|
الفدرالية الحل الأمثل لحكومة توافقية
شوقي العيسى
لا شك ولاريب بأن العملية السياسية في العراق بدور أشبه مايكون بنمو بطيء ولكن مع كل الهواجس والصراعات الفكرية والطائفية فأنه هناك عجلة التطور الديمقراطي نحو تقدم مستمر وشواهدنا هي سلسلة المراحل التي تخللت واقع وتأريخ عراق مابعد دكتاتورية صدام فهناك جملة من التحولات ولو أنها سارت ببطء ولكن الدلائل تشير بنجاح متقدم للعملية السياسية والفكر السياسي ، فقد شهد العراق مرحلتين من الأنتخابات لتشكيل حكومة عراقية وشارك العراقيون بأستفتاء عام على دستور دائم للبلاد كتبه وشارك في صياغته العراقيون أنفسهم لهذا نستطيع قراءة الأحداث المتعاقبة بأنها جيدة ...... وضمن آفاق العراق والأطروحات السياسية لهذا البلد هو أن يتكون من أقاليم وذلك حسب النسيج القومي لمختلف الطوائف وبما أن مبدأ الفدرالية هو مبدأ سائر في البلد بعض البلدان التي تتخذ من هذا المبدأ منطلق لأدارة شؤون أقاليمها . فلو أسهبنا بعرض مختصر لفوائد مبدأ الفدرالية سوف نرى أنها الحل الأمثل لجميع الطوائف والأجناس المختلفة مع بعضها والمتفقة معاً . فالفدرالية مبدأ يعطي الحرية لجميع المحافظات في العراق بإدارة شؤونها بنفسها وهذا مايؤدي الى أشراك أكبر عدد ممكن من العراقيـين في إدارة دفة البلاد هذا من جهه ومن جهه آخرى التمثيل لكافة شرائح المجتمع العراقي وعدم تهميش أي فئة معينة في تولي السلطة في إدارة الإقليم ، وكذلك التمتع بثروات الإقليم وتوزيعها توزيع عادل على مستحقيها داخل الإقليم إضافة الى ذلك فهناك معرفة حقيقية من قبل الإدارة الأقليمية ( الفدرالية ) بنواقص المحافظة أو الإقليم وبالتالي الإسراع بسد هذه النواقص وعدم الأنتظار طويلاً فيما إذا كانت هناك حكومة مركزية هي مسؤولة عن كل شيء فسوف يكون الأختصار بالوقت ومشاركة أوسع من أبناء الإقليم نفسة في إعادة أعمار البلد . فعندما تكون هناك عدة أقاليم على سبيل المثال في الشمال والوسط والجنوب والغرب من العراق وكلٌ يؤدي عملة بنفس الوقت وبنفس الروح الوطنية التي يحملها فسوف يعاد أعمار العراق بوقت زمني خصوصاً وسوف تكون هناك منافسة شريفة على هذه الأقاليم بأعادة جمالية المحافظة أو الأقليم . ومن ناحية أخرى سوف يقطع دابر الإرهاب الذي تغلغل في العراق ونشوء القاعدة التي تتبنى العمليات الإرهابية في العراق من قتل ودمار بحجة الإحتلال فعندما تتكون أقاليم سوف يكون كل أقليم مسؤول على حماية أقليمة وبالتالي سوف تتقلص الدائرة وتضيق على حثالات الإرهاب وحتى يكون هناك تشخيص ممن منابع الإرهاب وتتخذ التدابير كافة للقضاء المبرم عليه . والفدرالية تكون حاسم حقيقي لعدم ظهور دكتاتورية آخرى من قبل السلطة المركزية أضف الى ذلك تقلل من شأن الأنقلابات العسكرية التي تطيح برأس السلطة المركزية وتجعل من البلد هرج ومرج. أما مبدأ الفدرالية بحد ذاته فهو الحل الأمثل لتكوين حكومة توافقية حسب الأطروحات الحالية الموجودة على الساحة السياسية في العراق فهناك من يرى ظرورة تشكيل حكومة تشمل كل الطوائف وبما أن هذا المبدأ الذي هو يدخل ضمن أطار المحاصصة الطائفية فيما أذا أغفلنا جانب نتائج وإستحقاقات الأنتخابات والذي يتبناه الذين أعترضوا عليه آبان مجلس الحكم ومع الأسف عادوا لنفس النقطة التي بدأها العراق وهي عدم التخلص من روح الطائفية فلو عملنا بهذا المبدأ فقد ضربنا جدار فاصل بين الشعب العراقي وإرادته وبين مبدأ دكتاتوري بحت ينشأ من قبل هكذا مشروع فاشل من بدايته حتى نهايته، وبهذا قد أغفلنا وتجاوزنا روح الديمقراطية التي بدأ العراقي يتحسسها من خلال مشاركته في الأنتخابات والإستفتاء على الدستوروبهذا نكون قد حطمنا الأنتخابات والتضحيات الجسيمة والأرواح التي طالها الإرهاب ..... ومن هذا المنطلق أرى أن مبدأ تشكيل حكومة توافقية لا يمكن أن يمر إلا على أقامة مبدأ الفدرالية وتشكيل أقاليم بغض النظر كم عدد الأقاليم ولكن مبدأ الإقليم بحد ذاته هو الحل الأمثل للذين يدخلون العملية السياسية وذلك بأعطائهم حرية التمثيل وحكم الأقليم بأنفسهم هذا فيما إذا كانوا يرغبون بأعادة البلد العراقي وتحقيق ذاتهم وحرية فكرهم فسوف تتحقق كل هذه الأطروحات من خلال مبدأ الفدرالية الذي يعتبره البعض تقسيم للعراق !!!!!!!! فلا أعرف أين يكمن التقسيم هل يكمن التقسيم عندما تشارك كل الطوائف في إدارة البلاد ؟ وهل يكمن التقسيم بتوزيع الثروات على كل أبناء الشعب؟ وهل يكمن التقسيم عندما نسرع في إعادة إعمار العراق؟ وهل يكمن التقسيم عندما نقضي على الإرهاب ؟ وهناك أسئلة عديدة لمن يرى بمبدأ الفدرالية هو تقسيم للعراق بالعكس فهو ينشيء حالة من التقدم والرفاهية والأعتماد على النفس لكافة فئات الشعب العراقي ويعطيهم الفرصة الكاملة للعمل.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |