، ثم الانتخابات النيابية التي جرت منتصف كانون الأول الفائت ، إلى الاحتمالات المؤكدة لتعديل الأوضاع الشاذة في العراق بما يضمن حق كل مجموعة سكانية في حكم البلاد حسب حجمها الفعلي وتاريخها النضالي بعين القلق والتوجس كون هذه المشيخات نفسها على قدر مشابه ولكن بنسب مختلفة للواقع العراقي . و يُشكّلُ شيعة العراق حوالي 60 إلى 65 بالمائة من السكانِ ، وقد وضعت الانتخابات الحرة بدوراتها الثلاث ممثليهم في موقع الصدارة في البلد ، الأمر الذي أقض مضاجع مشيخات الخليج التي يشكل الشيعة 80 بالمائة من إجمالي سكان البعض منها كمشيخة البحرين التي تحكمها أقلية مستوردة من نجد تؤازرها نخب مجَنَّـسة رغم أنف القانون من الأجانب المصريين والسوريين والفلسطينيين والأردنيين . ومن المفيد تذكّر أن العراق يضم ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم بعد المنطقة الشرقية في دولة السعوديين ، والتي يعاني الكثير من سكانها الشيعة في الغالب تردي أوضاعهم الاقتصادية وعيشهم في بيوت الصفيح رغم استمتاع العائلة المالكة التي تتألف من مائة ولد للنجدي عبد العزيز بن سعود مع ذراريهم بنفطهم . ويشير مختلف التوقعات إلى أنه لو كف السعوديون وعموم الوهابيين في مشيخات الخليج أيديهم عن دعم المتمردين وابتعاث الإرهابيين إلى العراق ، فسيتيح استئناف تصدير النفط العراقي بمعدلاته القديمة المعروفة جلب بلايين الدولارات إلى الخزينة العراقية ، مايعني استعادة العراق منزلته الإقليمية المعتادة ، ولكن بقيادة أغلبيته هذه المرة ، وهو ما يشكل كابوسا للمشيخات وقدحا لزناد النهوض الشعبي لشيعتها المضطهدين منذ عقود . ويبدو نظام السعوديين الجهة المتخوفة أكثر من غيرها من النهوض العراقي . فهي لاتني تحارب العراق على عدة صعد لتحقيق هدف واحد وهو تدميره أو إضعافه على الأقل . ففي بداية عقد الثمانينات من القرن الماضي أغدقت المليارات على نظام صدام السابق لحثه على محاربة إيران طمعا بتحطيم قوة الشيعة السكانية والاقتصادية والسياسية على الجانبين ، ثم عادت بعد سقوط التمثال في نيسان 2004 إلى وضع العراقيل أمام النهوض العراقي الجديد عبر تصدير الإرهابيين أو غض النظر عن تسللهم إلى العراق وتغطية النشاطات التخريبية في العراق ماليا ودعم متطرفي السنة العراقيين وزعمائهم مثل عدنان الدليمي وصالح المطلك وخلف العليان ومحسن عبد الحميد وطارق الهاشمي وحارث الضاري وغيرهم . هذا فضلا عن شن حرب الأسعار على القطاع النفطي العراقي الناهض من خلال بيع نفط الأحساء والقطيف بأبخس الأثمان لإغلاق الأسواق أمام نفط العراق . أما مشيخات الكويت والبحرين وقطر فهي تعبر عن قلقها إزاء نهوض القوة الشيعية الإقليمية الصاعدة في العراق بصور متنوعة ، للحؤول دون تكرار السيناريو على أراضيها التي تضم أقليات شيعية تصل إلى الربع أو الثلث من مجموع السكان كما هي الحال في مشيختي الكويت وقطر أو تشكل أغلبية السكان كما هي الحال في مشيخة البحرين . فتارة تفتعل مشيخة الكويت أزمة حدودية ، وتارة تطلق العنان لصحفها المحلية للنيل الرقيع من العراق والعراقيين ماضيا وحاضرا ومستقبلا ، و تستخدم مشيخة قطر التي لاتستبطن أية إمكانية للوقوف في وجه المد العراقي ندا لند لضؤولتها وحقارتها الواضحة لكل ذي عينين سلاح الإعلام وقناة الجزيرة ونجيب النعيمي الذي أكد في مقابلة مع قناة دبي أنه مكلف من شيخ قطر شخصيا بالدفاع عن صدام السابق في محكمة الجنايات العراقية العليا . ويختتم أولئك المراقبون والمتابعون كلامهم بالقول : إنه آن الأوان لمشيخات الخليج وفي طليعتها نظام السعوديين ، أن تدرك أن عراقا مستقرا ومحترما أفضل لأمنها الوطني وسلامة حدودها هي قبل غيرها ، من عراق يقف على شفا حفرة من التقسيم الحاصل لامحالة ، إذا مااستمرت بدعم متطرفي السنة ، وزعمائهم الموتورين الذين لامنطق مفهوما لديهم ولا قدرة لعاقل على إدراك مرادهم ومرامهم ، بعد كل هذا الدمار الذي ألحقه تمردهم الخياني بالعراق على مدى ثلاث سنين عجاف ، دعما بشريا و لوجستيا وماليا ودعائيا ، على طريقة أنصر أخاك ... وأخيرا ً ، ليدرك السعوديون ، أن الله غالب على أمره ، ولايمكن لمخلوق أن يوقف عجلة التغيير عن الدوران . ففي العام الماضي " خرّبوا " حجنا وقدّموا عيد الأضحى يوما ً واحدا ً جاعلينه يوم الخميس بدلا ً من الجمعة ، لمنع وفاة ملكهم السابق ، إيمانا من كهانهم بحديث لا أعرف مدى صحته من أنه إذا صادف عيد الأضحى يوم الجمعة فإن ملك الحجاز يموت في ذلك العام ، وهاهو الرجل قد مات وفي نفس العام ! وأزيدهم من الشعر بيتا وأقول متسائلا ً : وماذا لو وجد كهانكم أن آخر عهد لكم مع المـُلك والسلطان في الديار المقدسة أن يقتل لكم حاكم اسمه عبد الله على يد أحد خصيانه ثم تختصمون بعده ولاتقوم لكم قائمة ، فهل ستقتلون جميع غلمانكم وخصيانكم ليأتيكم القاتل من حيث لاتحتسبون ! الله غالب على أمره ، ولو كره من كره ، وبمقدار توطئتكم للسفياني عبد الحليم خدام أو سواه في الشام ، سترون صنائع أيديكم حاضرة أمام أعينكم ، وإن غدا ً لناظره و " ناطره " قريب !
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |