بماذا تختلف قناة الفيحاء عن غيرها حتى يوقف بثها؟

 

 حميد الهاشمي

كاتب عراقي مقيم في هولندا

hashimi98@hotmail.com

فوجنا بخبر نية سلطات (مدينة دبي للإعلام) عدم تجديد إجازة بث قناة الفيحاء العراقية، وقد أسف الكثيرون من متابعي هذه القناة وإدارتها وباستغراب مثل هذا القرار، واصدر أحباؤها نداءا إلى أعلى السلطات في دولة الإمارات بغية إيقاف تنفيذ مثل هذا القرار الغريب في فضاء حر اعتبر ميزة مضافة لميزات ومكاسب دولة الإمارات الحديثة.

والغرابة والسؤال، هو لماذا توقف الفيحاء؟ وما الذي يميز هذه القناة عن "أخواتها" في المنطقة؟

هل تتبنى هذه القناة ايديولوجيا أو خطا معينا؟

 إن أغلبية القنوات العربية تتبنى أيديولوجيات معينة وتتبنى خطابا خاصا، وبعضها الآخر يحاول ينتهج "التوفيقية" من اجل الاستمرار. فهناك القنوات التي تطبل لحكامها وأخرى تروج لمموليها وثالثة طائفية حد العظم، ورابعة ليبرالية حد القشر وخامسة بين بين وهكذا.

وتشترك قنواتنا العربية في تجنب بعض التابوات (المحرمات) من مقدس ومدنس. وما أكثر المقدسات في عالمنا العربي، التي لا تقتصر على الديني فحسب بل تمتد إلى السياسي أيضا.

ولا يقتصر "المدنس" على الجنس فحسب، بل يشمل "الآخر" أيضا. والأقليات في عالمنا العربي تقع تحت طائلة المدنس أيضا والذي ينبغي أن لا تظهر صورته ولا يسمع صوته.

الفيحاء لم تكن طائفية ولم تتبنى خطابا طائفيا، رغم وقوع بعض الهفوات التي ترافق مسيرة أي مشروع إعلامي يحاول أن يكون حرا في هذا الطريق الوعر.

والفيحاء ليبرالية أكثر منها "متدينة"، ومعتدلة ابعد ما يكون عن التطرف.

وهي عراقية وتخاطب العراقيين أكثر مما يمكن أن تقال أنها تخاطب مجتمعات العالم العربي الأخرى ليخشى تهديدها.

 وقد تطور خطابها ليشمل كل قطاعات الشعب العراقي ويستوعب حتى المعارضين للعملية السياسية من خلال استضافة أقطاب بارزة من هؤلاء. وحاولت أن تمسك العصا من الوسط كما يقال. وهي بذلك لا تشذ كثيرا عن غيرها من القنوات التي تحاول التوفيق والبقاء وفق شروط العيش في هذا المحيط.

وعليه فلو نفذ قرار إيقاف الفيحاء عن الاستمرار، فانه سوف يكون عثرة في مسيرة مشروع الإمارات القاضي بخلق فضاء إعلامي حر ومتوازن. وهو أمر مثير للغرابة حقا أن تخطو الإمارات ودبي بصورة خاصة خطوة إلى الوراء بعد كل قفزات النجاح التي حققتها في شتى الميدان.

نأمل أن لا يحصل أمر الإيقاف، الذي سوف لن يوقف صوت الفيحاء إلى الآبد، فبالتأكيد لديها الحلول والبدائل والأرضية التي تمهد الطريق لاستمرار مسيرتها.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com