الى القاضي سعيد....إحذروا التقليد

علي الصخني

ali_alsukhni@hotmail.com

لم يكن العراقيون على سابق معرفة بالقاضي  رزكارأمين, فهم قد شاهدوه لأول مرة وهو يترأس محكمة الدكتاتور ,لذا فأن كل الإنتقادات التي إنهالت على طريقة أدائه وقيادته للمحكمة وكل ما كُتب وقيل عن تهاونه وتخاذله  وضعفه في مواجهة ماجرى ,كل ذلك لم يكن بالتأكيد بدافع شخصي..أي لم  يستهدف أمين الشخص بل أمين الظاهرة.

القاضي رزكار كان قد فقد أولى أوليات صفاة قاضي,أي قاضي...مما دعى حتى أطفالنا للمقارنة بين مايجري في محكمته وبين ما ترسمه مخيلتهم العذراء عما يجب أن يكون عليه (القاضي) وهم الذين يدركون الصح والخطأ فطرياً.

وطبعاً أدرك (السادة) المتهمون  بسهولة هذه الحقيقة ومن أول جلسة ولذا إستغلوه أحسن استغلال فوزعوا عليه وعلى محكمته (الطزات) و(الأيباخات) والبصقات يميناً واللعنات شمالاً.

ومرة - وكما أظن بعد تنبيه معين- أراد أحد مساعديه أن يبدو حازماً للحظة ما , إعترض برزان بشدة متسائلا هل ثمة شيء تغير؟؟!!! حينها بان الإرتباك الواضح على أمين المحكمة فأسرع  مطمئناً السيد برزان ...لا..لا كل شيء على طبيعته.

والمتابع لما يُكتب ويُقال على الفضائيات من قبل مريدي الطاغية ومحبيه وتباكيهم على إستقالة القاضي أمين واتهامهم للحكومه بالضغط عليه, وهم الذين كانوا لا يعترفون به, سوف يدرك ذلك المتابع كم كانت خسارة  أولاد نزلاء المقابر الجماعية لو كان قد إستمر  في منصبه.

لم يكن أمين وحده فاشلا وضعيفا ومرتبكا فارتباك أمين من إرتباك حكومته  وبلده وسياسييه  , وضعفه من ضعفهم, فالكل مرتبك والكل تائه.

و لأن الوضع العراقي العام كله مرتبك ولأن رفضنا لأمين ليست ورائه أي دوافع شخصية, ولأن دماء شهدائنا مازالت ندية وستبقى ندية مهما مر عليها من سنين ومهما إختلف  وتوافدعلى حكمنا ومحاكمنا المرتبكون, وهي ستبقى كذلك حتى يأتي(أمين)حقيقي ينصفها وينصف كل مظلوم.

 لكل ذلك نقول, نحن المبتلون بالدكتاتوريين  والخائبين, للسيد القاضي  القادم (السعيد) بأن رفضنا قد كان لأمين الظاهرة , وقد كتبنا على تلك الظاهرة لافتة  بخط أوضح من أن يتجاهله فطن أو خائب  (أحذروا التقليد)   ومذيلة بعبارة أشد وضوحا تقول  ( وإن عدتم عدنا ).