|
لماذا حكومة استحقاق انتخابي؟؟
احمد مهدي الياسري في كل دول العالم المتحضر حينما تجري انتخابات تكون الفصائل او الاحزاب المتنافسة في اختلاف وتباين واضح في البرنامج السياسي والاقتصادي والاجتماعي وحينما تجد بعض الاحزاب انها تقترب في الرؤيا مع غيرها تراها سرعان ماتندمج في مسمى واحد اما جديد او احد السابقين وحدث هذا كثيرا في كل البلدان المتحضرة. قد يكون للعراق خصوصية من حيث حداثة هذه الممارسة الديمقراطية , فنلاحظ ان التيارات الحزبية والشخصيات السياسية لاتتحرج من ان تجد نفسها في شعارات ومنطلقات تتشابه مع غيرها وفي بعض الاحيان تتطابق حرفيا مع شعارات غيرها ولكنها تصر على ان تفصل نفسها في قوقعة خاصة وتخوض غمار العملية الانتخابية غير عابئة بقسوة الخسارة متوهمة في انها ستنال الذي تحلم به في حين ان تلك الاوهام تفضي الى لاشئ لان المنطق السليم يقول ان هؤلاء يضعون انفسهم في حيز سخرية الناخب الواعي لاغراضهم الخاصة وهو الوصول عبر شعارات براقة بطرق واضحة المعالم الانانية. في اعتقادي المتواضع ان السياسي الجيد هو من يعتمد الثوابت الرصينة في حركته في الشارع السياسي ووفق التشريع السياسي , اي بمعنى انه لاينحرف في اتجاه بوصلته عن الفهم العلمي من ان العمل السياسي انما هو خدمة يقوم بها هذا او ذاك المكون تجاه شعبه ووطنه وان هذا السياسي ينطلق من الثابت الجمعي في العمل الذي تصب خدمته في الكم الجمعي لابناء البلد. ومن خلال ماتقدم نجد بعض الساسة مع شديد الاسف انطلق من خلال الوهم الذي احاط عقله من ان الخوض في المعركة السياسية وان تشابه في توجهاته مع غيره من الممكن ان ينجح بمسعاه في الفوز, في حين اثبتت التجارب المماثلة الى فشل تلك الشخصيات في ماسعت اليه لان الناخب يمتلك عيون وعقل يبصران التخلف في تلك التوجهات لانهم كان عليهم التوحد اذا كانوا يريدون خدمة البلد لانهم وفق هدف ومسير واحد فلماذل لايجتمعون اذا؟؟ اذن حينما تدخل عدة مكونات تتباين في منطلقاتها عليها ان تعي ان احترام خيار الشعب هو من اهم اولويات المنطق السليم في السياسة والديمقراطية وهي في ذات الوقت من اهم اولويات احترام الناخب لمن يحترم خياره فيما بعد , وعليه يجب ان يعي اي مكون ان خسارته الجولة لاتعني الخسارة دوما اذا ما احسن فهم ان المعارضة الرصينة المنطلقة وفق منهج اصلاح الاعوجاج في سياسة الآخر عبر وسائل السلم والعلم والقانون هي انما تؤدي الى فوزه لاحقا لان الشعب وجد فيه مصداقية المنطلق في الخدمة التي عارض من خلالها سياسة الطرف الفائز. لم تعمل مع شديد الاسف بعض التوجهات السياسية التي دخلت الانتخابات الحالية وفق هذا المنطق السليم لا بل انها كانت سافرة في استهتارها بخيارات الشعب وناسية لابسط مقومات احترام الخيار الشعبي والعملية الديمقراطية وان يجب ان يكون هناك خاسرغير مغيب , واجدها في هذا المجال وقد انطلقت من مفهوم عدم نسيان الماضي القريب الذي كان يعتمد عليهم ويعتمدون عليه في التعاطي مع السياسة وفق منهج الخداع والكذب والوصولية على حساب خيارات الشعب المقموعة وبشدة ارادته وطموحاته وافكاره. الانتخاب واستحقاقه يفضي الى امر مهم وهو ان هناك توجهان فائز وخاسر ولكنهما متواجدان تحت قبة البرلمان وهذان التوجهان او التوجهات المتعددة هي في اختلاف في الرؤى والسياسات وحينما نراها تطلب من الفائز ان يشركها في العملية السياسية وادارة سياسة البلد ووفق مانراه من ضغط غير صحي وغير مسؤول وغير منطقي تكون اخطأت مرة اخرى في طرحها واخطأت ملايين المرات في طرح نفسها كنقيض لتوجهات المكون الفائز وهي هنا لن تستطيع اقناع الشعب في المراحل القادمة من انها اهل لان يختارها الشعب لانها تميزت بكذا وكذا من اطروحات سياسية واقتصادية واجتماعية تخدم الوطن ومكوناته عامة. نحن امام اشكالية بحاجة الى ان نلاحق نتائج الخوض فيها قبل الاقدام على تحالفات مع الاضداد او المخالفين لنا في الرؤية السياسية العامة والخاصة حيث لازلنا لم ندخل في اتون غمارها اي لازلنا على البر كما يقال لان ذلك يؤدي الى تضارب المصالح وقد يعمد الطرف الخاسر الى عرقلة مسيرة الطرف الفائز . بقي امر واحد وهو اذا قبل الطرف الخاسر بان يكون ضمن مفهوم وخطوط الطرف الفائز ومنطلقاته الفكرية والايدلوجية فانه بهذا يكون قد حكم على نفسه بالذوبان والخنوع لانصهاره في بوتقة المركب الفائز وهذا بحد ذاته هزيمة بالضربة القاضية للمكون الذي دخل كند للاطراف الاخرى او الطرف الفائز. الاستحقاق الانتخابي هو الخيار الاصلح لادارة بلد مثل العراق ومن حق المعارضة النزول والاعتراض بقوة الحجة السلمية وفق القانون والتشريع لاوفق منهج التسقيط والغاب والدكتاتورية الفكرية والسياسية ووفق الانفتاح على مبدأ الاصلاح لخدمة الجميع لا مبدأ النقد لتهديم البعض الاكبر. ان احترام الاستحقاق الانتخابي لهو الفوز للمعارض النزيه فيما بعد وان من يتصرف وفق منطق العقل والحكمة السياسية هو من سينال احترام اناملي التي ستقول لخدمته المرئية على ارض الواقع نعم ملطخة بحناء البنفسج الاروع وهو سيكون غدا في مصاف الساسة المرموقين بين ساسة العالم المتحضر.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |