|
الجاليات العربية في العراق ودورها في الشأن العراقي كريم البيضاني اكثر الامور تعقيدا واحباطا لكل عراقي عانى من قهر النظام السابق هو هذا التواجد الكثيف لمجموعات عربية ارتبطت بسياسة النظام السابق وبحزبه المجرم . لقد وصل عدد المصريين في العراق في فترة من فترات حرب صدام مع ايران الى خمسة ملايين مصري عاطل عن العمل في بلاده وينحدر اكثرهم من الصعيد المصري ولايمتلكون مؤهلات علمية او ثقافية , عكس ماكانت ترسله الحكومة المصرية من كفاءات عالية الثقافة والتعليم الى دول الخليج اوبعض الدول العربية الاخرى ويوجد ايظا مئات الالوف من السودانيين واليمنيين والاردنيين والفلسطينيين بسبب ارتباطهم بحزب البعث الساقط . وقد سن نظام البعث الساقط قوانين تشجع هؤلاء على الاستيطان في العراق وتمتعهم بمزايا لايتمتع بها ابن البلاد العراقي الذي كان يزج في حروب خاسرة ومدمرة وكان يحصل على مبلغ دولار واحد شهريا مقابل عمل مضني . لقد استطاع هؤلاء العرب ان يتمتعوا بحماية قانونية من صدام عندما اقرا قانون يزج بالعراقي ثلاث سنوات سجن اذا تحارش ولو لفظا بالوافد المصري او السوداني او غيره من الجنسيات العربية الاخرى. هذا الوضع جعل الكثير من هؤلاء الوافدين يتمادون في اهانة العراقي حتى وصل بهم الامر انهم استطاعوا ان يهيمنوا على بيت العراقي ويتزوجون زوجته بعد ان يكون قد قتل في الحرب او اخذ اسيرا. وكانت هناك معانات كثيرة للعراقيين في هذا الجانب فقد استطاع الكثير من هؤلاء العرب ان يغرر بالعراقيات ودفعهن الى السفر الى بلدانهم والاستيلاء على كل مايملكن من مصوغات وممتلكات قد حصلن عليهن من خلال بيعهن لدورهن واملاك اخرى وبعد ان تصل في زيارة الى اهل العريس تكون الزوجة قد اسطدمت بقانون يمنعها من المكوث في بلد الزوج ويجعلها اما ترجع الى العراق ويكون مصيرها الانتقام من قبل اهل الزوج السابق او البقاء في بلد الزوج العربي الجديد في وضع غير قانوني وتجبر على ممارسة امور لاتليق بالاخلاق والشرف. ومن هذا المنطلق تجد ان اغلب الوافدين العرب الى العراق في عهد صدام المجرم قد اصبحوا جنود ذباحين في صفوف الارهابيين واعترف الكثير منهم على شاشات التلفزيون العراقي من انهم ذبحوا وفجروا وقتلوا العراقيين وفاءا لولي نعمتهم صدام الذي جعل منهم اثرياء وجعل اغلب فئات الشعب العراقي معدمين فقراء في بلد يمتلك ثاني اكبر مخزون نفطي في العالم. . ان هؤلاء المتواجدين في العراق الان والذين يقيمون بصورة شرعية ظاهرا انما كانو هم العمود الفقري للجهاز الامني الذي كان مسيطرا ومتغلغلا في كل اجزاء المجتمع العراقي. وقد تم اعطاء هؤلاء كل وسائل الحماية والدعم المادي واكان هؤلاء يقومون بدور اخر قذر وهو انتمائهم الى اجهزة مخابرات بلدانهم وكانوا يعطون المعلومات عن اتجاه الوضع العراقي وكيفية اجراء الصفقات التجارية والحربية . ان وجود هؤلاء في العراق قد تم في اصعب الضروف التي مر بها البلد وهم الان يعتبرون الحلقة الاخطر في الوضع الامني بسبب تواجدهم في كل مكان ويمتلكون الصيغة القانونية في بقائهم في العراق بالرغم من اعتراف اغلبهم بجرائم كثيرة بحق العراقيين. والمطلوب الان من الحكومة العراقية المنتخبة ان تقوم برد الاعتار للعراقيين وملاحقة الذين اسائوا للعراقيين في زمن صدام ويجب ان يكون التسفير هو مصير كل من يثبت تورطه في الارهاب في زمن الساقط صدام وحاليا ومهما كانت المدة التي قضاها في العراق. ومادام العراقيين لايجدون فرصة عمل في بلدهم الان فماذا يعمل سوداني او مصري عاث ويعيث في ارض العراق فسادا وارهابا. نطالب الحكومة العراقية والبرلمان العراقي القادم وضع اجراءات صارمة حماية لارواح المواطنين وذلك بالاعتماد على الايدي العاملة العراقية عند التعامل مع الشركات العربية وذلك تفاديا لقدوم الارهابيين الى العراق. كذلك على الحكومة ان تقوم بوضع لائحة للتعامل مع الذين يشجعون على الارهاب -دول وشركات وافراد- ويدعمون العمليات الارهابية ووضع لائحة باسمائهم ومنعهم من دخول العراق احتراما لكرامة ابناء ضحايا الارهاب وكذلك ملاحقة هؤلاء قانونيا بعد التحري عن الاموال التي نهبوها وحصلو عليها ثمنا لما قامو به في تمجيد للطاغية والارهابيين البعثيين. وضع لائحة سوداء باسماء كل الشركات التي تعاملت مع نظام صدام وقامت بتسهيل سرقة ثروة العراق واعطاء اسماء تلك الشركات الى اجهزة الاعلام واطلاع الراي العام العراقي عليها. كذلك الضغط على الحكومات التي تأوي المتعاونين مع النظام الصدامي الساقط ومطاردتهم قانونيا امثال المجرم عبدالمجيد الرافعي وبدر الدين مدثر وقاسم سلام والياس فرح وقادة الاحزاب الدينية السورية الذي كانوا معارضين لنظام الرئيس الراحل حافظ الاسد والذين تواجدوا لفترة طويلة في العراق وتعاونوا بشكل تام في قمع الشعب العراقي وتشجيع صدام على الحروب والكراهية. وكذلك ملاحقة بعض الابواق الاعلامية المجرمة التي كانت ولازالت تطبل لصدام وتنعت الشعب العراقي باقذع الالقاب وتشتم الشهداء وتصفهم بما لذ لهم من القاب دنيئة. ان هؤلاء حصلوا على المال اللازم من قوت الشعب العراقي واسسوا مؤسسات اعلامية هدفها التطبيل لصدام وحروبه ومحاولة زرع الكراهية في قلوب بقية العرب على العراقيين وتشجيع العرب على الذهاب للعراق بحجة الدفاع عن العرب والعروبة. ان الجهات الرسمية العراقية مطالبة وبشكل فوري في عدم التهاون في مسألةحماية الشعب العراقي من بطش المجرمين القتلة الوافدين من الاردن واليمن والسعودية والسودان ومصر وشمال افريقيا والذين وصل عددهم بالالاف وهم جاهزين للاجهاز على العراقيين عبر الاحزمة الناسفة والسيارات المفخخة والاسلحة الخفيفة والثقيلة. الواجب الوطني يحتم على الحكومة ان تحمي ارواح الابرياء وتحاصر اوكار التجمعات العربية في بغداد وبعض المحافضات ومراقبة البعض الذي لايمكن تسفيره وكذلك عدم السماح لهم بالعودة الى العراق اذا قررو السفر الى بلدانهم لان اغلبهم جاء بسبب افرازات واجرام النظام البعثي السابق قد يقول البعض ان الدول العربية ستقوم بعمل مماثل تجاه العراق في منع العراقيين والتضييق عليهم في مجال دخول اراضيها . ولكن الحقيقة ان العراقيين لم يقوموا بنفس الدور الذي مارسه بعض العرب في العراق وعلى الحكومات العربية ان تتعامل بالمثل مع اي عراقي يعبث بامنها ولهم الحق في ذلك مثلما لنا الحق في اجراءاتنا. ومن يريد العش في العراق من العرب الوافدين عليه ان يحسب حسابه ان العراق ليس دولة الخلافة المنشودة او البوابة الشرقية للامة العربية بل كيان مستقل يعيش فيه شعب يتكون من مختلف القوميات والاديان والمذاهب والثقافات
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |