|
الإنتماء الوطني للعراق مَخرَج سياسي
شوقي العيسى
الوطنية معنى جميل وإحساس يجعل المحبة والود بين المواطن وبلده وبين الأنسان وأرضه وبين العراقيـين والعراق ، فصلة الإنتماء للعراق لها جذور تنشأ من الأرض التي ولد فيها الأنسان العراقي ومنها الروابط المشتركة مع الآخرين كصلة القرابة وحب الأرض والبلد والحضارة والقيم والتقاليد واللغة وهناك الكثير من المشتركات التي تجعلنا نرتبط بالبلد الذي ولدنا وتربينا ونشأنا فيه فأصبح العراق للعراقيـين كالأم لطفلها فهو الحاضن لطفولتنا وهو الحامل لهمومنا فلابد أن يكون له حقٌ علينا.
الشعور بالوطنية تتوجه الأنظار الى هذا البلد المفعم بالجراحات والمثقل بالهموم فأصبح حديث الساعة وما أن تتداخل الأحاديث حتى تتشعب وتندرج في مدخل سياسي وما من قضية إلا ولها صلة بالسياسة والوضع المتأزم في العراق فالحياة الطبيعية في العراق أصبحت وضع سياسي والمأكل والمشرب أصبح وضع سياسي والحديث عن الحب والأحاسيس أصبحت من السياسة وحتى الأنتماء الى هذا البلد أصبح سياسياً حيث أثخن بجراحات السياسة التي تجرد المرء من الشعور الحقيقي بحب وولاء البلد إلا إذا كان لديه إنتماء سياسي فأصبح الجميع في العراق يقع تحت التأثيرات السياسية الوضعية التي أندرجت الينا ...
ولاءات فلما كان الأتجاه الجماهيري في العراق أتجاه سياسي فلابد أن ينضوي تحت لواء حزب معين أو حركة معينة فأتجهت الولاءات الى الفئوية الحزبية قبل الولاء للبلد وهذا على أعتبار أن كل فئة أو حزب ترى في نفسها هي الرابط الحقيقي للعراق والأتجاه الصحيح السائر بمجالات الوطنية وحب الوطن والشعب فأصبحنا نميل ونتماشى مع واقع الفئوية وبعدها نرى شعورنا تجاه العراق وهذا مالايحمد عقباه في عصرنا الحاضر أي أن العبودية مازالت شوائبها تخدش شعورنا الحقيقي ، ومن هذا المنطلق تبرز مرحلة الصرعات الطائفية أو القومية وحسب الإنتماءات التي أولج الشعب العراقي بها وخصوصاً فأن العراق يحوي مختلف الطوائف والقوميات فأنقاد العراقيون على هذا الأساس من القومية والطائفية وأصبح الأنتماء للعراق كعراق شيء رمزي .
التخلي عن المحسوبيات القومية والطائفية في مرحلة الأدراك الفكري والنضج الحقيقي بالشعور بالإنتماء للعراق وحب العراق كبلد ولدنا وتربينا وترعرعنا فيه والتخلي عن فكرة الأتجاه القومي أو الطائفي أو العرقي بكل المجالات فسوف نرى أن العراق بدأ يستعيد عافيته من جديد وبدأت مرحلة البناء الحقيقي والتركيب الصحيح وإتاحة الفرصة للعراقيين كافة في الأبداع وخلق نوع من الفكر الخالي من التطرف حتى يكون هناك مفتاح الديمقراطية التي ننشدها والحرية التي نطلبها والأمن الذي نسعى اليه ، وعندما نتخلى عن الدوافع الشخصية والمصالح الذاتية لأقامة نظام ديمقراطي حر في بلد حر ولشعب عريق فحينها نكون قد أدركنا التغيير الصحيح ولا نقع ضمن سلسلة المبهمات الفكرية والتخيلات الواسعة التي لايفسرها العراقيون البسطاء والذين يقعون تحت تأثيرات هوامش مبهمة ...
الحب الحقيقي الحب الحقيقي يجب أن يكون للعراق وحده العراق والأنتماء فقط للعراق والمصلحة يجب أن تكون للعراق وحتى إذا كانت هناك ميول عنصرية فيجب أن تكون للعراق أولاً ، أن نستشعر فيض العراق، أن نستنشق هواء العراق، أن نستظل بنخيل العراق، أن نروي عطشنا من دجلة والفرات، أن تكون سارية علمنا جبال العراق، أن نبتهج بفرحة العراق ونحزن لحزن العراق، أن نضحي لأجل العراق، أن نعطي ولانأخذ من العراق، أن نبني مجد ورقي العراق، أن نخرج من دائرة الأنتماءات العرقية والطائفية، أن يكون همنا هو العراق.
مخرج سياسي لاشك ولاريب بأن العراق وضمن الحركة السياسية الدائبة نستخرج منها تجاذبات سياسية وخلافات بحتة وذلك لعدم وضوح الرؤية الحقيقية لجميع الكيانات السياسية في العراق وأنا أعطي الأحقية لهذه الكيانات لما يحدث على أرض الواقع فذلك يعود الى الأجهزة القمعية في النظام السابق التي أقمعت الشعب العراقي في دائرة ضيقة لا يسمح لها الحركة فهناك تخوف كبير من قبل الكيانات السياسية للتعامل مع بعضها وفتح سجلاتها أمام الآخرين فنحن أمام تيارات كبيرة أفرزتها الحالة العراقية وهو الواقع الذي لا مفر منه ألا وهو وجود طوائف وقوميات فلدينا الشيعة الذين تعرضوا الى القمع والأضطهاد طوال العقود الماضية ولايوجد حاكم حكم العراق قد أنصف هذه الطائفة فشيء طبيعي أن تتوجس من الآخرين وعدم ثقتها بأي جهه مهما كانت ، ولدينا الأكراد والذين قارعوا نظام صدام لسنين وجابهوه بقوة السلاح ولهم مبرراتهم وقوميتهم ولغتهم بطريقة التعامل أيضاً فلديهم الخوف الكبير من أي جهه تتعامل معهم خوفاً من العودة الى ماكانوا عليه ، ولدينا السنه العرب والذين حكموا العراق لعقود من الزمن وبما أنهم أقلية في العراق وبعد الإطاحة بنظام صدام فلديهم الخوف من سيطرة جهه أخرى على العراق وتهميشهم كما كانوا هم أنفسهم يهمشون الآخرين ، ولدينا القوى العلمانية والليبرالية والمتمثلة بتيار علاوي والآخرين الذين أنضموا اليه والذين يعتبرون أنفسهم هم الجهه المنقذة لمحنة العراق لخروج العراق من مأزق الطائفية ودخوله في مأزق الوصولية والأنتهازية حيث أن هذا التيار والذي برز بعد دخول القوات الأمريكية للعراق وبمساندة القوى الغربية فقد عرف بالعراق ولكن يبقى الشيء المهم هل من يفكر بالعراق كتفكير حضاري وإنتماء فطري الى هذا البلد؟؟؟؟ الشيء المهم الذي يخرجنا من التفكير بمأزق القومية والطائفية هو مرحلة للتغيير الفكري وقراءة الواقع على أساس حضاري وجعل شيء من المحبة والشعور بالعراق هو الهدف الوحيد الذي ننطلق منه فعنئذن نقول سوف يرقى العراق وسوف نبني العراق.....
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |