|
هل انتصر العراق الشيعي على العراق الأمريكي ؟ حكومة كارثة وطنية علي الشلاه / كاتب وشاعر عراقي ما أن انحسرت حمى الانتخابات العراقية وبدت ملامح المشهد السياسي الحقيقية التي لم يرد كثيرون توقعها ، حتى غدا الداعون الى الانتخابات أعداءً لنتائجها، التي عكست الديموغرافيا العراقية بشكل واقعي طالما تم تجاهله والقفز عليه من خلال الزعم والتمويه والأكاذيب التي صارت ارسخ من الحقائق في افواه بعض الطائفيين المرضى وزوائدهم الممتدة خارج الحدود . ان اهم ما خرجت به الانتخابات ليس في عدد مقاعد هذا الطرف او ذاك بل في التمثيل المذهبي للسكان والذي اعطى الشيعة نسبةً قاربت الثلثين ، ولذا فقد افتضح بعض الساسة الطائفيين امام محازبيهم الذين افرطوا في ايهامهم بالنسب وتوزيعها، وان الشيعة في العراق هم سبعة انفار متفرقون جاء ستة منهم من ايران وواحد تم تفريسه بعد الولادة بسبعة ايام بعد ان كان بعثياً صحيح النسب. وبدل من ان تقود هذه النتائج التي أثبتتها اللجنة الدولية يوم أمس الى اعادة النظر في الخطاب الطائفي السائد فقد جيش المدعون الجماهير ونقلوها من بعض المدن والقرى المحيطة ببغداد ليطلقوا رصاص الرحمة على الوحدة الوطنية من خلال الصراخ المريض ( بغداد حرة حرة والثورة تطلع بره ) والثورة هنا هي مدينة الصدر التي عانت ودفعت دماء خيرة بنيها ليثبت ملك المتظاهرين الذين خاطبهم الجنرال الصدامي خلف العليان ، بأنهم ليسوا أقلية وهم كل العرب من المحيط الى الخليج، أي ان سيادة الجنرال الذي لم ينتصر في أي حرب مثل سيده صدام يريد ان يكرر مافعلوه عام 1991 م فيملأون البلد مقابر جماعية من هؤلاء الشيعة الأعاجم مادام هو قد اخرجهم من عروبتهم - التي هي دون شك أصدق من عروبته – عندما زعم ان العرب من المحيط الى الخليج معه ضدهم وأذن فهم ليسوا من هؤلاء العرب الذي ينتظرون اوامره غير الشريفة. لقد اظهرت الانتخابات كل الحقائق وعرت كل الوجوه ، وهاهم جميعاً يريدون الغاء نتائجها ويريدون حكومة وحدة وطنية، وكأن الوحدة الوطنية لا تتحق الا بمحق الديمقراطية وكسر الخيار الشعبي الحر الذي جاء عبر صناديق الاقتراع ، لقد عاش العراق ثمانين عاماً يحكمه خمس شعبه ولم يزعم الزاعمون بأن الوحدة الوطنية ستتعرض للانكسار لكن عندما صار بوسع الجميع ان يحكموا وفقاً لحجومهم الحقيقية فان الوحدة الوطنية قد أصبحت في خطر ، وكأن هذه الوحدة الوطنية هي اشخاص بعينهم وربما طائفة بعينها وفي حال خسرت هي الانتخابات او لم تنل اضعاف حجمها حتى ولو بالتزوير والارهاب والملثمين فان الوحدة الوطنية في خطر. انني احذر قائمة الائتلاف العراقي الموحد من التهاون في حقوق من انتخبهم لهويتهم لا لأشخاصهم ، والرضى بما هو اقل من استحقاق الانتخابات لأن في ذلك خيانة للأمانة وتزوير لارادة الشعب الذي جازف بحياته من اجل ان يعيد الحقائق الى نصابها ، وان الحديث عن حكومة وحدة وطنية تعطي للآخرين أكثر مما يستحقون مرفوض بالمطلق، ولا يملك أي كان الحق بالتفريط بما هو من حقوق الناس جميعاً، وان التحجج بالمناخ الأقليمي والرغبة الأمريكية وسفيرها الذين استيقظت فيه طائفته بعد طول سبات، حتى غدا طرفاً لا وسيطاً كما كان أثناء كتابة الدستور أو كما هو دوره المفترض ، بل صار سكرتيراً لجبهة المحاصصة أعني جبهة التوافق ( ما الفرق بين المحاصصة والتوافق ؟ اليس هذا لعب باللغة فقط يا مدرس النحو عدنان الدليمي ). اليوم وبعد ان اتضحت مصداقية الانتخابات دولياً فان على كل من اهان الاكثرية العراقية ان يعتذر لها ، واولهم الذين استعدوا العرب على العراقيين ودعوا الى ابادة طائفية في العراق عبر خطبهم وخطاباتهم وعلى المجلس القادم ان يقاضيهم ويقاضي من نظم مظاهرة الطائفية التي هتفت بطرد أبناء مدينة الثورة من امهم بغداد لأن هذه السابقة خطيرة جداً وهي تتواشج مع عمليات التطهير العرقي في اللطيفية والمحمودية والمدائن وغيرها. لقد هزم العراق الأمريكي وحلفاؤه دون شك في الانتخابات الأخيرة وها هم يسعون جميعاً لتزوير الارادة الشعبية بمسميات عدة كلها وطنية وجميلة ، لكنها لن تنطلي على الأكثرية العراقية التي تنتظر النتائج التي سترسم معالم السلطة التنفيذية ، واذا لم ترضها النتائج فان التشدد هو الذي سيسود الخطاب القادم ، وذلك واضح في كل بيت عراقي من بغداد الى البصرة حيث تكمن هوية العراق المنتصر بدون جنرالات ولا عسس بل عير صناديق الاقتراع المسالمة.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |