بقعة ضوء((34)) ورود عراقية تذبل في مخيم أزنا بإيران

رائـد محمـد

كاتب عراقي مستقل

raid1965@hotmail.com

كم أنت جميل أيها الفيلي العراقي  الذي مازلت حياً ونابض بالحياة تنزف جرحا بعد جرح بدون أن تقول أه وتبتسم وتمضي فوق جراحات الوطن وعينك شاخصة إلى الوطن وتدعو لنصرته على رغم المحن والألم والجرح الغائر ..

بالأمس سلبك الدكتاتور جنسيتك وعراقيتك زورا وبهتاناً بالرغم من انك عراقي اكثر من أي عراقي وهو ابن خنا كما وصفه ألجواهري الرائع ..

بالأمس عاملك الإيراني المسلم كأنك قادم من كوكب أخر وجعلك تتعرض لآلاف المحن أولها وليست لها أخر بحر من الحزن والبرد والهم والجوع والعطش وكنت كالجبل شامخاً لم تغيرك هذه العنصرية البغيضة.

بالأمس عبدت ساحات العراق بكل اسم جميل وكنت قمرا وشمسا يستنير به كل عراقي شريف وكنت مناراً لكل الأحرار.

واليوم وأسفي استمرت مأساتكم في عراقنا الجديد رغم أن الجميع زايد عليك وأرادك صوتاُ في صناديق الانتخابات لاغير  ومن ثم تذهب إلى أقاصي الأرض أو تذبح أو تأكلك اسماك المحيطات أو تجمدك ثلوج الصقيع البارد واليوم يدفنو رؤوسهم في الرمل كالنعام من اجل أن يدعي انه لا يعرف عن الأمر شيئا .

فإيران تلك التي تدعي الإسلام  أثبتت أن رؤيتها للإسلام لا تتناسب مع الرؤيا الواسعة والصدر الرحب في التعامل مع باقي المسلمين بروح واحده كما قال حادينا ومعلمنا الإمام على عليه السلام(( أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)) ولم تتعض من أن كل الإسلام المحمدي هو واحد وخاصة أن كان هذا الإسلام من الفرع المحمدي الأصيل من شجرة أل بيت محمد ((عليهم السلام)) وإذا كان هذا  البلد المسمى إيران هو بلد أجنبي لايمت لشيعة العراق بصله بل علينا أن نعرف  أنهم وان عملو فان ذلك لايعني للعراقيين بشئ وعلى من ينتظر أن تكون إيران هي السند له فهو واهم ويقراء الواقع بنظارات سوداء أو من زاوية طائفية مقيتة لا نشجعها أبدا وعلينا أن ننظر لهؤلاء العراقيين في هذا المخيم في محنه و عوز وجوع ومحاربين نفسيا واجتماعيا ويحتاجون إلى دعم كل عراقي يعتبر نفسة مدافعا عن العراقي ومطلوب من كل الساسة العراقيين مرورا برئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والحكومة وبالأخص وزارة الخارجية ووزارة الهجرة والمهجرين ومؤسسات المجتمع المدني لحماية هذه الثلة المظلومة من قبل الجميع في العراق وخارج العراق من هذا المأزق الذي امتد لما يقترب من 30 عاماً والجميع يتحمل مسؤولية حماية المظلومين..

وعلى الساسة في العراق الجديد أن يدركو أن العراقي أصبح اليوم رقما صعب وان ساندهم اليوم وأوصلهم إلى ما يبتغونه فانه في القادم من الأيام سيجعلهم خارج حساباته ويلفظهم لأنه عرف أصول اللعبة الديمقراطية وهذا حقه ومتمسك به اليوم وغداً .

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com