أتصور الفكرة التي تخطر على بابل من يقرأ عنوان هذا المقال آذ ربما سيسأل باني تركت حقوق الانسان وبدئت أروج الى الفرق الغنائية ولاسيما الفرقة الامريكيه المشهورة بهذا الاسم ولكن في الحقيقه انها بدايه لسلسله من التحقيقات عن هذا الجانب من بابل الخير والعطاء.
انت تراهم في ذهابك ومجيئك من العمل انهم موجودون امام انظار الكل في السوق والكراج والعمل وحتى المتنزهات انهم اطفال بعمر الورد ونساء باعمار تفتحت وذبلت وسط الجوع والفقر وشباب وكهول كل هذا على مرأى ومسمع من اعين اصحاب النخوه والرحمه ورجال السياسيه والدين الذين يرزمون الدولارات فوق بعضها البعض.
بدئت رحلتي في تقاطع النسيج في نادر الثالثه حيث راقبت الصبية ما ان تقف السيارات بصفارة رجل الشرطه وليس الاشاره المروريه لانها تعبت من العطل ولجات الى الصمت المطبق واستطعت ان اغري احدهم بالحديث معي بعد شرائي لعلبه مناديل ورقيه بضعف ثمنها الحقيقي في السوق فاجابني بالتعريف عن اسمه بانه حيدر محمد عمره 13 سنه طالب في السادس الابتدائي واخبرني بان الربح وفير يعني 4-3 الف في اليوم وانه يعيل عائلته المكونه من 4 بنات ووالده ووالدته واخبرني بان والده موظف في الدوله وعندما سالته عن المدرسه اجابني بين يوم ويوم اداوم والله كريم وتركني وركض بعد توقف السيارات.
وكانت محطتي التاليه في اثناء طريق عودتي الى مكان عملي في شارع أربعين مركز الحله حيث لمحه اثنان من الاطفال قرب كوم من النفايات والتي هي من الظواهر الجد عاديه في بابل ينبش الاكبر منهم الذي يبلغ السابع او الثامنه الازبال وعلى كتفه كيس محمل بعلب متنوعه ورد على تحيتي بعد شيء كبير من التردد هله خاله واجبته بماذا يفعل فرد علي بانه يلقط رزقه من جمع علي البيبسي والكولا والعصير وبيعها مره اخرى الى اصحاب المجمعات الذين هم الدرجه الاعلى في الوساطه ثم تنتقل الى معامل الله يعلم باي حله جديده تعود لنا وعندما سالته والمدرسه اجاب خليهه لاهله وتردد سؤال في نفسي الحمد لله ونحن تحت مجانيه التعليم او بقايا التعليم الالزامي وهرب مني عندما سالته عن الرزق فلربما تصور باني سوف احسده.
ولربما الطامه الكبرى عندما ترى فتيات بعمر الورد وفي وجهوهن الم الحاجه والذي يثير القلق والخوف بانهن يستجدين وسط مجتمعات لاتصلح لهن كراجات وفي اوقات متاخره من اليوم وهنا يكون السؤال المهم ماذا يحدث لو وقعت بأيدي غير رحيمه ونزيهه لمذا ندفع الناس الى حافه الهاويه ثم نتباكى على الجريمه والانحدار الخلقي وسيكون هذا موضوعي في الحلقه القادمه فانتظروها.
العودة الى الصفحة الرئيسية
