ان سقوط الطاغوة كانت بشارة خير واعادت البسمة للقلوب الدامية التي هجرت (بضم الهاء) , هذه القلوب التي عانتبفقد احبتها وابنائها وعانت بغربتها وفقرها مستجدية الرحمة من هنا وهناك , وقساوة الحياة تسحق ادميتها وتنخر كينونتها , ولكن ماذا حدث ؟ لقد سقط الطاغوت , وانتهت حقبة طوفان الظلم , فجائتنا فترة الارهاب والتقتيل على ايدي التكفيريين وبقايا البعثيين , فالقتل استمر في الداخل ومعاناة اهلنا مازال في الخارج , لماذا كل هذا يحدث لنا ؟ هل زوال النظام من عدمه صار واحد ام هناك تقصير من الجعفري وادائه السيء مع الكثير من الوزراء؟ الجعفري عندما يخطيء يحاول تصحيح خطئه بأخطاء اخرى ويدخل في متسلسلة اخطاء غير منتهية , والحكومة فقدت اجهزة استشعاراتها وما عادة تعمل الا على ندائات الاستغاثة وبتردد عالي جداً لكي تفهم الناس وتسارع لتقديم المساعدات وفي الاوقات الحرجة لكي تستغلها كدعاية خبيثة لها, وعندما تفقد الحكومة اجهزة استشعاراتها فهذا دليل واضح على بعد الحكومة عن الناس او ان مؤشر الاستشعار مصاب بخلل وفي كلتا الحالتين الحكومة مقصرة وغير مؤدية واجبها بصورة صحيحة .
لقد قرأت نداء الاستغاثة من الكرد الفيلية في مخيم ازنا والتي وجهتها مشكورة الدكتورة بيان الاعرجي على موقع صوت العراق http://www.sotaliraq.com/articles-iraq/nieuws.php?id=24507, والبيان كان لا بد ان لا يوجه الى الجعفري لانه هو رئيس الوزراء وعليه واجب الاستشعار بالمواطنين في الداخل وفي الخارج و انا اتفق مع الاخت الفاضلة الدكتورة بيان في توجيهها الى سماحة السيد عبد العزيز الحكيم والسيد رئيس الجمهورية الاستاذ جلال الطالباني لمد يد العون الى اهلهم في ازنا في ايران وفي كل مكان يعاني فيها العراقييون .
لقد استلمت سهيلة عبد جعفر وزارة الهجرة والمهجرين , والاختيار وقع على الكورد الفيليين لتولي هذا المنصب لأن الفيلية هم اكثر الناس استحقاقاً لهذه الوزارة لمعاناتهم من التهجير القسري الذي مارسه النظام البائد ضدهم , ولكن ماذا حدث لم تقدم الوزيرة يد العون لأهلها العراقيين في المهاجر والمنافي مبررة ذلك بقلة صلاحياتها ومحدوديتها ونسألها لماذا سكتت عن ذلك لماذا لم تقول ذلك وتفضح من يحدد صلاحياتها ام انها خافت على منصبها ان يطير من بين يديها , وخافت على المكاسب الدنيوية التي تأتي مع شغل منصب وزيرة وخافت على العطايا والهدايا التي تحصل عليها , ان لوزارة الهجرة والمهجرين مكتب في طهران فما عمل هذا المكتب هل يحصون الحصى ام يعدون النجوم , لماذا لم يقوموا بواجبهم تجاه العراقيين ؟ ولا بد لأخوتنا واهلنا في مخيم ازنا قد وجهوا ندائهم لهذا المكتب ولم تلقى ندائاتهم اي استجابة , ولما يجيبون مادام الفساد ينخر الحكومة ككل , هل سيكونون خارج الحكومة لكي يستجيبوا لندائات اناس فقراء مستضعفين .
ان على كل سياسيين العراق ان يفهموا ان العراقيين وكرامتهم امانة في رقبتهم , وعليهم ان لا يهينوا كرامتهم في التذليل لهم ووضعم في موضع الذلة والحاجة المستمرة لعطاياهم وهداياهم .
ملحق
نداء إستغاثة من الكرد الفيلية في مخيم ازنا بإيران - الدكتورة بيان الاعرجي
[21-01-2006]
بسم الله الرحمن الرحيم
" و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون"
سماحة ا لسيد عبد العزيز الحكيم المحترم
السيد رئيس الجمهورية مام جلال الطالباني المحترم
السيد رئيس ا لوزراء الدكتور ابراهيم الجعفري المحترم
لقد تسلمت اليوم نداء إستغائة عاجل من اللاجئين العراقيين في مخيم أزنا في إيران ، و أكثرهم من الأكراد الفيلية العراقيين ، و عوائل عربية عراقية من المهجرين من مناطق الاهوار ، الساكنين في مخيم ازنا في إيران ، حيث تـنخفض درجات الحرارة الى 35 _ خمــــس وثلاثين مئوية درجة تحت الصفر ،إن عدد الساكنين في هذا المخيم هو 1007 الف و سبعة أشخاص من الرجال و النساء و الاطفال حيث يعيشون فيه منذ اكثر من 24 عاما و ليس لديهم سكن في العراق و لا يملكون حتى ا جور العودة اليه ....
ان هؤلاء ا لضحايا بحاجة ماسة الى المساعدة المستعجلة :
فهم في حاجة ماسة الى شراء مادة الكيروسين و النفط الاسود للتدفئة حيث يرتجفون من البرد القاسي ، كما انهم يفتقرون لاساس الحياة و هو طبخ طعامهم ، و لا يوجد عندهم وسيلة سوى تقديم المساعدات المادية المستعجلة لهم.
و كذلك فقد قطعت عنهم المواد الغذائية منذ فترة ، و لا يتسلمون مساعدات تذكر ، و حتى الامم المتحدة فانها قد اوقفت هذه المساعدات منذ فترة .و الحكومة العراقية لا تقدم لهم اي عون حتى تاريخ كتابة هذه الإستغاثة.
استحلفكم بالله يا سادةأن تمدوا لهم يد العون بواسطة السفارة العراقية في طهران ا و اية وسيلة أخرى ، باسرع و قت و الا سوف تزهق أرواح
فهم مواطنون عراقيون مغلوبون على أمرهم...
عانوا من ظلم الدكتاتور السابق ، الكثير ، و فقدوا اولادهم في زنزناتهو تصوروا انه بذهاب صدام و حكمه سوف تتحسن احوالهم ...
و لكن ... لحد الآنلا يزالون يعانون ، و بالرغم من مرور ما يقارب 3 سنوات على رحيل الطاغية لم يطرأ عليهم اي تحسن...بل زادت احوالهم سوء....
انا واثقة ان هؤلاء هم اخوتكم و ابناءؤكم و بناتكم ... ينتظرون منكم ان تنظروا اليهم بعين الرحمةفهل نتركهم يعانون من البرد و الجوع معزولون عن العالم يقتلهم البرد القارس _ في درجة حرارة تحت 35 مئوية و يعا نون الجوع و العوز.... و بدون مواد غذائية....
الدكتورة بيان الاعرجي
مسؤولة جمعية الاحسان الخيرية
لندن 20/1/2006
العودة الى الصفحة الرئيسية