|
ماذا يكلفنا الأنتساب لخط ولاية علي(ع)؟
المهندس صارم الفيلي بمناسبة عيد الغدير الأغر , الذي هو عيد الشعوب المستضعفة عامة , وشيعة أمير المؤمنين (ع) بوجه خاص . نبارك صاحب الزمان عجل اللة فرجه الشريف بهذه المناسبة . التي تعود بنا للأجواء النورانية والعاطفية التي رافقت تبليغ الرسول (ص) أمته الأسلامية عندما أمره اللة تعالى بألقاء الحجة الدامغة على تلك الجموع الكبيرة وأمام عدسة التاريخ, بأظهار ولاية أمير المومنين (ع) . حيث كانت تلك الأجواء جديرة بترسيخ الأفكار وألتزام المنهج الصحيح لولا الفتنة التي ألمت بالمسلمين بعد رحيل محمد(ص) . نعم أراد الرسول الأكرم أن يشعر الآخرين بأقتراب أجله وانه قريبا مفارق لأمته . كي ينطلقوا ليؤكدوا وحدتهم في الدين والولاية. وان الرسالة سوف تدخل منعطفا جديدا . فهي كانت تتحرك في خط النبوة في بدايتها , وانها ستتحرك في خط الأمامة الى نهاية المشوار . فالنبوة أنطلاق للدعوة , بينما الأمامة حركة تضمن سلامة الدعوة فكرا وعملا . لذلك علينا أن نعيش المضامين العميقة لهذا العيد , بأن الألتزام بخط الأمامة , هو ألتزام بخط الحق والأستقامة والكفاءة والقدرة والعلم والصبر والشجاعة . أن نعيش أسلام العدل والود والرحمة والحقيقة بتجسيدها وتظهيرها بكل ماتعنيه بعيدا عن الكيدييات ,والأرتجال الذي يؤدي بنا الى الفوضى , ويبعدنا من خدمة الناس ونفع الجميع , جمعا أستغراقيا , ورفع أصبع الأدانة واضحة شاخصة أمام كل أنواع الجرائم والأنحرافات , والمجرمين والمنحرفين الفاسدين , في كل مواضع الفساد . المالي والأداري والأعلامي وأحتكار وأختزال الوطن في خدمة الذات ألصغرى ,أو الذات النوعية كالتحزب الضيق , بعيدا عن الأفاق الواسعة التي تتحرك فيها معاني الأخوة والخير والمحبة للجميع , وبعيدا أيضا عن أشغال موقع ما , دون وجود كفاءة , لأن كل هذه المقدمات تؤدي بنا في النهاية الى نتائج سلبية بدأت معالمها تتضح بألأنفلات في أكثر المواقع . فما الضير ان نتوقف في هذا اليوم , العيد, قليلا أمام مرآة النفس, كي نقتدي بعلي (ع) , عمله وقوله وتقريره . كي نكون معه فعلا , لا قولا وتصنعا , دون أن نجامل الباطل في ضغوطاته السياسية والأمنية . عندها لا ينحصر عيد الغدير في في يوم , وانما تكون أيامنا كلها ان شاء اللة ,أعيادا غديرية , ونحن ننصر الحق بقوة لأمتلاكنا الأدلة القوية عليه . رغم أحترامنا العميق للآخر المسالم , أحترامنا له عمليا وعلميا ,لأقتناعنا بحقه في طرح فكره بكل حرية ووضوح . مع قناعاتنا العقدية على وجه القطع والأطلاق الذي لا تشوبه شائبة , هذا لا يعني ألا الأنفتاح على الجميع لتوضيح ما قد يغفل عنه , دون أن نخرج في هذه الأثناء عن الصورة الخلقية التي ربانا عليها أهل بيت العصمة بقولهم : " كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم " لنبتعد عن ثقافة الأنشاء , ونؤسس لثقافة الأنجاز والعمل والنتائج الأيجابية .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |