لاشك أن التركة في العراق على مختلف الأصعدة
, الأقتصادية والصحية والأمنية والأدارية والمالية كانت ثقيلة . لكن في الكثير
من هذه المفردات , تعمقت المشاكل أكثر فأكثر , بسبب السياسات الخاطئة
للأمريكان وللكثير من المتصدين في موقع المسوؤلية في العراق منذ سقوط الصنم الى
يومنا هذا .
ثم لا أحد ينكر أن أستمرار النزف العراقي يتطلب من الجميع وبالأخص الحكومة
القادمة ,أن تحاول وبأقصى الجهود أيقافه . رغم أن وطننا يترنح اليوم ويطلب منا
, جميعا , مساعدته , قبل أن يهوي ,لاسامح اللة نحو هاوية معتمة . اليوم عراقنا
يستغيث بنا , ينادينا , ومعظم شعبه متعب وجائع ومتوجع , وربما بعضه محتضر .
لنمد أذرعنا أليه .
لنترك أطنان من أحقاد الماضي , والأنانيات المنحطة والنرجسيات الجوفاء والتافهه
.
ليتجرد الجميع منها , ويبقي مصلحة العراق وطنا وشعبا فقط أمام عينيه .وأملنا في
الأيام المقبله , في أختيار أصلح المرشحين ليكون رأسا للسلطة التنفيذية , من
رجالات الأئتلاف العراقي الموحد .
من يبحث عن الكفاءات ليضعها في موقعها الصحيح , وفق مقاييس صحيحة , خارج
العلاقات والأرتباطات الحزبية الضيقة .يقرب الذين يضعون مصلحة الشعب فوق كل
أعتبار , لأن في ذلك وحده خسران للعدو وأقتراب صفحته الأخيرة , ليترك العراق
للعراقيين . صاحب موقف شجاع , يشرك أوسع الدوائر معه , عندما يفكر , ويقدم على
أي عمل . مستقل بنفسه ,ويريد الأستقلالية لكل فريق عمله , والأستقلالية هنا
ليست معاكسة للحزبية.
بل للأحتكار الحزبي السياسي، الذي لا يميز بين فواصل الدولة والتنظيم، بل يختزل
الأولى في الثانية.
ليحجر على الولادة الطبيعية للكوادر السياسية والأدارية والمهنية، ليتعامل مع
دائرة ضيقة، وطاقم محصور بعدد من الشخصيات التي تجيد التملق له أكثر من أي عمل
آخر . شخص يبني الوطن ,لا يختزله بحزبه , ثم يختزل الأخيرة بشخصه . نحتاج الى
من يؤسس لثقافة أختيار الأكثر عطاءا والأكثر وفاءا للعراق , والأبعد عن ثقافة
الأقصاء , والتحزب والتخندق ضمن دوائر صغيرة , مرسومة بشكل تتناغم مع صفاته
النفسية, ليعمق أكثر فأكثر من أخطار وقوع المواطن في حالة اللامبالاة والسلبية
التي لاتليق بمواطن عهد العراق الجديد.
نحتاج الى رأس للسلطة التنفيذية لا يوجد عنوان للفساد والأستبداد في ممارسته
ودائرته المقربة , ليقبض على الجمر وهو سائر في طريق الأصلاح الشاق والطويل.
ينهي توحش حب السلطة , وتحالفها غير الشرعي مع الأعلام المحتكر " بفتح التاء "
والمجير لصالحه.
نحتاج لمن يكون قويا صلبا , وهو سائر في طريق, تقليص مساحة البطالة والفساد
وثقافة النهب والتهريب الى أقصى الحدود. لنعطي تعريفا أكثر أتساعا لمفهوم خيانة
الوطن .
عندما لا تكون السياسة واضحة ومكشوفة , بل معتمدة على الكلام غير الدقيق الذي
يتميز بالعموميات , لتسطيح الوعي وتسفية قيمة الأنسان ,المواطن , ليسبح في
فضاءات عالم الأنشاء والتيه في الفراغ الخالي من محتوى ومضمون معتبر. نحتاج الى
من يتعامل بلغة الأرقام , لأنها لغة العصر , ومفتاح التنمية , على كافة
المستويات من الوزير الى الوكلاء ونزولا في السلم الوظيقي المعروف. ليعيد
الأعتبار لمبدأ العدل الأجتماعي عملا , لاشعارا فقط. يعمل على معالجة جذرية
للفرهود الوظيفي , ليفكك شبكة المحسوبية والمنسوبية , وينهي حالة أستيلاء وزير
على وزارته ومدير على المنشأة والمديرية , ليجعل كل مفاصلها بلونه الحزبي.
هذا لا يكون الا أذا بدأ رئيس الوزراء الجديد بكل هذه الأجراءات , أبتداءا منه
, ليطهر حاشيته وموظفيه من ثقافة الهيكلة المؤدلجة التي تعزز من تسلل أفراد
تكون صفة الأنتهازية هي الأبرز عندهم , لتغطي على عوامل الكفاءة والنزاهة أن
وجدت.
يحارب صناعة الببغاوات والقطعان الهائمة التي لا تجيد الا فن التملق . بل يكون
عاملا في بناء العقول الحية المبصرة القادرة على بناء المواقف وصناعة الأحداث .
لأن التبعية العمياء الصماء تقتل الطاقات وتسحق الشخصيات .
من يفسح المجال أمام جميع المخلصين , لا يستبعدهم , كي يساهم الجميع تحت أدارته
لتطوير المنظومات السياسية والأقتصادية والأجتماعية , كل حسب قدرته وكفاءته.
لنختار من هو أبعد الى العقلية الشمولية وربما التآمرية . يخضع الكل لدولة
القانون التي تضمن حقوق وواجبات متساوية , في كل شي . حتى في أمكانية المساءلة
والعقاب , في حالة الخروج عن الصواب . يجعل للنقد البناء دورا محوريا ومركزيا
في تصويب وتعرية الأخطاء والسلبيات .
خلاف كل ما ذكر أعلاه , سوف ييأس منا العراق , لأنه سيكتشف بأن ثمة عراقا آخر,
زائفا , صغيرا , يقبع في قلوبنا المظلمة .
العودة الى الصفحة الرئيسية