فتوى أزهرية

علي القطبي

كاتب وباحث اسلامي

ali.ramazan@telia.com

فتوى أزهرية: "التجرد من الملابس اثناء المعاشرة الزوجية يبطل عقد الزواج"

 (( هذه الفتوى الغريبة، التي أصدرها الشيخ المصري رشاد حسن خليل، تعني بطلان عقد الزواج الذي ربط ملايين المسلمين منذ خمسة عشر قرناً إلى اليوم؟ فهل صحيح أن النظر إلى الجسد محرّم، أم أنه "مستحبّ"، أم "غير مستحبّ"، أم أنه "لا يوجد فعل محرّم بين الزوجين.."!))

هذا ما جاء في أصل الخبر على هذا الرابط

http://www.metransparent.com/texts/azhar_fatwa_complete_nudity_nulls_marriage.htm

 

لا ادري من أين ياتون بهذه الفتاوى أو بهذه الأفكار الغريبة أصلاً ..ماذا يقول القرآن الكريم ؟؟

((هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ))

وكيف يرضى لنفسه شيخ ورجل دين أن يأتي بفتوى لم يأت بها غيره من الأولين والآخرين

الدين والفتوى ليست اختراعات علمية تخترع كل يوم , خاصة مسائل الفقه والحلال والحرام

نعم 0

مثلاً في السياسة لا بد من مواكبة الفقه والتطور السياسي الحاصل في العالم الآن , وحتى هذه المواكبة لا تعني أن هناك خروج عن الدين 0

 مثال إذا دعى السياسي إلى العمل بنظام الديمقراطية في البلاد الإسلامية , فإنما يعتمد القائلون بهذه الفرضية على الآيات القرآنية التي تصرح بالرجوع إلى مبدأ الشورى , والشورى تتم بين أبناء المجتمع الواحد المسلم وأحياناً فيهم غير المسلمين ..

ويمكن أن ينطلق العلمانيون مثلاً من الآية القرآنية التي تقول :

( لا إكراه في الدين) ومن الاية التي تقول

(( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً)) (84) الاسراء ...

 فيتخذها العلمانيون والمعتدلون الاسلاميون دليلاً على عدم إجبار كل طبقات المجتمع , وأمثال هذه الإستدلالات يجب إحترامها لأنها قائمة على أساس يعترف به الكثر من هل العلم والفكر0

 ولكن في مسائل الحلال والحرام في المعاملات, فالقول الجديد فيها أشبه بالبدعة والاختراع لأن مثل هذه الأقوال والفتاوى , بغير نص لا من الله تعالى ولا من رسوله (ص) 0

وهذا ما يجعل الناس تنظر الى الفقه بنظر الاستهزاء والريبة , وتعتبر إن قضايا الحلال والحرام سهلة ومباحة إلى هذا الحد 0

ويا ليت هذا المفتي الغريب يكتفي بالقول أن التعري حرام بين الزوجين , بل الفاجعة .. أنه يعتبر العقد باطلاً .. يعني كل هذه العقود على مر الف وأبعمئة عام هي حرام , وكل هذه المليارات من المسلمين ولدوا بعقود غير شرعية .. والعياذ بالله 0

إلا أن يتفضل علينا هذا المفتي الجهبذ ويقول : لا بأس .. إن الزواج والانجاب على ما مضى وقبل ان يولد ( فضيلته) ويأتي ألى الوجود هي عقود حلال , وأن أهلنا والمسلمين الذين ماتوا ولم يسمعوا بفتواه فلا بأس عليهم وذنوبهم مغفورة 0

 ولكن وبعد هذا الاختراع الذي أتى به فلا يجوز أن يستمر الزواج وكل زواج يخالف اختراعه .. فهو باطل والسلام ..

إنا لله وإنا إليه راجعون ..

 أو كما قال الصديق الكاتب العراقي د. عبد الخالق حسين : أنه ربما سيخرج علينا من سيقول إن هذه مؤامرة أمريكية , أو صهيونية أو ما شابه من هذه التبريرات المعتادة0

 وليس بعيداً أن نسمع من يقول إن هذه مؤامرة .. فما زال الكثير من الشرقيين ممن يحمل هذه الأفكار 0

والمخيف ان أمثال هذه الفتاوى مستمرة وليس هذا ببعيد على صاحبنا الرئيس الذي صرح بتصريحات نارية بضرورة إزالبة الصهيةنية واسرائيل من الوجود , فسأله بعض المقربين ما الداعي الى إثارة العداء مع العالم الغربي ومع أمريكا وغيرها في هذا الوقت ؟؟ ..

 فقال الرئيس : إن الإمام المهدي ( عجل الله فرجه) هو الذي قال هذا !!!

أقول : ارحموا هذا الدين وأهله .. نحن بأي حال وأنتم بأي حال ,, واقول لهم كما يقول المثل: عرب وين طنبورة وين