المثل العليا لمحاربة الإرهاب داخل العراق لا في هيلتون فيينا

 

وداد فاخر* / النمسا

تقليعة المؤتمرات خارج العراق لبحث أمور عراقية بحتة يجب أن تبحث في داخل الوطن الذي يشهد إرهاصات عديدة من أجل ولادة عراق جديد عراق خال من الدكتاتورية ونفي الآخر ، عراق حر ديمقراطي فيدرالي موحد ، هذه التقليعة تثير تساؤلات عدة ، وتؤشر نحو من يبتدعها بأصابع الاتهام بتحويل الأنظار من داخل العراق حيث يجب أن يكون النقاش الحر هناك وليس في صالات فنادق الغرب الراقية ، وبأموال لا ندري من أين جيء بها !! ، وأشخاص لا يتمتع البعض منهم بتاريخ سياسي مشرف وهم يتحلقون وبطريقة انتهازية حول شخصية أثير حولها غبار كثيف أصاب عيون البعض بعمى الألوان من فرسان الوطنية العرجاء ، الذين لا يتركون فرصة تمر إلا وارتفعت أصواتهم تلهج بالدعاء بأن يزيد الله في عمر ( ماما أمريكا )  .

ويعتقد العديد من المراقبين السياسيين في العاصمة النمساوية فيينا أن لا حل لمشكلة الإرهاب مثل مؤتمر هيلتون الذي ظهر فجأة كنبت شيطاني في وسط فيينا هو والرابطة التي أعلن عنها بدون إنذار ، والتي يعرف جميع العراقيين من العارفين ببواطن الأمور المسبب والدافع الشخصي لظهورها . فالحل الجذري لمشكلة الإرهاب لا يكون بتحلق شخصيات غريبة ، حتى على الوسط السياسي الوطني العراقي في فيينا ، أو مشبوهة سياسيا ممن ينتهز المآتم المقامة من اجل اللطم والردح واخذ المقسوم بعد ذلك على طريقة الندابات . أو ظهور البعض من بعض السياسيين ( نص ردن ) بمظهر الخائفين على امن العراق والعراقيين وسط بهو وصالات هيلتون ، والقادمين من دول شتى ثم التهييء لضرب ( الثريد ) وملحقاته ، وبعدها الخروج بمقررات تظل حبرا على ورق كما حدث في الاجتماع الوحيد اليتيم في  ( شاترلو ) على الأراضي الفرنسية ، ليظل بعد ذلك أمر ما تبرع به من قبل البعض أفرادا وجماعات  للمرحومة منظمة  المجتمع المدني التي هدمها بطل اجتماع فيينا الحالي قيد السرية .

فالجميع يعرف إن وراء الإرهاب قوى ومسوغات دولية أسست للوضع الإرهابي الموجود على الأراضي العراقية منذ أول لحظة وطأت أقدامها الأراضي العراقية ، وشجعت على دخول الإرهابيين بالجملة للأراضي العراقية في طريقة واضحة ومكشوفة بحجة جعل العراق ساحة لمحاربة الإرهاب ، من اجل مكاسب مستقبلية معينة في العراق والمنطقة اجمع ، لذلك ظلت مشكلة الإرهاب مستمرة للسبب نفسه دون غيره من الأسباب ، مضافا لكل ذلك ترك آلاف الإرهابيين الذين قبض عليهم بالجرم المشهود يتسكعون داخل السجون العراقية دون محاكمات سريعة ومن حكم عليهم فقد حكم بأحكام واهية ضعيفة لا ترقى لدرجة الجرم الذي اقترفه الإرهابيون . بينما أطلق سراح العديد من مجرمي النظام العفلقي السابق دون أية مساءلة قانونية ، وأعيد دهاقنة البعث لمفاصل السلطة وفي السفارات العراقية في الخارج ، وترك لمن تضرر من النظام البعثي الساقط التمني وهو أصلا رأس مال المفلس كما يقال . أي إن الغرض الأساسي لإسقاط النظام الدكتاتوري السابق كان فقط لإزالة مجموعة آلـ ( 55 ) الذين وردت أسمائهم في أوراق اللعب ، وليس كما كان يظن بأن ما يراد منه هو إزالة أسس نظام إرهابي دكتاتوري عنصري متهور ، الذين لا زالوا يتمتعون بالحماية الكافية من قبل القوات ( المحتلة ) على رأيهم هم ، ويهددون الشعب العراقي بملء أفواههم بالقتل والتدمير دون أن يحاسب أي منهم قانونيا كما تقتضية اللوائح القانونية المعمول بها في أصغر دولة في العالم المتمدن . فمن ( كانت أمه في البيت يشبع چکليت ) . وما تهديدات عدنان الدليمي وصالح المطلك ، و ( الرفيق المؤمن ) طارق الهاشمي ببعيدة عن العراقيين ، وقد اثبتوا تلكم التهديدات مباشرة وعلى الفور .  والعودة ( الميمونة ) لـ ( المناضل ) ظافر العاني وبقية ( الرفاق ) الذين ( استبشر ) بهم الشعب العراقي ( خيرا) بعد غياب طويل عن الساحة السياسية العراقية التي ( افتقدتهم ) كثيرا ، تدل على ( بعد نظر ) سياسي كبير ، و ( مكاسب وطنية ) عديدة سوف ( ينالها ) كل المعادين لنهج البعث ، ويظهر ذلك جليا في الكلام المعسول الذي يطلقه ( فرسان ) البعث لتحييد دور الإخوة الكورد بغية الاستفراد بـ ( شيعة علي ) وخاصة أهل جنوب العراق من ( الشراكوه ) الذين لا مكان لهم في لغة البعث ( الوطنية ) كونهم صفويين عجم لا غير .    

إذن ما فائدة الحديث عن حل لمشكلة الإرهاب وسط هذا الزخم الهائل من الأخبار التي لا تسر السامعين ؟ ، ولم لا يتم الحل من داخل العراق بتصفية الإرهابيين بواسطة محاكم ميدانية سريعة ، كون الغالبية منهم من الذباحين و ( السلابة ) ، والقتل بالجملة ؟؟!! . أسئلة عديدة مطروحة على ( ماما أمريكا ) صاحبة الحل الجذري للإرهاب داخل الوطن الجريح الذي أسمه العراق !!! .

ومتى تقر عيون آل الضحايا من العراقيين الذين ذهبوا ضحية مذابح البعث من الكورد والشيعة بتحقيق حكم الله والشعب بالمجرمين الذين يلقون على مسامع الضحايا ( خطب عصماء ) في المحكمة الجنائية العراقية؟؟!! .

أخيرا من يخلص العراق من بعض العراقيين الذين وجدوا في مصيبته باب رزق يترزقون من ورائه من اجل الكسب السياسي والمادي ؟

 

 * شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج

 العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com