|
القانون في إجازة جاسم هداد طيلة فترة التسلط البعثي الفاشي ، ذاق شعبنا العراقي كأس المر من غياب القانون وسيادة شريعة الفاشية ، وبلغ استهتار رأس النظام الطاغية صدام بالقانون بوصفه إياه ورقة يوقعها الطاغية ، وابتدعت عقوبات ما أنزل بها من سلطان ، من قطع الألسن ، وصمل الآذان ، ووشم الجبهة ، وقطع الأيدي ، وتفجير البشر ، وتجفيف الأهوار ، وقطع رؤوس النخيل والأشجار ، وجرف الأراضي الزراعية ، وغيرها وغيرها . وبحق وصفت القوى المعارضة للنظام البعثي الفاشي تلك الأحكام بالقرقوشيه ، وتباكت على الشعب العراقي قوى المعارضة العراقية وقتذاك ، رافعة صوتها عاليا مطالبة بنصرته ، وتشكلت جمعيات للدفاع عن حقوق الأنسان العراقي في العديد من الدول الغربية والشرقية ، واصدرت العديد من النشرات والمجلات ، التي فضحت بها انتهاكات النظام البعثي الفاشي للقانون ولحقوق الأنسان العراقي ، وكان العراقيون يحلمون بزمن تسود فيه العدالة ، ويأخذ القانون مجراه ، ويأخذ كل ذي حق حقه ، ويكون الناس سواسية امام القانون . وبعد سقوط الصنم ، هلل الناس فرحين مستبشرين بأن عدالة القانون ستسود ، لأن من تربع على كراسي المسؤولية ، كان من رافعي الصوت عاليا في المطالبة بحقوق الأنسان ، وكذلك قوات الأحتلال الأمريكية تشدقت هي الأخرى برفع الظلم عن الشعب العراقي من خلال إقامة دولة القانون ، وجميع القوى الداخلة في العملية السياسية والتي خارجها تطالب بشيوع دولة القانون . ولكن وبعد مرور اكثر من عامين ونصف ، تبين انهم سيظلون يحلمون بدولة القانون ، فلقد عاد ايتام النظام المقبور ، ذوي القمصان السود ، متلبسين هذه المرة لبوس الدين ، مشيعين الأرهاب والتخويف بين صفوف الشعب العراقي ، مستقوين بانضمامهم للعصابات الفاشية الحزبية . فيقوم هؤلاء بإقتحام الحرم الجامعي لكلية الأعلام ، غير عابئين بقدسيته ، ويقتحمون قاعة الأمتحانات ويقتادون استاذا جامعيا الى مكتبه ليمارسوا عليه همجيتهم بحجة انتقاداته لزعامات دينية ، وهم مدججين بالسكاكين على طريقة فدائي صدام ، والغريب في الأمر ان الحرس الجامعي لم يحرك ساكنا ، ولعله ينتمي لنفس الميليشيا الفاشية الأرهابية ، والا بماذا يفسر تواطئهم هذا ؟ ، ألم يقبضوا رواتبهم لقاء حمايتهم الحرم الجامعي ؟ ، وكيف يسمحون بدخول عصابات همجية مسلحة بالسكاكين لداخل قاعة الأمتحان ؟ ، في الوقت الذي يمنعون فيه دخول اية فتاة ترتدي البنطلون ، فأيهما اخطر على الحرم الجامعي ؟ ، مطلوب من رئاسة جامعة بغداد إحالة الأرهابيين الذين ارتكبوا هذه الجريمة وهم معروفون لها للعدالة ، لينالوا جزاءهم العادل ، وكذلك فصل الحرس الجامعي المتواطئ مع هذه العصابات وتقديمهم للعدالة بتهمة التواطئ وخيانة الواجب . وبوقت متزامن يترجل فصيل آخر من هذه الميليشيات الحزبية الفاشية الظلامية من سيارة " كيا " في وضح النهار وامام الملأ ، ويقوم بحرق محلين لبيع المشروبات الكحولية ، مطلقين النار في الهواء ابتهاجا بإنتصارهم على ابناء شعبهم المسالمين العزل ،وسط حيرة وذهول الناس ، ويقتاد آخرين لمكان مجهول ، موقعينهم على تعهد بعدم مزاولة مهنتهم مرة ثانية ، وكأنهم يريدون تذكرتنا بتوقيع التعهد السئ الصيت الذي كان مدربيهم الفاشست يجبرون معارضي البعث الفاشي بعدم مزاولة النشاط السياسي ، فوالله هذا من ذاك ولا فرق بينهما ، ويقوم فدائيو صدام ذوو القمصان السود ، بتوزيع الأنذارات والتهديدات على محلات بيع المشروبات الكحولية ، بغلق محلاتهم خلال عشرة أيام ، والذي لا ينفذ تهديداتهم مصيره القتل وحرق محله . والغريب في الأمر ان ضحايا الأرهاب الظلامي قدموا شكاوى الى الشرطة ، ولكن لا حياة لمن تنادي ، ويبدو ان هؤلاء الشرطة ايضا من نفس الميليشيات الظلامية ، والا كيف يفسر قيام هذه الميليشيات بأرتكاب جرائمها الأرهابية في وضح النهار ؟ ، وكيف تمكنت من التنقل بكل حرية رغم تواجد دوريات الشرطة والجيش ؟ ، أم ان حاميها هو حراميها ؟ وأين الخطط الأمنية التي ماانفك يتحفنا بها وزير الداخلية ؟ . ان بائعي المشروبات الكحولية ، من الديانة المسيحية والتي يجيز دينهم لهم ذلك ، وهم يبيعون بموجب حصولهم على اجازات رسمية صادرة من الدولة العراقية ، أي بموجب القانون وبدون مخالفته ، وهذا باب رزقهم ، ومنهم من توارث المهنة أب عن جد ، فأين ذوو القمصان السود من كتاب الله الكريم الذي يقول فيه " لكم دينكم ولي ديني " . أم هناك سبب آخر ظاهره هذا الذي يحصل وباطنه ، ان هذه العصابات الأرهابية هي اعضاء في مافيات المخدرات ، والتي راج سوقها بعد سقوط الصنم وفتح الحدود على مصراعيها مع الجارة المسلمة أيران ، حيث راج سوق المخدرات وبكل اصنافها من حبوب هلوسة الى الحشيشة والترياق ، وتجار هذه المخدرات يسوقون التبرير الغبي بأن المخدرات لم يتم منعها في القرآن الكريم ، متغابين عن الأضرار التي تسببها للأنسان وللمجتمع ، وخطرها اكثر من خطر الكحول بمرات ومرات . أليس وزارة الداخلية معنية بشيوع سلطة القانون ؟ فلماذا ولمصلحة من السكوت عن هذا النوع من الأرهاب الظلامي ؟ فما يقوم به ذوو القمصان السود لا يختلف عن ما يقوم به الأرهابيون التكفيريون ، وكله في خانة الأرهاب ولا فرق بين هذا وذاك .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |