|
من اعلام الاغنية العراقية .. الفنان حسين نعمة الفنان مازن المنصور / اوسلو ـ النرويج الى اول من علمني حرفاً في درس الموسيقى والانشاد الفنان حسين نعمة اليك كلماتي ... الحديث عن فنان مبدع بحجم حسين نعمة يحتاج له الكثير من التمعن بمسيرته الفنية الرائعة والطويلة التي استمرت لأربعة عقود من الزمان فهو علم من أعلام الموسيقى العراقية التي انتجت الابدعات الفنية الراقية للساحتين العراقية والعربية . والفنان حسين نعمة اول من علمني الموسيقى والانشاد حين كنت في الصف الرابع الابتدائي في الستينيات حينها كان والدي الاستاذ والمربي عبد حسن المنصور مديرا لمدرسة السيف الابتدائية وكان الاستاذ والفنان حسين نعمة معلماً لدرس الانشاد في المدرسة ولا زالت حلاوة درسه في ذاكرتي ، ولازلت اتذكر صداقته لخالي جبار مطر عندما كان يصطحبني معه لزيارته في مسكنه في شارع الحبوبي ( عكد الهوى ) . سوف اتحدث عنه من منظور فني وعلمي وشخصي لغرض التعرف على هذه الشخصية الفنية التي اهملت من قبل العفالقة لميوله الشيوعية ومن حكومتنا المنتخبة الان ، وهنالك اسماء من المثقفين والفناننين لازالت في ذاكرة أبناء المدينة الحبيبة والذين لهم الفضل الكبير في ترسيخ وتطوير اللحن العراقي الآصيل والكلمة الجميلة منهم الفنان طالب القره غولي ، وكمال السيد ، وفاضل عبد الجبار، وحسن الشكرجي واخرين لم تسعفني الذاكرة لذكر اسماءهم حيث كانوا يشكلون الفرقة الموسيقية في النشاط المدرسي في مدينة الناصرية . ولد الفنان حسين نعمة في مدينة الناصرية عام 1944 وكان حبه لمدينته حب حد العشق وبادلته حبيبته الناصرية نفس الشعور، تشده لها ذكريات الطفولة ، وهو فنان عاطفي وسريع النكته والمرح. كانت بدايته في الغناء تقليده لأ غاني المطرب داخل حسن والمطرب حضيري ابو عزيز وأول تسجيل له كان عام 1969 وهو اغنية يانجمة وهي من كلمات الشاعر المرحوم كاظم الركابي والحان الفنان كوكب حمزة ، لقد كان مبدعاً في أداءه لهذه الاغنية حتى كانت على أغلب شفاه العشاق والمحبين ودخل الى قلوب مستمعيها بشفافية ، ويتميز بصوت قوي ورخيم وعذب ، وكانت مواهبه تستمد من قيثارة شبعاد والاشعار السومرية وهو الوارث لهذا الفن العريق . لقد غنى الاغاني الحديثة بأسلوب الغناء الريفي متأثراً بمن سبقوه من اجيال المطربين . وكانت فترة السبعينيات له هي الفترة الذهبية وهي كذلك كانت اجمل فترة للآغنية العراقية الآصيلة من حيث الآداء والموسيقى والتوزيع لكافة الآغاني وكذلك له تجربة مع السينما العراقية عندما قام ببطولة فلم حمد وحمود وبمشاركة الفنانة شذى سالم . لقد قيّم ومدح صوته من قبل اكثر من شخصية فنية عراقية ومن كبار الملحنين والموسيقيين العراقيين، الملحن كوكب حمزة ، والملحن كمال السيد ، والملحن طالب القره غولي , والملحن ياسين الراوي ، والدكتور علي عبد الله والملحن حسن الشكرجي ، وعباس جميل ، ومحمد جواد أموري والفنان رضا علي . ان الفنان حسين نعمة هو حقا مدرسة ممتزجة بين الغناء العراقي الكلاسيكي والغناء الحديث ، ويعتبر أمتداداً لفن ومدرسة داخل حسن ، وحضير ي ابو عزيز ، وناصر حكيم . عانى الفنان حسين نعمه كما عانى أغلبية الفنانين من المؤسسات الحكومية في الزمن البائد . وبعد ترديء الآوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق جراء الحروب والمآسي التي افتعلها النظام البائد وساهمت تلك الظروف بأيقاف عجلة تطور الاغنية العراقية ، توقف الفنان حسين نعمة عن الغناء وتوجه الى فن الرسم كونه فنانا تشكيلياً ويعشق الشعر وفنونا اخرى .... وكذلك للتعويض عن الغبن الذي يعانيه وبالاخص المطرب والموسيقي في هذه المرحلة . فنضم له معرضاً في مدينته الحبيبة الناصرية وكانت لوحاته أغلبها لوحات تجريدية . فالتجريد يتيح له الحرية الكاملة في مضمون وموضوع اللوحة . وفي الفترة الآخيرة ومن خلال وسائل الاعلام المرئية والسمعية تفاجأ جمهوره ومحبيه وعشاق اغانيه نبأ اعتزاله الغناء . حقاً ان اعتزاله لفنه في هذه المرحلة هو موقفا سياسياً وأحتجاجاً على حكومتنا المنتخبة لعدم اهتمامها بمثقفيها ومبدعيها وفنانيها وخاصة الرواد وما نلاحظه ما لحق بهم من غبن وأهمال . وما نشاهده هنا في بقية الدول من اعتزاز وتقدير لفناننيها ومثقفيها . ان الفنان حسين نعمة لايزال يتمتع بذائقة موسيقية قادرة على تطريب اشجاء النفس . لقد اعتزل الغناء وهو في قمة اداءه الفني والغنائي وفناننا حسين نعمة لاينضب غناءه ... وحب الجمهور هو رصيده ... ولكن في اعتزاله سيترك فراغاً كبيراً في الساحة الغنائية العراقية بعد أن ملئتها بعض الآصوات النشازالدخيلة على الفن مع مجموعة من الغجريات .... كل الحب والتقدير الى استاذنا وفنانا الكبير ( حسين نعمة)
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |