هروب القاعدة من العراق..المُتضرر والمُستفيد

محمد عيسى
mido_aliraqi@hotmail.com

ان اتساع مساحة الجرائم التي ترتكبها القاعدة في العراق من الناحية الجغرافية والمذهبية بحيث اصبحت تطال ابناء شعبنا في مناطق الرمادي وصلاح الدين واطرافها وماوصلت اليه تلك الجرائم حيث طالت عدد من شيوخ العشائر والرموز الوطنية في تلك المحافظات كاغتيال الشيخ اياد العزي في الرمادي وبعض ائمة الجوامع وشيوخ عشائر الدليم فئ الانبار والجنابات في صلاح الدين وشخصيات وطنية اخرى في هذه المناطق لايسع المقال لذكرها, كل تلك الجرائم تؤكد افلاس مرتكبيها وكشفوا القناع المزيف الذي وضعوه على وجوههم التى تختلف عن وجوه بني البشر وإدعوا لفترات طويلة بانهم جاؤو لتحرير العراق وقد كشفهم الشرفاء من ابناء شعبنا بان تلك الزمر انما جاءت الى العراق لضرب وحدة شعبه ولتأسيس امارة لها متعصبة متطرفة معقدة كما كانت طالبان .
لكن هناك ثمة مسألة مهمة جدا خاصة بعد ورود الاخبار حول انتفاظة شعبية ضد عناصر هذا التنظيم المجرم حيث اخبار عمليات تصفيتهم في الرمادي وسامراء , هذه المسألة تتعلق بهروب تلك العناصر خاج الحدود الى الدول المجاورة واي من تلك الدول ستحاول التصدي لها في حالة هروبها اليها , عدد من الدول المجاورة ستتصدى لتلك العناصر بسبب مااصابها وماتعرضت لها تلك الدول من اعمال ارهابية وبالتالي ستحاول منعها من الدخول الى اراضيها ومن الدول الاخرى الى سهلت عبور تلك العناصر الى العراق سوف تفتح حدودها لهم ومنها من سيفتح حدوده لهم لينتقلوا ربما الى افغانستان من خلالها , ان المستفيد من هروب تلك الزمر الاجرامية هو الشعب العراقي بكل تأكيد كي ينعم بالامان المفقود لسنتين ونصف ولكن هناك مخاطر من عودة هؤلاء مرة اخرى الى العراق فما هو المطلوب اذن...هل ان طردهم الى خارج الحدود يكفي ام ان التعاون الفوري مع دول الجوار لتصفية واعتقال هذه العناصر قبل هروبها وقبل دخولها الى تلك الدول اي مطاردتها واعتقال عناصرها على الحدود كي نضمن خلاصنا النهائي منهم .
وهناك طرف متضرر ومستفيد قي ان واحد ينبغي علينا تسميته بوضوح وبلا تردد او تملّق وهو الجانب الامريكي والبريطاني ومن حولهم الدول المتعددة الجنسيات , ومن المعروف للمواطن العراقي والعربي ان الرئيس الامريكي بوش ذكر عدة مرات وفي خطابات متعددة بان احد اسباب الحرب في العراق وافغانستان هي لابعاد الارهابيين عن امريكا واوروبا وتحقيق الامن للشعب الامريكي وبالفعل فقد وصلت وجاءت فايروسات القاعدة السرطانية الى العراق من كل اصقاع الارض تقريبا لتحارب امريكا كشعار اولي غطائي فتحولت هذه الحرب الى اعمال اجرامية ذات طابع مذهبي مقيت وتوسعت لتقتل كل من لايحمل الفكر التكفيري البعيد كل البعد عن الاسلام , ومن الجنسيات التي ينتمي اليها الارهابيين ماعدا الاغلبية القادمة من الدول العربية ففيهم الشيشاني والالباني والبوسني والافغاني والباكستاني ومنهم من دول اسلامية ولكن يحمل جنسيات دول اوربية كثيرة مثل امريكا وكندا وفرنسا ودول اسكندنافيا وغيرها , اذن فقد تم تحقيق الامن الامريكي الاوروبي والتكاليف شعب العراق الابي, والفائدة التى تجنيها القوات المتعددة هي ستتركز في قلة الخسائر العسكرية على الارض رغم قلتها اساسا لان 80% من ضحايا الارهاب في العراق هم من المدنيين ورجال الشرطة والحرس الوطني اما المتضرر في هذه الحالة فهو خوف تلك الدول من عودة الأرهابيين الى سابق عهدهم بتوجيه عملياتهم ضد الشعوب والدول الغربية وامريكا ومصالحهم في الدول التى تتمتع بضعف اجهزتها الامنية في الدول الافريقية , واحتمال وصول الارهاب مجددا الى اوروبا فهو ضعيف لأن الاجهزة الامنية في تلك الدول اتخذت من الأجراءات المشددة مايمنع حصول تلك الاعمال الارهابية خاصة بعد التفجيرات الارهابية الاخيرة في مدريد واخرها لندن.
وحتى نستطيع قلب المعادلة كي يصبح هروب الارهابيين من العراق فائدة وخيرها على كل الاطراف علينا التعاون لغلق الحدود الدولية كليا بغرض التخلص من الارهابيين وبتعاون العراق والقوات المتعددة ودول الجوار للقضاء عليهم بضربة قاضية واحدة وبضربة رجل واحد .
 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com